دعوة » فتاوى

قراءة القرآن في ساعات الدوام ... غير جائزة شرعاً!

في 2016/06/07

أفتى عدد من الدعاة بعدم جواز قراءة القرآن الكريم في ساعات الدوام الرسمي، كون الموظف، يعد فقهياً أجيراً خاصاً ومحكوماً بوقت محدد لإنجاز ما يكلف به من عمل، معتبرين أن استغلال وقت الدوام في غير ذلك هو تفريط وتضييع للأمانة وإخلال بالعقد بين الموظف وجهة عمله.

وقال رئيس رابطة علماء الشريعة في دول الخليج وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور عجيل النشمي في تصريح: «إن الموظف وهو على مكتبه مطلوب منه أن ينجز عمله، وهو أجير خاص محكوم بوقت محدد لإنجاز عمله ولا يجوز له أن يشغل جزءاً من وقته بغير ما هو مطلوب منه، سواء بمكالمات يجريها أو الاطلاع على الإنترنت أو الموبايل، ومثله أيضاً قراءة القرآن الكريم، وهذا هو الأصل العام، أنه لا تجوز قراءة القرآن أثناء ساعات العمل الرسمية».

وأضاف: «إذا كان الموظف غير مكلف بمهمة في فترة معينة، كما هو الحال في بعض الوظائف غير الخدمية التي ليست بها مواجهة للجمهور، فقد يكون للموظف وقت فراغ، وفي هذه الحالة يجوز للموظف أو الموظفة أن يقرأ القرآن شغلاً للوقت الذي لا يوجد فيه عمل، أما إذا وجد العمل فهو مقدم».

من جانبه، قال الداعية الدكتور ناظم المسباح لـ «الراي»: «إن الأصل في مكان العمل أنه مخصص للعمل، وإذا كانت قراءة القرآن الكريم أثناء ساعات العمل الرسمي ستؤثر سلباً على العمل فهذا لا يجوز، لأنه تفريط وتضييع للأمانة وإخلال بالعقد بين الموظف وجهة عمله»، مؤكداً أن «التعاقد بين الموظف وبين جهة العمل قائم على أن يؤدي الموظف مهام عمله مع التزامه بساعات عمل يومية محددة»، مبيناً أنه «إذا أدى الموظف مهام عمله على أكمل وجه وكان لديه وقت فراغ أثناء ساعات العمل الرسمية وأراد أن يقرأ فيها القرآن الكريم فلا حرج في ذلك ما دام أنها لا تؤثر على العمل، وشرط ألا يدخل ذلك ضمن ساعات الدوام الرسمية».

بدوره، استنكر الداعية الدكتور بدر الحجرف قلة الفقه لدى عدد كبير من الموظفين في تقديم المستحب على الواجب، مبيناً ان «تلاوة القرآن الكريم مستحبة ولكن أداء العمل وتسهيل أمور المراجعين واجب يجب إتمامه والتقصير فيه إثم، فلا يصح تقديم مستحب على واجب».

و قال الحجرف لـ «الراي» إن «الموظف إذا نوى بقلبه خدمة الناس و تيسير أمورهم لا شك أن له أجراً أعظم من تلاوة القرآن وذلك لقضاء حوائج الناس»، لافتاً إلى «أهمية حرص الموظفين على أداء عملهم وعدم إهماله، حيث إن تلاوة القرآن لها أوقات كثيرة».

ومن جهته، قال الداعية الشيخ حاي الحاي في تصريح لـ «الراي»: «لابد من إتقان العمل، فهو أمانة أنيطت بالموظف والعامل على حد سواء»، مبيناً أن «العمل لابد أن يقوم به الموظف على أكمل وجه».

وأضاف أن «العبث في الهاتف النقال أو تلاوة المصحف، والتي لها أجر عظيم، لابد ألا تخل بالعمل، فتلاوة المصحف لها وقت آخر غير وقت الدوام لعدم الإخلال به ويمكن قراءته أثناء الاستراحات التي تدخل من ضمن وقت الفراغ».

وكالات-