دول » السعودية

اللاحم يفتش في ملفات (محرِّضي العنف) بقضيتين

في 2016/05/14

عكاظ السعودية-

بعد يوم على إعدام شقيقه المتورط في أعمال إرهابية عدة أبرزها اقتحام مجمع الواحة في الخبر، خرج زيد بن سهاج عن صمته، ليطالب بالاقتصاص ممن حرض شقيقه على الانخراط في الأعمال الإرهابية تحت شعارات براقة، وكتب في صفحته الشخصية في «تويتر»: «أخي ضحية أفكار هدامة وسرق منا في صغره والشرع اقتص من المسروق فأين الاقتصاص من السارق»، في إشارة واضحة للمحرضين.

وقبل تنفيذ السلطات حكم الإعدام في حق 47 إرهابيا في يناير الماضي، ضاق شقيق أحد المعتقلين في بغداد من حالة الثراء الذي يعيشه دعاة يعتقد أنهم سبب في توريط أخيه عبر خطبهم وتسجيلاتهم وكذلك بياناتهم المحرضة على القتال إبان الغزو الأمريكي للعرق، وأكد حينها وقوع شقيقه ضحية لأعمال التحريض الممنهج في بداية 2004.

ويبدو أن خروج شاشة العربية بفيلم وثائقي تحت عنوان «حساب المحرضين» مساء (الخميس) الماضي، لم يكن مفاجئا من حيث المبدأ، بيد أن الجديد في هذا الملف، اتجاه معتقلين ومدانين بالفكر الإرهابي لمقاضاة من أسموهم بالمحرضين لهم إلى أروقة القضاء.

وتصدر المحامي عبدالرحمن اللاحم للترافع عن هادي البقمي المحكوم بالسجن منذ عشرة أعوام، وعبدالرحمن عائد من سورية بإصابة عطلت حركته، فيما يشير مراقبون إلى أن الخطوة ستشجع من تورط في هذه الأعمال وممن يقضون محكوميتهم باللجوء لذات الطريق ضد المحرضين. وكشف اللاحم لـ «عكاظ» تلقيه عددا من طلبات الترافع أمس (الجمعة) من عدد من أهالي المعتقلين، مشيرا إلى وجود مقيمين بينهم، «سندرس تلك الطلبات، بيد أننا ماضون في الدعويين الموكلتين إلي من عبدالرحمن وهادي، وبعد ذلك سوف نرى مدى تقدم تلك القضيتين».

وأضاف: «اتصل بي كثير من أهالي المعتقلين يتهمون أسماء صراحة بتحريض أبنائهم المنخرطين في أعمال عنف أو المتورطين بأفكار إرهابية، ومن بين الشاكين مقيمون»، مشددا على ضرورة معرفة أن المطلوب من المحامي بذل العناية لا تحقيق نتيجة.

وأكد اللاحم عدم تملص موكليه من الذنب، حتى إنهم يقرون بخطئهم، «الخطوة لا تعني تملصهم من المسؤولية، ولا يقولون إنهم ليسوا مذنبين، ويقولون إن لهم شركاء الذنب، ولابد من محاسبتهم»، لافتا إلى أنه كفريق دفاع نحن سنسير بالموضوع إلى نهايته.

ويرى مراقبون أن فريق الدفاع سيعتمد على مواد صوتية، وبيانات منشورة في الإنترنت، وكذلك مقاطع على منتديات الشبكة العنكبوتية، وأن كل تلك الأدلة سترفق بالدعوى، فيما أكدت مصادر لـ «عكاظ» تصدر اللاحم المشهد وعدم تطوع محامين آخرين معه في القضيتين، متفهمة إحجام المحامين عن التطوع في هذه القضية نظرا لصعوبتها، وأن «المحامي فيها يسير في حقل ألغام».

وبدت خطوة اللاحم في الترافع في الدعويين ضد الدعاة المحرضين، ستزيد من حملة الهجوم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، بيد أن اللاحم يرى أن من اختار أن يسير في الشأن العام وينافح عن المظلومين عليه التحمل، «الحملة لم تتوقف يوما ضدي، بيد أن ذلك لم يثبط من عزيمتي».