تواصل » فايسبوك

تبرعات مواقع التواصل.. (الطيبة الزائدة) قد توقعك في المحظور!

في 2016/06/14

تتجدد في رمضان كل عام ظاهرة فوضى التبرعات التي تتم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، ومن خلال الطرق التقليدية أيضاً، وينشط من خلال هذه الظاهرة السلبية التي يستقبلها الشهر الكريم مجهولون من داخل المملكة ومن خارجها يبثون رسائل تحفيزية مغرية بطرق احترافية لجمع التبرعات أو الصدقات أو المساعدات لأسر محتاجة تشد البسطاء وأيضاً عامة الناس، رغم أن الرسائل أحياناً تكون مجهولة المصدر، ورغم أن أبواب الخير الرسمية المأمونة متاحة ومعلنة.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى وسيلة سريعة لبعض ضعاف النفوس ممن امتهنوا مخالفة الأنظمة والتعليمات التي حددت القنوات الرسمية التي تستقبل التبرعات، وطرق إيصالها إلى أصحابها عبر حسابات وجهات معروفة وليس لمن هم يتخفون خلف أسماء وهمية على هذه المواقع، أو ممن يظهرون بأسمائهم الحقيقية لكنهم يفتقدون الوسيلة الصحيحة والواضحة التي سيجمعون من خلالها أموال المتبرعين، وضمان إيصالها لأصحابها أياً كانوا بطرق سليمة، سواء من المحتاجين خارج المملكة أو المرضى أو أصحاب حاجات داخل المملكة، أو عبر دعم المشروعات الخيرية وماشابهها.

الداخلية تحذر

وكانت وزارة الداخلية قد أوضحت مؤخرا على لسان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه وفي ضوء ما تم رصده من قيام أشخاص وكيانات (مؤسسات - شركات) غير مصرح لهم بانتهاز رغبة المواطنين والمقيمين بالمملكة بالعمل الخيري خلال شهر رمضان المبارك للدعوة لجمع التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل (SMS) مستغلين في ذلك معاناة الأشقاء السوريين والصراعات الدائرة في المنطقة؛ حيث ينشرون أرقام هواتفهم لتعزيز الثقة بهم ويعلنون عن حسابات بنكية لإيداع التبرعات فيها وهو ما يخالف الأنظمة المرعية بالمملكة ومنها نظام مكافحة الإرهاب وتمويله.

وأوضح المتحدث الأمني أنه ونظراً لأن جمع التبرعات بدون ترخيص من الجهات المختصة يعد عملاً مخالفاً للأنظمة المرعية بالمملكة ومنها نظام مكافحة الإرهاب وتمويله ويعرض من يقوم به أو يستجيب له للمساءلة النظامية، فإن وزارة الداخلية تهيب بجميع المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والحذر من التعامل مع مثل هذه الدعوات المخالفة للنظام، وتوجيه تبرعاتهم المالية مباشرة للجهات المعنية بتقديم المساعدات لمحتاجيها المتمثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالخارج، والحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سورية بإشراف وزارة الداخلية، أو للجمعيات الوطنية المرخصة من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.

وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه سيتم ضبط كل من يدعو أو يقوم بجمع التبرعات بدون ترخيص وإخضاعهم للأنظمة المرعية بالمملكة وإيقاع الحجز التحفظي على حساباتهم البنكية المعلنة لجمع الأموال، كما سيتم إبعاد غير السعوديين ممن يرتكبون مخالفة الأنظمة بجمع التبرعات بعد تطبيق العقوبات المقررة نظاماً بحقهم. والله ولي التوفيق.

انتشار الرسائل

ورأى مبارك القحطاني أن سبب فوضى التبرعات في شبكات التواصل الاجتماعي يعود لأمرين، الأمر الأول هو انتشار الرسائل التي تطلب التبرعات وتحث على فعل الخير في رمضان بشكل كبير، خصوصاً أن مثل هذه الرسائل يذيل فيها عبارة "إن لم تستطع التبرع فلا تتركها تقف عندك، أرسلها لغيرك، فالدال على الخير كفاعله"، هذه العبارة دائماً تغري الكثير وتدفعهم للحماس وهذا ما يؤدي إلى انتشار الرسائل مجهولة المصدر انتشار النار في الهشيم، الأمر الثاني أن فاعل الخير لا يكلف نفسه بالبحث عن المحتاجين والفقراء وربما لو بحث لوجد أقرب جيرانه بحاجة للمساعدة، ولكنه يتعامل مع هذه الرسائل بمبدأ "النية" وإسقاط الواجب وهذا خطأ كبير ومخالفة.

جسر تواصل

بدوره أكد د. عبدالله آل بشر -الأمين العام لجمعية البر الخيرية بالرياض- على أن الجمعية منذ تأسيسها عام 1374هـ تحظى بثقة المسؤولين والمحسنين والمتبرعين ويضم مجلس إدارتها نخبة من رجال العلم والدين والأعمال وعلى رأسهم سماحة المفتي، مضيفاً أن الجمعية تسعى إلى أن تكون جسر تواصل بين المحسنين والمحتاجين عبر فروعها العشرة المنتشرة بمدينة الرياض وتسعى من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة إلى توعية وتثقيف المتبرعين بأهمية إيصال تبرعاتهم عبر القنوات الرسمية المعتمدة وبالطرق الأمنية التي تتواكب مع توجيهات وزارة الداخلية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، التي تنص على دفع التبرعات والصدقات إلى الجهات المعترف بها فقط، وأن تودع هذه التبرعات في الحسابات أو عن طريق المقرات الرئيسة للفروع وعدم التبرع خارج مقرات الجمعيات أو فروعها.

تعامل إلكتروني

وأوضح د. آل بشر قائلا: إننا دائماً نشدد على العاملين في الجمعية على توجيه المتبرعين بإيداع تبرعاتهم في حسابات الجمعية المعتمدة في البنوك المحلية، أو عبر مواقع الفروع العشرة المنتشرة في مدينة الرياض المعلن عنها في وسائل الإعلام وعبر الموقع الإلكتروني للجمعية عامةً وفي شهر رمضان خاصةً؛ حيث يحظى هذا الشهر الكريم بتفاعل وحرص محبي الخير ومن خلال أرقام التبرعات التي ترد للجمعية والاتصالات والاستفسارات من أهل الخير وخاصة في شهر رمضان تأكد أن الجمعية نافذة قوية وكبيرة لاحتضان محبي البذل والخير، وتزداد وتيرة العمل خلال شهر رمضان؛ حيث تقدم الجمعية العديد من البرامج الخيرية والاجتماعية ومنها: مشروع السلة الغذائية، ومشروع إفطار الصائم، وكسوة وهدية العيد، مشيراً إلى أن الجمعية أصبح تعاملها إلكترونياً لكل ما يخص أعمالها من خلال البرنامج الاجتماعي الذي يربط فروع الجمعية آلياً، ويتم من خلاله تسجيل الأسر؛ حيث يستطع المستفيد الدخول على البرنامج والتسجيل وأخذ موعد بدون الحضور للجمعية وصرف مساعداتها، وربط المستفيد مع برامج الجمعية، وتعريفه برسائل على هاتفه المتنقل بمقدار المساعدة التي ستصرف ووقت الصرف، كذلك يستطيع المستفيد من التسجيل تقنياً عن طريق فروع الجمعية وكذلك بين الجمعية والجهات الأخرى بالإضافة إلى تبادل المعلومات الخاصة بجانب الرعاية الاجتماعية والجوانب الأخرى، كما أن المساعدات المالية تقدم للمستفيد عن طريق حسابه البنكي؛ حيث يودع المبلغ المستحق للأسرة.

احتضان الأسرة

وذكر الأمين العام لجمعية البر الخيرية بالرياض أن مشروع "احتضان الأسرة" من المبادرات التي تسعى لها الجمعية ضمن إستراتيجياتها الهادفة لتعزيز العمل الخيري في المجتمع وهو برنامج خاص باحتضان الأسر بفرع شمال الرياض، يستطيع المحسن من خلال هذا البرنامج احتضان عدد من الأسر بحيث يقدم لها الدعم المادي والعيني الذي يكفل لهم مصاريفهم واحتياجاتهم الشهرية، ويتم من خلالها دفع الإيجار وسداد الفواتير وتقديم المساعدات بكافة أنواعها، كما يتم من خلاله متابعة أبناء الأسر وتحفيز وتكريم المبدعين والمتفوقين، كما أنه يتم من خلال هذا البرنامج تشجيع الأسر المنتجة ودعمها، وهذا هو الهدف الأسمى الذي نسعى اليه.

غياب التنظيم

من جهته أكد دحام العنزي أن أحد الأسباب الرئيسة التي تؤدي دائماً لفوضى التبرعات خصوصاً في شهر رمضان هو عدم التنظيم في بعض الجمعيات التي تعمل تحت مظلة رسمية، وأقصد بالتنظيم كافة الجوانب المتعلقة بالتبرعات بدءاً من المتبرع أو فاعل الخير وانتهاءً بالمستفيد؛ لأنه كما يعلم الجميع أن فاعل الخير دائماً يبحث عن ضمان وصول صدقته أو زكاته لمن يستحقها في الوقت الذي يرغب هو وليست الجهة المستقبلة هذا أولاً، وثانياً فاعل الخير يبحث عن الطرق السهلة جداً لإيصال تبرعاته وصدقاته ولذلك أقول أن الشفافية والوضوح في برامج الجمعيات الخيرية وسياساتها أمر لابد منه، مضيفاً أن بعض المتبرعين يريد أن يعرف أين تذهب تلك الأموال التي يدفعها؟ وكيف تصل للمحتاج الحقيقي؟ لذلك يفضلون أحياناً التبرع مباشرة مما يؤدي لتلك الفوضى التي نشاهدها، وقد يكون التذمر الذي يحدث أحياناً من بعض الفقراء والمحتاجين بخصوص آلية المساعدات وعدم ارتياحهم لها أحد الأسباب أيضاً، خصوصاً أن بعض الجمعيات الخيرية وأقول البعض ليس الكل لا تبادر بمساعدة بعض الحالات إلاّ عندما تخرج للإعلام وهذا يعني أن فريق البحث غير مفعل، مُشدداً على أن التنظيم وخصوصاً التنظيم الآلي يخدم كافة الأطراف المستفيد وفاعل الخير والجمعية نفسها، فمثلاً حين أستطيع الاستفسار آلياً عن المحطة النهائية لتلك الأموال التي تبرعت بها سأشعر بالرضا وأطمئن لوصول الزكاة أو الصدقة لمن يستحقها.

الشفافية مطلوبة

وأوضح العنزي أن هناك من يظن أن بعض الجمعيات فيها محسوبيات بالصرف، وهذا خطأ، لذا فالشفافية بقدر ما يرتاح لها فاعل الخير فإنها تحمي نفسها من تلك المغالطات والمزايدات والتنظيم دائماً ما يكون العامل الرئيس في قطع الطريق على تلك الفوضى التي تصاحب التبرعات في شهر الخير هذا، مضيفاً أنه ليس الكل بنفس الوعي والعقلية لذلك نشدد مرة أخرى على القائمين على الجمعيات بمزيد من الشفافية وبذلك يقومون بتقديم خدمة للوطن للقضاء نهائياً على تلك العشوائية وليس من الصعوبة بمكان أن نجعل كل ذلك سهلاً وميسراً باستخدام برامج وتطبيقات حاسوبية معينة يستطيع فاعل الخير من خلالها تتبع الأموال التي يتبرع بها من خلال تنظيم يتيح الاطلاع على تلك المعلومات، لكي لا يكون هناك حجة أو حتى تساؤل في نفوس أهل الخير.

الرياض السعودية-