دول » قطر

أوباما حكم أمريكا 8 سنوات .. فما النتيجة ؟

في 2016/06/09

لنفترض أن ترجمة خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه تمهيدا قبل مغادرته البيت الأبيض صحيحا، لكن كلامه كان في منتهى الخطورة لمن يعي ويفهم، فقد خاطب الشعب الأمريكي بعقليتهم وأكد أن فترة حكمه الذي امتد ثماني سنوات أدخله ضمن تاريخ العظماء الذين حكموا أمريكا وكان خلاصة خطابه أنه وضع أمريكا على مفترق طرق نحو الأمان والسلام.

وفق الترجمة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا فإنني أقتطف أهم ما جاء فيها من كلام خطير علينا نحن العرب والمسلمين حين قال : أعزائي الأمريكيين :-

وأنا أودّع البيت الأبيض بعد ثماني سنوات من الخدمة في المكتب العام، أودّ أن أتناول قضايا تهم الأمة. كانت بلادنا في اللحظة التي انتخبتموني فيها رئيساً، تقف على مفترق طرق .. وعدد هنا مناقبه ومآثره الطيبة في الشأن الداخلي لبلاده ثم عرج إلى ما يعنينا نحن العرب والمسلمين فقال :

لكن ثمة أشياء لا بد من الإفصاح عنها في هذه اللحظة. عندما تقلدت منصبي في 2008، كانت قوى الشر مستمرة في محاولاتها النيل من أمريكا، وكان عليّ أن أقود سفينتها بين عواصف رعدية لأصل بها إلى شاطئ الأمان، فنجحت إدارتي في الخروج من العراق، ولكننا أبقينا على وجود لنا فيه، وجعلناه قسمة بين ميليشيات شيعية تقمع السنّة، وتأخذه بعيداً عن محيطه العربي.. كما عملت إدارتي على تطوير برنامج الطائرات من دون طيار للقضاء على مرتكبي التطرف العنيف في باكستان واليمن والصومال وسوريا، فجرى التخلص من 5000 مسلم إرهابي، كان آخرهم 150 من حركة الشباب الصومالية.

ويواصل خطابه المشين بقوله: هذا البرنامج المتسق مع مذهبنا في شن الحروب الاستباقية ضروري لحماية /المجمع الصناعي-العسكري الأمريكي/ وترسيخ ثقافة القوة التي يؤمن بها مجتمعنا، لكن أكبر إنجازات إدارتي هي وأد /الربيع العربي/، فأنتم تعلمون أن الثورات التي نشبت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2011 هدّدت أمن صديقتنا، إسرائيل، التي نعدّ بقاءها في ذلك الجزء من العالم مرتبطاً ببقاء هُويّتنا نحن .. ولهذا نظرت أمريكا إلى تلك الثورات بصفتها خطراً كامناً لا بد من إجهاضه.

وقال .. لقد نجحنا بالتعاون مع حلفائنا في تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة، وقضينا على المولود الديمقراطي في مصر، ومنعنا السوريين من الحصول على أسلحة توقف القصف الجوي، وسمحنا لحلفائنا الشيعة باستباحة سوريا وإغراقها بالدم، فلا مصلحة لنا من انتصار ثورة تهدد الشعب اليهودي، وتعزز نفوذ الإسلام المتشدد.

وفي الختام، قررنا إنهاء الخلاف مع إيران، بعد أن اكتشفنا أنها ليست مسلمة كما كان يُشاع، وأن التعاون معها لكبح الإسلام السني أكثر أهمية من الخلاف حول برنامجها النووي. وبالفعل، نحّينا الخلافات، وركّزنا على المشتركات، واتفقنا على وضع الشعوب العربية تحت التحكم.

وكان لا بد أن تصطدم إدارتي، وهي تسعى إلى رسم مشرق جديد، بالحليف السعودي القديم. لقد قدّرنا أن الوقت قد حان لكشف خطورة النسخة الوهابية من الإسلام، في الحقيقة ليست الوهابية وحدها هي المشكلة، ولكن الإسلام ذاته هو المشكلة .. إن على المسلمين أن يعيدوا النظر في نصوص دينهم، وعليهم التأقلم مع الدكتاتوريات التي تحكمهم .

هذه هي أمريكا وهذا أحد حكامهم .. قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فهل تعلم المسلمون الدرس ؟ وسلامتكم

خالد عبدالله الزيارة -الشرق القطرية-