سياسة وأمن » تصريحات

هيئة الترفيـه والمتطلبات الترفيهيـة

في 2016/05/20

إذا اردنا تعريف مفهوم الترفيه فإنه يعني إدخال السرور على النفس والترويح عنها وتجديد نشاطها وبعثُ حيويتها. وإذا كان هذا هوالتعريف للترفيه في معناه  البسيط فما أحوجنا في هذه  الأوقات إلى ذلك فليس هناك أدنى شك في ان الإنسان دائما بحاجة إلى شيء من الاستجمام بعد عناء يومٍ شاقّ ومتعب من العمل، فالإنسان في حياته يبذل كثير من الجهد والطاقة تستدعي منه الحصول على شيء من الراحة، التي تسهم في تجديد روحه وبعث الطاقه الجديدة في كيانه ليواجه متطلبات العمل؛ والحياة اليومية ومسؤولياتها التي ليس لها نهاية. ومتى ما أدرك الإنسان هذه اللحظات من الترفيه وتجديد الطّاقة فقد حقق إيجابيات الترفيه وتأثيرها على نفس الإنسان ذاته والحياة والعمل حيث أرشدنا الدين لذلك بأن يعطي الإنسان نفسه حقها من الترويح المباح البعيد عن كل ما يغضب الله. ولا يتجاوز حدود الاعتدال والموازنة بين الحقوق التي له والتي عليه، فقد صدّق الرسول صلى الله عليه وسلم قول سلمان عندما قال لأبي الدرداء:إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه" رواه البخاري. ولأن الإسلام دين التوازن، فإنه لم يلغ هذه الحاجة الإنسانية في أن يعطي الانسان من وقته شيئاً للترويح والترفيه، عن النفس ولينظر كل إنسان بعد كل عملية راحة أو ترفيه مدى النشاط والحيوية التى تدفعه للانطلاق نحو الإنجاز والإبداع. وإذا ما نظرنا إلى حجم إنفاق السعوديين على الرحلات السياحية خارج البلاد خلال عام 2014 نجد انها بلغت 77.5 مليار ريال مقارنة بـ 74.5 مليار ريال خلال 2013، بنمو نسبته 4% أي ما يعادل 3 مليارات في كل سنه  كل ذلك من أجل الاستحواذ على ساعات أو أيام من الترفيه والاستجمام. وإذا كان هذا هو معدل الزيادة  فقس على ذلك للسنوات القادمة وكل ذلك زيادة دخل للمجتمعات الأخرى.

إن إنشاء هيئة عامة للترفيه يدل على شعور ولاة الامر بأهمية هذا الجانب في مجال التنمية المستدامة للمجتمع. فلقد أعجب الكثير بالفكرة. واجد انا مثل  هذه التطلعات  ترمي إلى السعي لتطوير البنية السياحية في كثير من المواقع  الطبيعية التي تنعم بها تضاريس مملكتنا الحبيبة مابين مناطق صحراوية يمكن الاستفادة  منها  واستغلالها منتجعات شتوية. كما واننا نملك محميات يمكن  أن تكون نواة  لوجود مناطق سفاري بها، وهناك مناطق جبلية  تنعم  بالسفوح الزراعية وبين سواحل وشواطى على الخليج العربي والبحر الأحمر كل تلك الواجهات تعتبر واجهات من الدرجة الأولى في استقطاب الكثير  والكثير من السائحين لتلك المناطق  المترامية الأطراف لو تم استغلالها ووضعت بنيه ترفيهيه قويه لها كالمدن الترفيهية الموجود في كثير من الدول التي يشد  المواطنون اليها الرحال وإيجاد الأماكن والمهاجع ذات البنية المتميزة  حتى تكون واجهة استقطاب بفنادق وشقق  فندقيه  مريحه  وبأسعار معقوله وفي  متناول الجميع. واذا كان هناك من يتساءل عن دور الهيئة وماذا ستفعل للترفيه؟ فأرى الجواب أن على هذه  الهيئة  الكثير من المهام  لتصبح  رافدا من روافد الدخل العام للمجتمع وأيضا للترفيه ومن هذه المهام لابد من وجود شراكة  قوية بين هيئة السياحة وهيئة  الترفيه في إيجاد كل السبل لتحقيق هذا المطلب حتى وإن سارت الهيئتان بخطين متوازيين فإن في نهاية هذين الخطين سيلتقيان في نقط واحدة هي تحقيق الرفاهية والمتعة البريئة والتي لا تخرج عن ثوابتنا الدينية. كما أرى أن نقطة الالتقاء يمكن أن تكون  نقطة انطلاق ايضا بخطين  لجانبي الترفيه  والسياحة بحيث تنطلق كل هيئة نحو مهامها السياحية والترفيهية الداخلية والأخرى نحو استقطاب سياحة خارجية ذات جذب قوي وهذا ما يتضح في رؤية المملكة  2030 فعليهما إيجاد  المتاحف التاريخية  للحقب السابقة والمتاحف للحقبة الحديثة وعمل مؤسسات تعمل على تنفيذ  الرحلات الثقافية والاستجمام بين المدن وإيجاد مدن ترفيهية تضاهي المدن  الترفيهية بالخارج وإيجاد الحدائق والمتنزهات والوسائل  الترفيهية  البسيطة بين الأحياء. إيجاد المكتبات الثقافية المتنقلة بين المنتزهات، واستقطاب المطاعم  ذات  النكهة المحلية إلى جانب المطاعم العالمية. فتح أسواق  وبازارات تراثية والاهتمام بتنمية هذه الصناعة. إيجاد مجمعات تجارية خاصة بهذه  الحرف والصناعات لتسويقها واحيائها وايجاد القرى والمدن العالمية  من باب التواصل الثقافي وإيجاد المضامير التنافسية وحلبات السباق كواجهة لاستقطاب الشباب ودراسة الأسعار ومنع جشع  المستثمر.أ.د. سلمى عبد الرحمن آلدوسري- لرياض السعودية-