ملفات » البحرين وأزمة الجنسية

البحرين سيدة قرارها

في 2016/06/21

هذا ما ينبغي أن تفهمه بعض الجهات وبعض الاصوات. ولا نريد ان ندخل في جدل عقيم مع البعض منها ممن لن يغني ولن ينفع معه جدل أو حوار «لاحظ حوار» فهو صاحب مشروع معاد ومضاد لمشروعنا ولبلادنا بالأساس، ومع هكذا نوعيات لا يجدي نقاش ولا حوار «مرة أخرى لاحظ حوار وستفهم من نقصد ومن نعني ممن كانت لهم فرصة ما هو أبعد من الحوار فأضاعوها بل بالأدق رفضوها لأن لهم مشروعًا آخر».!!
والآن نحن امام حزمة بيانات عبّرت عن «قلقها» وحزمة القلق هذه يمكن لنا ان نفهمها وان لم نتفهمها، بمعنى سنمرر برضانا هذا التعبير «القلق» ولن نفتح معه جبهة دفاع وطني ليس لعجز فينا أبدًا ولكن لأننا نفهم ان قرارنا ملكنا وقد فهم أصحاب «القلق» ان البحرين سيدة قرارها وفهموا وهو مهم ايضا ان للبحرين دواعيها واسبابها لاتخاذ مثل هذه القرارات التي تضع حدًا للتدخلات ولتوظيف جهات معينة واجهات لها في البحرين تأمرها فتستجيب.
وعليهم أن يفهموا أن البحرين لم تكن في يوم من الأيام إلا سيدة قرارها، صحيح ان بعض القرارات تتأخر لكن الشعب يفهم لماذا ويفهم انها لم تتعطل والأهم لن تكون قراراتنا رهينة الخارج، وهو ما لم تفهمه المجموعات اياها «لأنها ترانا بعين طبعها» فهي قد رهنت قرارها لمرجعية الخارج، ولنا ولكم في ذلك شواهد كثيرة عليها ودلائل وبراهين على ارتهانها لمرجعية الخارج، فكيف ستفهم ان البحرين سيدة قرارها؟؟
وهذه الجماعات الآن لا تملك فعلاً وإن كانت تلك ردات فعل باهتة لا تتعدى بعض الضجيج المتوقع والمفتعل وحتى صراخها ليس على قدر ألمها، لأنها فقدت شارعها وهذا هو مربط فرس، فقدت تأثيرها الذي كان لها بعد ان ورطت جمهورها بتلك المواقف التي زجت فيها البسطاء ثم تركتهم يواجهون مصيرهم وحدهم ويدفعون ثمن جرائم ارتكبوها مدفوعين منهم اليها.
وقادة هذه الجماعات يدركون هذه الحقيقة لكن البعض منهم يكابر لأسباب معروفة وهي مكابرات تضاعف خسائرهم على كل مستوى سياسيًا كان أم اجتماعيًا، وهو ما لاحظه الممولون لهم والداعمون الخارجيون ولمحت ثم صرحت به قناة العالم الايرانية وعلى الهواء مباشرة حتى قبل سلسلة القرارات الأخيرة الحاسمة.
إذن الانحسار كان حالة شاخصة للعيان وملموسة ومحسوسة، وقد كانت قياداتهم تتعامل معها كالعليل المريض الذي لا يعترف بمرضه حتى تردت حالته، وهكذا هم تراجعت حالتهم في شارعهم وهبطت بورصتهم وظلوا يكابرون وفي السياسة لا مكابرة أبدًا.
أما القرارات الأخيرة الحاسمة التي اتخذتها البحرين فقد جاءت تعبيرًا عن دولة تملك قرارها وتعمل وفق رؤيتها ووفق توقيتاتها لتصحيح مسارات معينة من الضروري والملح تصحيحها ليس نكاية بطرف وانما لمصلحة الوطن عمومًا والمواطنين خصوصا ولمصلحة مشروع إصلاحي رائد ارادوا تعطيله وصرفه عن مساره.
وما اتخذ مؤخرًا من سلسلة قرارات فهي قرارات سيادية لا ينازع الدولة /‏ البحرين فيها اي منازع، لذلك جاء «القلق» تعبيرًا دبلوماسيًا لا أكثر، وبالتالي فمساره مسار دبلوماسي لا أكثر ولا أقل وسيظل في هذه الحدود وهذا الاطار.
وحده بان كي مون فهو يعبر عن حالته الشخصية التي ما فتئت «قلقة» منذ وصولها الى الامم المتحدة حتى اوشكت على مغادرتها قريبًا، حتى وان تضاعفت حالته نتيجة قلقه على نتائج الانتخابات في بلاده والتي قيل انه يدرس احتمالات ان يخوضها مرشحًا للرئاسة هناك.
وتظل قراراتنا ملكنا وحدنا كحال الدول الأخرى ويظل تصحيح المسار واعادة رسم خارطة طريق للعمل السياسي والانشطة الاخرى المختلفة مطلبًا شعبيًا استجابت له الحكومة بحنكتها وخبرتها، ولن تتأثر هكذا قرارات سيادية بأي ضجيج مفتعل من أية جهة.

سعيد الحمد- الايام البحرينية-