مجتمع » ظواهر اجتماعية

«البوكيمون» بين اللعب والواقع...!

في 2016/07/22

يقول أحد مهندسي البرمجة والهاكرز عن «البوكيمون غو»، إن «اللعبة نزلت حديثاً وأوقعت تغييراً بين ليلة وضحاها في العالم بأسره. ورغم أنها لعبة بسيطة جداً لكن أبعادها غريبة... فهي تعمل بالجي بي أس تبحث عن بوكيمون وعلامات على أرض الواقع تتحرك بالكاميرا وتأخذك بالخريطة إلى أماكن كثيرة وتجبرك على التحرك بها، والمشكلة التي لا يعلمها البعض إن اللعبة تجعل الشخص يصور كل الأماكن من دون أن يشعر، وهذه الصور مرتبطة بالسيرفر الخاص باللعبة وكله يتم تسجيله... هنا تكمن خطورة هذه اللعبة»!

ويقول علماء الشريعة إن النسخة الجديدة - التي طرحت أوائل يوليو العام 2016 - محرمة شرعاً («الراي» عدد الثلاثاء 19 يوليو 2017).

من الناحية التقنية، أعتقد ان للعبة مآرب خطيرة، فهي تتجاوز حدود الحرية الشخصية للذي يلعبها إلى حدود الآخرين الشخصية التي تعد من المحرمات التي لا يجوز... وعلى أيش «بحثا عن بوكيمون»!

طبعاً مقياس العقل لجموع البشر في عصرنا الحالي تجاوز «البوكيمون» كلعبة إلى واقع مؤلم.

لو ان الموضوع مقصور على الصغار لقلنا «معلش» نمنعهم عنها... لكن تتخيلوا رواية زميل يقول «قاعدين بالدوام وإلا مسؤولتنا قامت فجأة... وعند السؤال ردت: في بوكيمون في مطبخ الدوام»!

الغرابة ليست في اللعبة (السلسلة وصلت إلى الجيل السادس)، وإن كنت لا أقبل هذا النوع من الألعاب لأن ما يفكر فيه الغرب يختلف عن عاداتنا وتقاليدنا، وقد ذكرت مراراً وتكراراً انه ليس كل ما ينتجه الغرب قابل للاستخدام لدينا على وجه العموم وبالنسبة إلى الألعاب فخطورتها على الجيل أكبر. فهي رسالة تضرب بـ «حرمة منزلك» و«حرمة أماكن الغير» وغايتها تصب في مسح الثقافة وحجب العقلانية في الاستخدام... في «بوكيمون» وغيرها.

لذلك٬ على وزارة الإعلام أن تراقب ما ينزل في الأسواق من ألعاب، فبعضها فيه خدش للحياء وبعضها يهدف إلى تغيير ثقافة جيل الغد، والبعض الآخر لا فائدة منه على الإطلاق.

لا تتوقف عند ترديد عبارة «لعبة سخيفة» أو «ما عندهم سالفة»، فالحكاية أكبر من كونها لعبة.

إن رسالتنا للصغار والكبار يجب أن تكون مبينة على أهمية حرمة المنازل وأي موقع خارج حدودك الشخصية وحتى حدودك الشخصية «لا تصور»، فأنت لا تعلم عن نوايا ضعاف النفوس.

مما تقدم اتضح ان «البوكيمون» وغيرها من الألعاب أشغلت بعض الكبار وعدد كبير من الصغار وفيها تجاوز للأعراف والعادات والتقاليد ومنعها بات أمراً حتمياً.

هذا من جهة٬ ومن الجهة الآخرى، تستدعي الضرورة تغيير طريقة تعاملنا مع فلذات أكبادنا وأحبتنا من الكبار عن طريق رسائل توعيوية تقوم بها وزارة الإعلام والشباب حفاظاً على جيل الغد وتقويما لبعض الكبار من سلوكيات غربية ثقافتها لا تصلح لنا... والله المستعان.
د. تركي العازمي- الراي الكويتية-