مجتمع » ظواهر اجتماعية

إفطار «يوتيرن» المختلط يثير جدلا بالسعودية

في 2016/06/27

لم يكن مجرد حفل إفطار جماعي لشركة، بل تحول إلى موضوع ثري على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وأثار بلبلة وجدلًا واسعًا، بين مؤيد ومعارض.

فقد جاء حفل إفطار شركة «يوتيرن»، مثار جدل بين مغردين سعوديين، فريق منهم رأي في الإفطار فسق وفجور واختلاط، يظهر انحدارًا في الأخلاق وانحرافًا عن العادات والتقاليد، إذ تُظهر الصور، بحسب رأيهم، تبرج النساء مع ظهور بعضهن من دون ستر رؤوسهن.

وطالب هذا الفريق، بإعادة صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنع مثل هذه الظواهر الدخيلة على عادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ.

أما الفريق الأخر فاعتبروه أمرا عاديا في ظل الانفتاح، واتهموا الفريق الأول بالتشدد والتخلف والسير على خطى تنظيم الدولة الإسلامية، معتبرين أن الصور والفيديوهات المتداولة لا تحمل أي شيء يدل على انحلال أو فسوق.

رفض واسع

الوسم تصدر قائمة الوسوم المتداولة في المملكة، عبر آلاف التغريدات، التي جاءت في معظمها رافضة لمثل هذه الممارسات.

فكتبت «إنمار»: «أمة الإسلام لا ترضى بهذا، قيمنا ومبادئنا أعظم من هذا، أرجو ألا يصيبنا غضب من الله».

وأضاف «طلحة الشهري»: «عندما تُفقد الغيرة عند بعض الرجال.. وعندما تفقد بعض النساء حياؤها.. يكون بينهم الشيطان المُعزز ويُصفق فرحاً لهم».

وتابع «قناة المجتمع»: «من أسباب هلاك اﻷمم.. المجاهرة بالمعاصي.. ورمضان شهر العبادة.. ورمضانهم شهر الفسوق».

وأضاف «رجل هيئة»: «لن تُفلِح أمةٌ خرَج نساؤها كاسيات عاريات في رمضان، ونساء حلب من تحت الركام يخرجن محجبات».

بينما غرد «مختلف»: «أنا من أهل جدة وأعترف أنها أصبحت مدينة فسق، أتمنى من الهيئة التدخل في أقرب وقت».

وكتب «عدنان الشهراني»: «هذا نتاج منع الهيئة من ممارسة أعمالها وسلطة القبض».

وتابع «حمود بن رشيد»: «بعد تحجيم دور الهيئة فلا غرابة أن تتصدر مثل هذه الهاشتاقات تويتر.. نسأل الله السلامة والعافية».

وأضاف «عبد العزيز المشهور»: «بعد الهيئة لم يفسقوا فقط.. بل جاهروا».

وتابع «فهد المالكي»: «والله العظيم بين كل فترة وفترة ينتصر الله تعالى للهيئة.. أقسم أن بداية غضب الله علينا هي في إيقاف عمل الهيئة».

وحذرت «سعودية» بالقول: «السنوات الجاية ترقبوا بيروت تصير عندنا، بمراقصها وخمورها.. لازم جده تنضبط.. تحوي الكثير من طرش البحر».

واتفق معها «ميشانو»، حين كتب: «الله يهديهم ويصلحهم، التغريب والعلمنة تنهش في شبابنا.. إذا لم تسن القوانين وتعاد الهيئة فالقادم أسوأ».

أما «سعودي متعصب، وضع صورة للإفطار، وأخرى لجنود سعوديين على الحدود، وكتب تحتها: «شتان بين من يدفع دمه للدفاع عن البلد وحرمة المقدسات.. وبين من ينتهك حرمة رمضان بالاختلاط».

وطالب «مهندس مغترب»، بإيقاف الرخصة الإعلامية لـ«يوتيرن»، وتحويل كل المجتمعين لتحقيق، لعدم احترام حرمة الشهر.

أما «مزود الشمري»، فكتب: «داعشي ورافضي يريدان قتلنا.. وليبرالي وعلماني يريدان قتل دينا.. ومنحل ومتهتك يريدان قتل الغيرة فينا.. قاتلكم الله».

لا تسبوهم

على الجانب آخر، أكد مغردون أن الوسم يتعدى الإدانة إلى القذف والعنصرية، وتساءل «الهنوف»: «منذ متى كان القذف والعنصرية طريقة لحل المشكلة؟».

وأضاف حساب «حلم فتاة»: «قبل أن أدخل الهاشتاق فكرته زي شاطئ سردينيا طلع فطور جماعي، أوك اختلاط، بس فسق وانحلال هذا قذف يا صاحب الهاشتاق».

وتابعت «بسمة»: «لم يقتلوا أمهاتهم، لم يفجروا مسجداً، لم يهزوا أمن البلد، دع الخلق للخالق وأنت مالك فيهم؟».

بينما قال «عبد الرحمن الرويس»: «الاختلاط يحدث في كل مكان حتى الحرم.. أما الفسق والانحلال أعتقد أنها مفردات ليس من السهل النطق بها».

وأضاف «صالح الخميس»: «اللي صار غلط.. ولكن كمية قذف في الهاشتاق عجيبة.. اتق الله فيما تكتب.. وعلى فكرة الكثير من الشركات نفس النظام».

تأييد

بينما أيد هذه الإفطارات، قطاعا آخر، حيث قال «عبد الرحمن»: «مجرد أشخص أدركوا كيف هي الحياة الطبيعية وكيف ينبغي أن تكون النظرة إلى الجنس الآخر، ويحاولون تطبيق جزء من هذا».

وتابع «مانص»: «التشدد يولد الانفجار.. ما فعلوا شيء غلط».

وغردت «ريما الرشيد»: «اجتماع ناس طبيعية بمكان عام.. ولا في شيء غلط.. بس الداعشي يشوف الوضع بنظارته».

و«يوتيرن» شبكه يوتيوبية سعودية متعددة القنوات في جدة، تقدم برامج في «يوتيوب» للترفيه، وقد حققت نسبة مشاهدة عالية جدًّا من خلال معالجة وطرح المواضيع والأحداث والأخبار.

وباتت القناة تحظى باهتمام وتقبل من الشارع السعودي، خاصةً بعد أن حققت برامجها الترفيهية الكوميدية الساخرة، نسبة متابعة منقطعة النظير، وتصدّرت حلقاتها أكثر مقاطع الفيديو مشاهدة بتقدير تجاوز مليونَيْ مشاهَدَة.

تويتر-