ح.سلفية » القاعدة

«الملا منصور» زار دبي 18 مرة من أجل جمع أموال لعمليات طالبان

في 2016/05/30

كشف وكالة «بلومبرغ» الأمريكية أن زعيم حركة «طالبان أفغانستان» الراحل، الملا «اختر منصور»، أجرى، على مدار السنوات  العشر الماضي، سفريات خارجية عديدة عبر باكستان، مستخدما جواز سفر باكستاني، يحمل اسما مستعارا.

ولفتت الوكالة الأمريكية، نقلا عن مصدر أمني أفغاني، والمتحدث باسم حركة  «طالبان»، إلى أن سفريات «منصور» الخارجية شملت إيران والبحرين، فضلا عن 18 زيارة إلى دبي من أجل أموال للعمليات المسلحة التي تنفذها حركته في أفغانستان، مسلطة الضوء على مدى الأريحية، التي تتمتع بها الجماعة، والتي جعلتها قادرة على التحرك في أنحاء المنطقة.

و«منصور» على لائحة الأمم المتحدة لحظر الطيران منذ عام 2001.

وقال «ذبيح الله مجاهد»، المتحدث الرسمي باسم حركة «طالبان»، عبر الهاتف لوكالة «بلومبرغ»، إن الملا «منصور»، الذي قُتل في غارة أمريكية لطائرة بدون طيار، السبت قبل الماضي، 21 مايو/أيار الجاري، استخدم جواز سفر باكستاني لزيارة دولة الإمارات.

وأضاف أن «منصور» «عقد اجتماعات مع رجال أعمال من أفغانستان ومن دول إسلامية (لم يحددها) في الإمارات، تضمنت مناقشة حربنا المقدسة في أفغانستان، وجمع الأموال لعمليات طالبان في أفغانستان المحتلة من الغرب».

وكشف أن «منصور» سافر، أيضًا، إلى إيران في «زيارات غير رسمية».

هذه الإدعاءات قد تعطي زخما للمخاوف المتنامية في الولايات المتحدة بأن شركاءها في المنطقة يقوضون المصالح الأمريكية عن طريق دعم الإرهاب إما بشكل  مباشر أو غير مباشر، حسب «بلومبرغ».

كما أنها تفسر، حسب الوكالة الأمريكية، السر وراء تمكن حركة طالبان من الحفاظ على قوتها القتالية رغم إنفاق الولايات المتحدة ما يقرب من 700 مليار دولار وخسارة أكثر من 2200  جندي منذ غزوها أفغانستان في العام 2001.

وأعلن الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، الإثنين الماضي، مقتل زعيم طالبان، الملا «اختر منصور»، في غارة أمريكية بدون طيار، السبت قبل الماضي، وعد يوم مقتله «معلما هاما»، داعيا أعضاء حركة طالبان إلى الانضمام لعملية المصالحة في أفغانستان.

والأربعاء الماضي، أكدت طالبان مقتل «منصور»، وعينت «هبة الله أخونزاده» زعيما جديدا لها.

و«هبة الله» هو رئيس سابق لمجلس القضاء في طالبان، وكان نائبا لمنصور.

من جانبها، أعلنت باكستان، عبر المتحدث باسم خارجيتها، «نفيس زكريا»، أنها تجري اختبارات الحمض النووي على الرجل الذي قتل في الغارة الأمريكية، مضيفة أنه تبين لها أن الأخير دخل البلاد تحت اسم «والي محمد»، قادما من إيران في سيارة أجرة، قبل نحو 5 ساعات من مقتله.

في السياق ذاته، أبلغ «سرتاج عزيز»، وهو مستشار للشؤون الخارجية لرئيس الوزراء الباكستاني، «نواز شريف»، الصحفيين في إسلام آباد، أمس الأول الخميس، بأن «كل الشواهد تشير إلى أن الرجل الذي قُتل في الغارة الأمريكية هو الملا اختر منصور، وكان مسافرًا بهوية مزورة».

وحسب مسؤول أمني أفغاني، اعتاد الملا «منصور»، على مدى السنوات التسع الماضية، السفر من مطار كراتشي الدولي، بصورة أساسية، مستخدمًا جواز سفر باكستاني يحمل اسم مستعار هو  «والي محمد».

وقال المسؤول ذاته، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأن التحقيق ما زال جاريًا، فإن «منصور» سافر إلى دبي 18 مرة، وإلى البحرين مرة واحدة.

وقال المتحدث باسم حركة طالبان: «التزامات المعارك الحالية» أجبرت «منصور» على زيارة أماكن في إيران، بمنطقتها الحدودية مع افغانستان وباكستان.

وأضاف أمن الحدود الإيرانية لم يتعرف على «منصور»؛ لأنه كان يجمل جواز سفر باسم مختلف عن اسمه الحقيقي.

وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، «حسين جابري أنصاري»، عبور «منصور» لحدود بلاده قبل استهدافه في الغارة الجوية.

وقال للصحفيين يوم الإثنين:  «إيران ترحب بكل جهد يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان».

وحسب «سيد ظفر هاشمي»، نائب المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، «أشرف غني»، فإن وكالات الأمن الأفغانية تحقق في الأسفار الخارجية لـ«منصور». وقال للصحفيين، يوم الثلاثاء، إنه لا يستطيع تقديم مزيد من المعلومات.

وفي نفس السياق، قال «أحمد سعيدي»، وهو دبلوماسي أفغاني سابق لدى باكستان: «من المرجح أن رحلات منصور الخارجية هدفت إلى الحصول على تمويل من وكالات استخبارات هناك مقابل الحفاظ على مصالحهم في منطقتنا».

وأضاف: «ربما، أيضا، جمع عشرات الملايين من الدولارات نقدا عبر بيع المخدرات هناك».

وقال «سعيدي» إن «منصور» قبل توليه منصب زعيم طالبان، كان مهرب مخدرات بارز، وكان مسؤولا عن الشؤون المالية للحركة.

ووفقا لـ«هيئة حقوق الإنسان في أفغانستان»، تعتمد طالبان في تمويلها على التعدين غير المشروع في المناجم الأفغانية، وتهريب المخدرات، والابتزاز، وعمليات الاختطاف مقابل الفدية، والتبرعات الخارجية.

ولطالما طالت باكستان اتهامات بإيواء قيادة طالبان العليا.

وترى إسلام أباد، في حركة طالبان، التي يتكون غالبية عناصرها من البشتون، ويقطنون جنوب أفغانستان، ثقل موازن لعرقيتي الأوزبك والطاجيك القريبين أكثر من الهند؛ منافستها التقليدية في المنطقة .

«وحيد مزهدا»، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية في نظام طالبان، ويعمل حاليا محللا سياسيا في كابول، اعتبر مقتل «منصور» ضربة كبيرة لباكستان، وربما لإيران أيضا، اللتين أقامتا علاقات مع حركة طالبان لتقويض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال: «إيران تعارض دائما الوجود الأمريكي في أفغانستان»، مضيفا: «إيران ربما تسعى، من خلف الستار، إلى طعن الولايات المتحدة في الظهر باستخدام مقاتلي طالبان».

وكالة «بلومبيرغ»- ترجمة وتحرير خالد المطيري - الخليج الجديد-