سياسة وأمن » تصريحات

وعاش الوطن ليلته بسلام

في 2016/07/05

ها هو العبث والجنون والسفه والضلال يحاول العودة وإثبات وجوده بتسجيل موقف جديد يريد منه القول إنه ما زال حياً وقادراً على الفعل، ويريد التنبيه إلى أنه موجود في الداخل لاستهداف السلم والأمن والأمان، لكنه لم يحقق أي شيء يذكر ويمكن لأربابه أن يتباهوا به أو حتى يذكرونه.

كانت الناس آمنة مطمئنة في ليلة من خواتم رمضان، يتقربون فيها إلى الله في مساجدهم ومنازلهم، ويستعدون لبشارات العيد بتدشين مظاهر الفرح، وإذا بالخبر ينتشر عن محاولة شخص استهداف مكان ما في محيط يعج بالبشر في مدينة جدة، يريد تفجير شيء ما أو ربما عدد من الأبرياء فحسب، لكن المحاولة انتهت سريعاً بتفجيره لنفسه عندما أحاطت به عيون وعقول وسواعد رجال الأمن، لتنتهي القصة بتناثر أشلائه في موقعه وعودة الحياة إلى طبيعتها.

نعرف أن هؤلاء المعتوهين الأشرار من الإرهابيين لن يصرفوا نظرهم عن استهداف وطننا لأنهم يشعرون بمرارة الخيبة ومحاولاتهم تفشل واحدة تلو الأخرى، إنهم يعانون عقدة الفشل أمام أجهزة الأمن السعودي الذي أصبح محترفا في اصطيادهم وضربهم استباقيا وتفكيك خلاياهم وشل حركتهم وتعطيل خططهم وإجهاض عملياتهم. كلما حاولوا إعادة الكرة وجدوا أنهم يسجلون فشلا أكبر من سابقه، وتأكدوا أن المجتمع يقف صفا واحدا مع دولته وحاجزا منيعا ضد التسلل من خلاله. إنهم يكتشفون كل مرة تنشط فيها شياطينهم الباحثة عن الموت أن البشر تحب الحياة وتدافع عنها، ويكتشفون أن الناس تؤمن بوطن يحبونه ويريدونه رمزا للسلام والأمن والخير والاحتفاء بالحياة الزاخرة بالعمل والإنجاز، وليس وطناً تعشش فيه ثقافة الموت واسترخاص الحياة التي يتبناها العدميون الضائعون في متاهات الجهل، الذين يحملون أخبث أوبئة الفكر والأخلاق والسلوك. لقد كان تفكيرهم ساذجا إذا كانوا اعتقدوا أن الأمن مشغول بحماية الملايين من ضيوف بيت الله الحرام في أشد ليالي رمضان ازدحاما، وأنه مشغول على خطوط التماس للوطن لحمايته من السفهاء المتهورين، أو أنه لن ينتبه أو يكون متيقظاً في النقاط البعيدة الهادئة، إنها حسابات السذج والحمقى الذين لا يريدون تصديق أن الوطن في أقصى درجات الانتباه والاستعداد والقدرة على سحقهم في مكامنهم أو في أقرب مسافة إذا حاولوا الخروج منها. لن تحققوا ما تطمح إليه نفوسكم المريضة أيها الأوباش، وسيبقى الوطن قويا عالي الهامة بأبنائه الحقيقيين الذين يبذلون أرواحهم من أجله. وكل عام وأنت الأجمل والأبهى والأقوى يا وطن الخير والسلام.

حمود أبو طالب- عكاظ السعودية-