ثقافة » شؤون جامعية

«روحو بنك التسليف».. و«وين الوظيفة يا وطن»

في 2016/08/23

أثارت تصريحات وزير التعليم السعودي «أحمد العيسى» ردود أفعال غاضبة من عدد من الشباب الخريجيين، عقب مطالبته لهم بالتوجه للعمل التجاري والاقتراض لتمويل مشاريعهم الخاصة.

وكان عدد من خريجي التربية الخاصة تجمعوا أمام وزارة التعليم، مطالبين بإنهاء معاناتهم التي دامت سنوات عدة من دون توظيف، فيما احتد الحوار الذي عقده وزير التعليم معهم على طاولة الاجتماع التي جمعتهم أمس لإيجاد حلول، ودعاهم إلى العمل التجاري، قائلاً: «توجهوا لبنك التسليف ونحن ندعمكم بقسائم تعليمية». 

ومن جانبهم دشن عدد من نشطاء تويتر وسم «#وزير_التعليم_روحو_بنك_التسليف»، عبروا فيه عن استنكارهم لتصريحات الوزير والسطحية التي يعالج بها الأزمة، بل اعتبر البعض تصريحه يقود إلى أزمة جديدة لعدم خبرة الشباب الكافية في مجال التجارة والمشاريع.

يقول «عصام الزامل» المؤسس والمدير التنفيذي لشركة رمال، وكاتب اقتصادي في مجلة «المونتيور» الأمريكية «أكبر جريمة ترتكب بحق شبابنا هي دفعهم للعمل الخاص والاقتراض بعد التخرج مباشرة ومن دون خبرة سابقة».

وتابع «يتم الترويج للعمل الخاص كحل للبطالة وبديل للوظيفة! وهذا خطأ فادح، العمل الخاص أصعب بكثير من الوظيفة».

وأضاف «الزامل» منتقدا الوضع «من يجد صعوبة في إيجاد وظيفة سيجد صعوبة أكبر بكثير لإنجاح مشروعه. تأسيس مشروع من الصفر عملية صعبة جدا».

وأكد «كثيرمن الشباب الذين يقذف بهم في غياهب العمل الخاص والقروض. ينتتهي بهم المطاف ليس كعاطلين وأيضا مديونين»، مشددا «والدليل أن مؤسسات الاقراض كبنك التسليف أو صندوق المئوية لا يجرؤون على نشرمعدلات فشل المشاريع التي مولوها».

وأشار إلى أن «الأصل.. ألا يدخل العمل الخاص إلا شخص اكتسب بعضا من الخبرة (خبرة في القطاع الخاص وليس الحكومي)»، متابعا «75% من الذين أسسوا اعمالهم الخاصة في الولايات المتحدة عملوا 6 سنوات على الاقل قبل تأسيسهم لشركتهم».

من جانبه قال «خالد بن محمد الشنبير»، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيكونسلت»، مستشار موارد بشرية، وعضو المجلس التنفيذي لشباب أعمال المنطقة الشرقية، مخاطبا وزير التعليم «لو معاليك راجعت مناهج التعليم في المملكة وقارنتها بمتطلبات السوق فأنا متأكد بأنك لن تنطق بهذه النصيحة».

وغرد «خالد البواردي» أن «نسب فشل المشاريع الصغيرة يصل إلى 80% وإذا الشخص بدون خبرة قد تزيد النسبة».

وكتب المغرد «اِستثنائي» أبيات شعر مستنكرة الوضع، «شفت عندك شيء واطلقت النظر والسراب يبان للظامي غدير.. ياخسارة راح من عمري العمر والنهاية للأسف مالي مصير.!».

وتعجب «كاليييد» من العناء والتعب ثم اللجوء للاقتراض، قائلا «بعد عناء واجتهاد في الدراسة لخدمة وطنهم ومجتمعهم يقول لهم: روحو بنك التسليف».

وأكد «علي عمر بادحدح» أن «موضوع الخريجين عموما وخريجي التربية الخاصة خصوصا أعمق وأكبر من أن يكون الحل بنك التسليف، بل يحتاج إلى حلول مدروسة وعملية».

وسخر المغرد «متعب» من نصيحة الوزير قائلا، «عاطل و يقترض ثم يتاجر لو فشل = سجن.. نصيحة فاشلة جدا».

وشدد الصحفي السعودي «فهد الثبيتي» أن «للخريجين حق في التعيين بعد مشوار طويل من العلم والسهر والتعب والطموح وعلينا أن نؤيد مطالب إخواننا وأخواتنا».
وكان المتحدث بالنيابة عن الخريجين «عبدالله بن محسن القرني»، قال «نأمل من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن يحقق مطلبنا بلفتة أبوية منه». وتحدث القرني عن الحاجة المعلنة، وما تسبّب لهم من متاعب.

وأكد «بحسب إحصاء وزارة الصحة، فإن ذوي الاحتياجات الخاصّة في المملكة يزيدون على ٧٢٠ ألفاً، كما أن دراسة أجراها مركز الأمير سلمان للأبحاث والإعاقة، بينت أن عدد ذوي صعوبات التعلُّم يصل إلى 600 ألف طالب وطالبة في المراحل التعليمية كافة، ما يعني وجود ما لا يقل عن مليون وربع المليون من ذوي الاحتياجات الخاصّة في المملكة، وتكتفي وزارة التعليم بتقديم خدماتها لأقل من 35 ألفاً فقط».

وأضاف «بعض المسؤولين في وزارة التعليم لديهم حال خلط بين الإعاقات المختلفة وبين صعوبات التعلم، وأن جميع مسارات التربية الخاصّة، بما فيها صعوبات التعلُّم فيها حاجة قوية، وتحتاج إلى سنوات طويلة لتصل إلى الاكتفاء».

وبين أن المشكلة تبدأ من مديري المدارس بعدم رفعهم الحاجة الحقيقية، ثم تتواصل المشكلة لإدارات التعليم في المناطق المختلفة، إذ إنهم لا يرفعون بالحاجة الفعلية في الميدان، وتستمر المشكلة إلى أن تصل إلى وزارة التعليم، حيث إن الجهة المعنية بالحاجة في الوزارة تقلّص الحاجة المرفوعة من إدارات المناطق. 

تويتر-