دول » السعودية

الإرهاب يستهدف تعايش محاسن الأحساء

في 2016/04/30

الوطن السعودية-

بعد نحو 91 يوما من جريمة الاعتداء على مصلين بمسجد الرضا، أطل الإرهاب أول من أمس من حي محاسن في الأحساء، مستهدفا مقر قوة أمن الطرق بتفجير عبوة ناسفة، أسفر عن إصابة طفيفة لأحد رجال الأمن، ووقوع أضرار محدودة في 5 سيارات كانت متوقفة في الحي الذي يشهد تعايشا كبيرا بين مختلف أفراد المجتمع سنة وشيعة، ويتجاوز عدد سكانه 50 ألف نسمة.

للمرة الثانية وبعد نحو 91 يوما من الجريمة الأولى التي استهدفت مسجد الرضا، أطل الإرهاب أول من أمس من حي محاسن في الأحساء، وباشرت الجهات الأمنية إجراءات الضبط الجنائي لجريمة تفجير عبوة ناسفة في ساعة متأخرة في موقف خارجي بمقر قوة أمن الطرق في حي محاسن بمدينة المبرز التابعة لمحافظة الأحساء، وأسفر التفجير عن إصابة طفيفة لأحد منسوبي القوة، ووقوع أضرار محدودة في 5 سيارات كانت متوقفة بالموقع.

وتم فرض طوق أمني مكثف على مسرح الجريمة، امتد لإغلاق كافة المسارات المؤدية لمقر القيادة، فيما تولت فرق إطفاء وإنقاذ تابعة للدفاع المدني إخماد الحريق الذي وقع نتيجة التفجير ومنع انتشاره إلى مواقع أخرى، كما تولت فرقة إسعافية تابعة لهيئة الهلال الأحمر نقل رجل الأمن "وكيل رقيب" إلى مركز صحي أرامكو السعودية القريب من موقع الجريمة، وذلك بعد تقديم الإسعافات الأولية له جراء إصابته في "اليد"، وجرى رفع الآثار والأدلة الجنائية من مسرح الجريمة، والاستعانة بآليات الأدلة الجنائية في الموقع.

وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي في بيان صحفي أمس، أنه عند الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء أول من أمس، تعرض موقف خارجي مخصص لدوريات قوة أمن الطرق بالأحساء لانفجار عبوة ناسفة، نتجت عنه إصابة طفيفة لأحد منسوبي القوة، وأضرار محدودة في خمس سيارات متوقفة بالموقع، والتي لا تزال قيد المتابعة الأمنية.

4 عقود من التعايش

يتجاوز عمر حي محاسن الذي يشهد تعايشاَ كبيرا بين مختلف أفراد المجتمع سنة وشيعة، أكثر من 4 عقود، ويتجاوز عدد سكانه أكثر من 50 ألف نسمة، وأغلب سكانه من منسوبي شركة أرامكو السعودية. وأبان المهندس عبدالله المقهوي، أحد القاطنين قرب الحي، أن الحادث الإرهابي الأخير الذي استهدف مركز أمن الطرق، هو امتداد لمسلسل الجماعات الإرهابية التي استهدفت مناطق مختلفة ورجال أمن ومساجد وحسينيات، وهذا يدلل على أن هدف الجماعات الإرهابية هو الوطن، وعن تكرار حدوث عمل إرهابي مرتين متتاليتين في حي محاسن خلال أقل من 3 أشهر، علق على ذلك قائلا، لا أعتقد أن الإرهابيين يخصصون حيا معينا دون سواه، ولكنه حصل عرضا أن مركز أمن الطرق بالأحساء، يقع في حي محاسن وعلى شارع رئيس.

أعمال إجرامية

أضاف المقهوي أن العمل الإرهابي الأخير الذي حدث في الأحساء يؤكد أن الجماعات الإرهابية ومن وراءها خسروا في تسويق فكرهم، وخسروا في تأليب طائفة على أخرى أو فئة على أخرى، لأن الجميع أدرك أن المستهدف هو الوطن، بغض النظر عن الأماكن التي تنفذ فيها الأعمال الإرهابية.

وذكر عبدالله الدوسري "من سكان الحي" أن الأحياء التي تشهد تعايشا بين مختلف طوائف المجتمع، هي الأحياء التي تستهدف الجماعات الإرهابية، إذ يمكن لعناصر هذه الجماعات الإرهابية التوغل إلى داخل هذه الأحياء دون أن ينكشف أمرها، وبالتالي تمارس أعمالها الإجرامية بطريقة أكثر سهولة من غيرها.

وكان حي محاسن قد شهد الجريمة الإرهابية الأولى في يناير الماضي عندما حاول إرهابيان اقتحام مسجد الرضا لتنفيذ عملية توقع أكبر عدد من الضحايا، إذ أقدم أحدهما على تفجير نفسه في مدخل المسجد، بينما انتظر الآخر لاستهداف من يخرج من المصلين إلا أنه أصيب وقبض عليه، وأسفر الحادث عن استشهاد 4 مصلين.

11:30 ليلا وقوع الجريمة

35 : 11 توافد آليات الإطفاء الدفاع المدني والدوريات الأمنية والفرق الإسعافية

11:40 فرض الطوق الأمني

11:45 نقل رجل الأمن المصاب إلى مركز صحي أرامكو

12:15 فجرا بدء رفع الآثار والأدلة الجنائية

3:30 انتهاء العمل في الموقع مع بقاء الطوق الأمني

أمير الشرقية: منفذو الجريمة اعتادوا استباحة الدماء

الأحساء: عدنان الغزال

اطمأن أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف على حالة رجل الأمن الذي تعرض لإصابة طفيفة إثر انفجار عبوة ناسفة بمواقف السيارات الخارجية لدوريات قوة أمن الطرق في محافظة الأحساء، ووجه بتوفير العناية الطبية اللازمة له.

وأكد أمير الشرقية ثقته بكفاءة الجهات الأمنية ورجال الأمن في التعرف على الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، موضحا أن حكومتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد، وولي ولي العهد، لن تتوانى في مواجهة هذه الفئة الباغية على دينها ووطنها، والضرب بيد من حديد لكل من يحاول العبث أو المساس بأمن هذا الوطن أو ترويع المواطنين والمقيمين على أرضه، مشيرا إلى أن من قاموا بهذه الأفعال الإرهابية اعتادوا على قتل الأبرياء واستباحة الدماء بتوجيهات من عناصر خارجية ليس لها هم سوى القتل والهدم والتشريد، فلا دين يردعهم ولا مذهب ولا عقيدة، ولكنهم مدحورون بتوفيق من الله ثم بيقظة رجال أمننا وتعاون إخواننا المواطنين والمقيمين في الإبلاغ عنهم، وعدم إيوائهم أو التعاطف معهم.