ملفات » رؤية المملكة السعودية 2030

رؤية سعودية في زمن الخريف العربي

في 2016/04/27

أيمـن الـحـمـاد- الرياض السعودية-

النظر إلى منطقتنا العربية والشرق الأوسط وتأمل حجم المآسي التي خلفتها الاضطرابات خلال الأعوام الخمسة الماضية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لدول محورية في وطننا العربي بدءاً من مصر إلى سورية فالعراق وليبيا وتونس واليمن، كفيل ببث الشعور القلق والانزعاج والإحباط.. تلك الاختلالات أسهمت في تدمير البنية النفسية لمواطني تلك الدول قبل أن تضرب وتدمر بنية الدولة نفسها وتجهز على بقايا أنظمتها السياسية المهترئة واقتصادياتها الهزيلة ومجتمعاتها التي تضررت بفعل الأزمات فطالتها تشوهات واسعة.

تأتي "الرؤية السعودية 2030" في وقت دقيق وحساس وسط عالم مضطرب ومشوش، فترفع المعنويات وتُعلي الهمة وتزيد في نفوس المواطنين الإحساس بقيمة الوطن وضرورة الالتفاف حول الكيان السعودي والقيادة، موجة التفاؤل والإيجابية، وأحاديث الرؤية وما تحمله للمواطن وتسمّر المشاهدين منذ الصباح حول وسائل الإعلام مترقبين جلسة مجلس الوزراء ومتابعين حديث سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لقناة العربية سادت المشهد السعودي.

لقد استنهضت الرؤية السعودية في نفوس المواطنين حالة من الاعتزاز والفخر والطمأنينة وهي ترى كيف يمكن مواجهة التحديات الاقتصادية بعد أن هوى سعر النفط بسرعة، ليخرج الأمير محمد بن سلمان ويقول إن بالإمكان العيش في 2020 دون الاعتماد على النفط، وليبشر باقتصاد يزيح النفط من صدر الاقتصاد إلى اعتباره عنصراً مكملاً لا أساسياً.

الإلهام والتأثير والحماس عملت في نفوس الشباب السعودي عملها، وصار لزاماً علينا ألا نخذل وطننا بالعمل والجدية والإيجابية، فمشروعات التنمية مدخل مهم وحيوي للاستقرار السياسي والاطمئنان الاجتماعي، وتلك المشروعات لا تنمو من تلقاء نفسها بل تحتاج لرعاية وعناية واهتمام لا يتواءم ودعوات الهدم والظلام والتطرف ونشر الإرهاب الذي يقتات على الإحباط والانهزام والخذلان.. وتلك مفردات تستهدف الرؤية تدميرها.

في زمن الخريف العربي يُعبث بالتاريخ وبالجغرافيا، وتبزغ الرؤية السعودية في محاولة لإعادة ضبط المنطقة التي فقدت توازنها أمام رياح الاضطراب، التي بثت اليأس حداً بلغ بالناس أن رمت نفسها في ظلمات البحر لعلها تستفيق على شاطئ الاستقرار والأمن، أو لا تستفيق، فالخيارات هناك محدودة، والأفق ضيق، والرؤية معدومة.