مجتمع » ظواهر اجتماعية

المفتي يدعو إلى وضع حد لارتفاع تكاليف الزواج .. ويؤكد: عجزنا عن حل المشكلة

في 2016/07/16

دعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، المسؤولين والعلماء إلى وضع حد لارتفاع تكاليف الزواج، والمبالغة في المهور والولائم، التي أثقلت على الأسر، معترفا بعجز المجتمع في حل هذه القضية.

وقال آل الشيخ: "قضية الزواج قضية اجتماعية، أصبحت مشكلة تواجه مجتمعنا، ومع الأسف الشديد عجزنا عن حلها، وذلك لتهاوننا، وتقليد بعضنا البعض، لذا يجب على علمائنا وقادتنا الدعوة إلى تخفيف المهور، والولائم، ومنع الإسراف الزائد".

وأوضح أن حفلات الزواج وتكاليفه أمر يفوق طاقة كل أحد، ولا يستطيع فعل ذلك إلا ندرة من الناس، مشددا على أهمية تقوى الله ومنع الإسراف، والتعاون على البر والتقوى، مستشهدا بقول الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

واعتبر مفتي المملكة خلال حديثه في برنامج إذاعة القرآن أن الموفق من يخفف الولائم والتكاليف والشروط على الزوج، مطالبا بأن تكون الشروط نافعة.

وأشار إلى أن الشروط التي يمليها أهل الزوجة والتي تحمّل الزوج ما لا يستطيع لا تجوز، داعيا إلى أن تكون شروطا مقبولة في الواقع، مشددا على أهمية علاج مشكلة غلاء المهور والإسراف من جميع أفراد المجتمع كل في مجال تخصصه.

وذكر أن للزواج أحكاما وآدابا وضوابط حددتها الشريعة الإسلامية ينبغي للمسلم الالتزام والعمل بها، مبينا أن الزواج استقرار وسكن وتربية للأبناء وليس حصولا على متعة محددة بفترة زمنية تنتهي بانتهاء السفر.

وقال المفتي إن للزواج مكانة رفيعة في الإسلام ويعد سنة الحياة واستمرار النوع البشري حتى يرث الله الأرض ومن عليها، موضحا أن الزوجين بعضهما سكن لبعض وأنس وتعاون فيما بينهما لبناء بيت تغمره السعادة، وكذلك له أثر عظيم في إرواء الغريزة بالطرق الشرعية، وأن الشرع لم يأت لكبت تلك الفطرة بل أقرها ونظمها التنظيم العادل بعيدا عن الرذائل والانحراف ووساوس الشيطان.

وأكد أن الزواج أمان للمجتمع في كل مجالاته، فهو أمان ديني واجتماعي ونفسي وصحي واقتصادي، وفي كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ما يؤكد تلك الدلالات. إلى ذلك أوضحت دراسة علمية حديثة أن ارتفاع المهور وتكاليف الزواج، وزيادة ضغوط الحياة المادية والاقتصادية كارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وإيجارات المساكن، تعد من أبرز معوقات الزواج في المجتمع السعودي، كما أن عمل المرأة يعد سببا لتأخر الزواج، إضافة إلى رفض بعض العادات والتقاليد الزواج من المرأة التي سبق لها الزواج.

وأشارت الدراسة التي أجراها الدكتور صالح الصغير من جامعة الملك سعود وحملت عنوان "معوقات الزواج في المجتمع السعودي دراسة من المنظور البيئي الشامل" إلى أن انخفاض المستوى التعليمي للفتاة يلعب دورا معوقا لزواجها كما أن الأميين هم الأكبر سنا في الزواج، وأن الفئات الأكثر تعليما هم الأكثر تحررا من قيود العادات والتقاليد وأنه لا مانع لديهم من الزواج من خارج مجتمعهم ومجتمع الخليج العربي.

وأوصت الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بضرورة توعية الشباب بالمفاهيم الإسلامية الصحيحة عن الزواج من خلال الأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والجهات التربوية المعنية، وتوعيتهم بنماذج عملية للحد من مظاهر الإسراف والاستهلاك المبالغ في مناسبات الزواج، كما أوصت بتقديم وتوفير مساعدات مادية واقتصادية للشباب المقبل على الزواج، إضافة إلى تعزيز التكافل الاجتماعي من خلال مشاركة الشركات والمؤسسات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني لمساعدة الشباب على الزواج.

وكالات-