سياسة وأمن » تصريحات

جريمة حمراء الرياض.. من الألف إلى الياء

في 2016/07/01

جريمة حمراء الرياض..                       

من الألف إلى الياء في الواحدة من ليل التاسع عشر من رمضان.. هرولت الذئاب «بقَلبٍ قُدَّ منْ زُبَرِ الحديدِ»..

اكتمل مشهد الغدر.. واعتلى الجحود الأجساد المضرحة بالدماء.

في الواحدة من ليل التاسع عشر من رمضان.. أطفأت غِلظة القلوب نور الحِلم، وانغمس العُصاة في عتمة السخط، وأضحى العقوق بِرّ الجهالة ومحمودها!

قال تعالى في كتابه الكريم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا).

في الواحدة من ليل التاسع عشر من رمضان.. أدانت زمرة الشيطان بالولاء لعقيدة التكفير، وفي حضرة الوسواس الخناس غاب الدين! وعُميت البصائر، وبات النحر مذهبًا وجهادًا! وماعدا ذلك كفرًا وإلحادًا!

في الواحدة من ليل التاسع عشر من رمضان.. كانت فاجعة حمراء الرياض، التي هزَّتنا جميعًا، فلم تكن هذه الجريمة هي الأولى من نوعها، فنحر ذوي القربى بدمٍ بارد، وخاصةً الوالدين، مُورس مرارًا تحت لواء الجهاد التكفيري!

المُحيِّر في الجريمة أن التوأمين الجانيين يبلغان من العمر ثمانية عشر عامًا.. وحسب بيان وزارة الداخليَّة السعوديَّة والذي أكَّدت فيه «أنَّه لم يكن لهما أيّ سابقة أمنيَّة»، وكما أشارت بعض وسائل الإعلام هما مُدرَجَان في قائمة الطلاب المتفوِّقين، الأمر الذي يشير إلى أنَّهما حظيا باهتمام منقطع النظير من والديهما قبل أن يتشبَّعا بمشاعر التشدُّد والتطرُّف.

وإن لم يكن لأسلوب التربية، أو القدوة دور في هذا التأثير المريع! فما نوع المُثير الذي تمكَّن منهما، واستدرجهما حتَّى بلغا هذه الحالة من موت القلب والضمير، والبُعد عن الدين؟.

ترى هل كانت النُّطفة فاسدة؟، أم أنَّ الهوى ينهل من قود الغوى؟، أم هو الضلال الذي استلب العقول؟.

أيّ آخرةٍ يرجون، وأيّ جهادٍ يدعون له؟.

الجريمة الشنعاء جعلتنا نضع أيدينا على قلوبنا؛ خوفًا على أبنائنا الذين يملكون بين أيديهم تقنية الفضاء.. وفي مواجهة هذا كله كيف ننجو بأبنائنا؟.

أسئلة جرت خلفها أسئلة حائرة..

كيف نعرف أن الأبناء اعتنقوا الفكر الضال؟ وما هي مُؤشِّراته؟.

وكيف نُفرِّق بين الانطواء المرضي، والانطواء التأهيلي لاعتناق هذا الفكر؟.

ما هي الأساليب التي يتبعها التكفيريون، والتي تُمكِّنهم من التسلل إلى بيوتنا، واحتلال عقول أبنائنا؟.

وفيما يتعلق بالجانيين..

كيف عرفت الجماعات التكفيريَّة مدى قابليتهما للاستجابة لفكرهم؟.

ما الأسلوب أو الطريقة التي كان لها أبلغ الأثر عليهما؟ ولماذا؟.

كم كان الزمن المستغرق حتَّى تمَّ تأهيلهما لاعتناق الفكر التكفيري؟ خاصة وأنَّهما في عمر الـ18 عامًا، وهذا يدل على أن التأثير لم يكن حديثًا!.

هذه الأسئلة وغيرها الكثير، نتمنَّى أن يجيب عنها المختصون من الألف إلى الياء.

فاطمة البكيلي- المدينة السعودية-