ملفات » رؤية المملكة السعودية 2030

الرجل والمشروع!

في 2016/04/27

حسين شبكشي- الشرق الاوسط السعودية-

مع زيادة الاهتمام بما يتم تداوله في وسائل الإعلام المختلفة عن رؤية التحول الوطني٬ وهي المادة الدسمة المثيرة التي تتحدث عن نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي عبر أهداف ورؤى مختلفة وطموحة وجريئة٬ كان من الطبيعي أن يكون الاهتمام موجًها لمعرفة المزيد عن الأمير الشاب٬ صاحب هذا المشروع الاستثنائي٬ والمقصود هنا هو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

تلقيت في الفترة الماضية عدًدا غير قليل من الاتصالات الهاتفية من شخصيات إعلامية واقتصادية وسياسية مختلفة من السعودية والعالم العربي والمجتمع الدولي٬ جميعها كانت تحاول التعرف على شخصية الأمير الشاب بأسلوب فيه كثير من الفضول والاهتمام والرغبة في الإلمام بهذه الشخصية التي باتت مؤثرة وفاعلة٬ ليس فقط على الداخل السعودي٬ ولكن على الساحة الإقليمية كما اتضح.

قد يكون من المسائل المعقدة أن تقوم بوصف أحد الشخصيات القيادية المؤثرة في منظومة الحكم وتتطرق إليه بأوصاف فيها «شبهة» المديح أو الاستحسان دونما أن تقع في شباك ومصيدة النفاق السياسي في العالم العربي٬ ولكن أمانة القول تقتضي تسمية الأمور كما هي.

لعل أبرز صفات الرجل هي أن لديه الاستعداد والجاهزية للعمل والإنصات للغير والاستفادة من رؤية الخبرة في المسائل المطروحة وتقطيع الصورة الكبيرة عندما يتم تكوينها بالتدريج٬ وهي «المكونات» الدقيقة التي تصنع الرؤية المطروحة. ولديه أيًضا قدرة على العمل المتواصل بشكل يدفع ويجبر الفريق الذي معه على «مواكبة» الجهد والأهداف الموضوعة. يحيط نفسه بفريق مميز من أصحاب الخبرات المميزة والثرية ينصت إليهم ويناقشهم بشكل مدروس وعميق٬ وبالتالي تكون السياسات المطروحة عموًما بعيدة عن الارتجال والعشوائية. ولكن في رأيي الشخصي تبقى أهم صفة تميز الأمير الشاب هي أنه ليس لديه «فواتير» يسددها لغيره٬ بمعنى أنه حر في رؤيته وقراره ويأخذ الخطوات دون «إرث ثقيل» بحاجة أن يأخذه في عين الاعتبار فيؤثر على فعالية القرار وأثره حين اتخاذه.

الرؤية المطروحة في برنامج مشروع التحول الوطني أقل ما يقال عنها إنها طموحة وجريئة وشاملة وهي تعد بالكثير٬ وقد أخذ الأمير الشاب مسؤولية ذلك «الانتقال» على عاتقه٬ وهو وحده سيحمل تبعات هذه المرحلة الدقيقة.. مرحلة ما بعد النفط٬ وهي المرحلة التي كانت في أذهان السعوديين بمختلف خلفياتهم٬ ولكن لم يطرحها أحد من قبل بهذا الوضوح والجرأة والتنوع. الأمير محمد بن سلمان إلى حد كبير يشبه التركيبة المستقبلية للسعودية؛ فهو شاب وطموح ومقدم على التغيير برؤية مختلفة٬ وفي تلك المسائل يشترك مع شريحة الشباب من مواطني السعودية الذين يشكلون الثقل والمستقبل للبلاد.

الفضول وحب المعرفة عن شخصية محمد بن سلمان سيزيد مع بدء تنفيذ مشروع برنامج التحول الوطني الذي أصبح ملازًما له٬ ومشروعه الذي عليه بصمته وهو المشروع الذي لقي تجاوًبا «نفسًيا» إيجابًيا بشكل عريض من المجتمع السعودي بشكل عفوي وفوري٬ وهي علامة قبول مهمة.