علاقات » عربي

واشنطن شريكة السعودية في جرائمها في اليمن وتصدع للبيت السعودي الداخلي

في 2016/10/06

أشار صحفيون غربيون إلى ان الخلافات الداخلية بين ولي العهد السعودي محمد بن نايف و ولي ولي العهد محمد بن سلمان ظهرت في الآونة الأخيرة بشكل علني وانعكست على السياسة الداخلية للبلاد. كما تحدثت صحف أجنبية حول القرار الجاهل الذي اتخذه الكونغرس الأميركي بالموافقة على صفقة بيع سلاح إلى السعودية، لافتة إلى ان القرار "يؤكد الدور الأميركي بتمكين ودعم جرائم الحرب السعودية في اليمن".

كما أكد صحفيون أن مسؤولين في الإدراة الأميركية سيناقشون خيار شن ضربات عسكرية في سوريا والتدخل في العمليات في حلب، مشيرين إلى ان موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما الرافض لهذا الخيار لم يتغير.

تزايد الضغوط الداخلية في السعودية

وفي التفاصيل، أشار الباحث "Simon Henderson" في مقالة نشرها موقع "Cipher Brief"، إلى حالة التوتر والخصومة بين ولي العهد السعودي محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان المستمرة منذ وفاة الملك عبدالله في شهر كانون الثاني/يناير 2015، مؤكدا انها ليست ظاهرة جديدة إنما ظهرت في الآونة الأخيرة بشكل علني وانعكست على السياسة الداخلية في السعودية.

وأضاف الكاتب ان الرجلين يُجمعان على ان إيران تشكل التحدي الاساسي لسياستهما، مشيرة إلى انهما يسعيان لمنع إيران من زيادة أرباحها النفطية.

كما تحدث الكاتب حول خطة ابن سلمان الاقتصادية التي تحمل اسم "رؤية عام 2030"، مؤكدا ان التحدي يكمن في كيفية انجازها (تركز على أمرين اساسيين: خوض الحرب والقيام بتحول الاقتصادي) في ظل انخفاض اسعار النفط، موضحا ان الأسعار قد لا ترتفع مجدداً كما حصل في الماضي بسبب ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وفي سياق متصل، أضاف الكاتب ان ابن سلمان كان قد الغى مقترحًا قدمه وزير النفط السعودي السابق علي نعيمي في اجتماع لمنظمة "اوبك" بشهر حزيران /يونيو الماضي، حيث طرح الأخير تجميد انتاج النفط، مشيرا إلى انه تم طرد نعيمي من منصبه بعد أيام قليلة.

الكاتب تطرق إلى قرار خفض رواتب الوزراء السعوديين بنسبة عشرين بالمئة، اضافة إلى خفض رواتب اعضاء مجلس الشورى، معتبرا ان القرارات هذه تحمل بصمات محمد بن سلمان وتمثل أسلوب إدارة جديدة.

وراى الكاتب ان ابن سلمان "توقف عن تقديم نفسه كـ"سيد الحرب على اليمن" منذ اشهر عدة وانه يستطيع السيطرة على ما تقوله وسائل الاعلام الرسمية السعودية"، متسائلا "ما اذا كان بامكانه السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية"، موضحا ان سلوك بن سلمان يؤكد انه "لا يحظى بدعم يذكر في عائلة آل سعود"، كما اعتبر ان "قرار تخفيض رواتب المسؤولين السعوديين يشير إلى ان فقد دعم الطبقة التكنوقراطية ايضاً"، واضاف ان المواطنين السعوديين العاديين "يشعرون بالم" خفض الاعانات المالية الحكومية وان الضغوط في الداخل السعودي تزداد.

واشنطن شريكة بجرائم الحرب في اليمن

وكتبت الباحثة "Christina Lin" مقالة نشرت على موقع "Asia Times"، اشارت فيها إلى موافقة الكونغرس على صفقة بيع السلاح إلى السعودية التي تبلغ قيمتها 1.15 مليار دولار، موضحة ان اعضاء في "الكونغرس" حاولوا تعطيل هذه الصفقة من خلال طرح مشروع قرار بمنع ابرامها، إلا أن مجلس الشيوخ الاميركي رفض هذا المشروع بنسبة 71 صوتاً مقابل 27.

وذكرت الكاتبة ان اعضاء مجلس الشيوخ الذين وافقوا على صفقة التسلح "ربما لا يفهمون بشكل كامل الخطوة التي ايدوها وقد لا يعرفون حتى الموقع الجغرافي لليمن".

وأضافت الكاتبة ان "سياسات البيت الابيض وجهل الكونغرس وعدم تأديته لواجبه له تداعيات انسانية"، مشيرة إلى ان وسائل إعلام اميركية كانت قد نقلت عن متحدث باسم القيادة الوسطى الاميركية ان الناقلات الاميركية تقوم بإعادة تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود بغض النظر عن الهدف الذي تقوم تلك الطائرات بضربه (سواء كان مدرسة او مستشفى او منطقة سكنية او هدفًا عسكريًّا).

هذا وحذرت الكاتبة من ان القيام ببيع أسلحة إلى طرف آخر في وقت مستحمل هذا الطرف مسؤولية ارتكاب جرائم، يعد جريمة بحد ذاتها، وقالت إن "على ادارة اوباما ان تنظر بـ"خطورة دورها بتمكين ودعم جرائم الحرب السعودية في اليمن".

واشارت إلى ان اليمن يعاني من كارثة انسانية، كما ان الشعب اليمني يعتبر ان الغارت التي يتعرض لها هي غارات اميركية وليست سعودية"، محذرة من ان ذلك "سيخلق أعداء جدد لاميركا".

البيت الابيض سيناقش تنفيذ ضربات عسكرية اميركية ضد الجيش السوري، لكن استبعاد موافقة اوباما

بدوره، كشف الصحفي "Josh Rogin" في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" انه سيتم اعادة طرح اقتراح شن ضربات عسكرية اميركية على الجيش السوري اليوم الاربعاء خلال اجتماع لكبار المسؤولين الامنيين الاميركيين في البيت الابيض"، واوضح ان الاجتماع سيناقش الخيارات المطروحة (مثل شن ضربات على الجيش السوري)، لكنه استبعد ان يوافق الرئيس الاميركي باراك اوباما على هذه الخيارات.

واضاف الكاتب ان "أجهزة الامن القومي الاميركي تعقد اجتماعات منذ اسابيع للنظر في الخيارات الجديدة وطرحها على اوباما من اجل "معالجة الازمة المستمر في حلب"، على حد تعبيرهم. كما اوضح ان مجلس الامن القومي قد يعقد اجتماع آخر حول هذه المسألة في نهاية الاسبوع بحضور اوباما.

كما اشار الكاتب إلى ان مسؤولين من وزارة الخارجية الاميركية ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وهيئة الأركان المشتركة في الجيش الاميركي ناقشوا الاربعاء الماضي في البيت الابيض شن "ضربات جوية محدودة ضد الجيش السوري"، لزعمهم ان ذلك سيعطل مهام الرئيس السوري بشار الأسد ويجبره على "العودة إلى طاولة المفاوضات "، على حد تعبيره.

ونقل عن احد المسؤولين الاميركيين قوله إن "الخيارات السرية حتى الآن التي تدرس، تشمل قصف مدرجات سلاح الجو السوري بصواريخ "كروز" وصواريخ اخرى بعيدة المدى يمكن إطلاقها من الطائرات والسفن الحربية"، مضيفا ان احدى الطرق المطروحة لتخطي معارضة البيت الابيض على ضرب الجيش السوري من دون موافقة مجلس الامن هو ان تتم الضربات الجوية بشكل سري ودون اعتراف علني".

وكشف الكاتب، ان كلًّا من الـ CIA و هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي كانتا قد اعربتا  عن دعمهما لهذه الخيارات، مشيرا إلى زيادة الدعم الاميركي لضرب الجيش السوري مقارنة مع المحاولات السياسية السابقة.

كما نقل الكاتب عن مسؤول آخر في الادارة الاميركية ان هناك "مزاج دعم متزايد لمثل هذه الضربات ضد الجيش السوري"، وقال إن الـCIA و هيئة الاركان المشتركة قالتا ان "سقوط حلب سيقوض أهداف اميركا على صعيد مكافحة الارهاب في سوريا"، على حد تعبيره.

وأكد ان هناك "شكوكًا كبيرة تدور حول موافقة البيت الابيض على مثل العمليات العسكرية الأميركية"، مضيفا ان مسؤولين آخرين في الادارة الاميركية قالوا خلال الايام القليلة الماضية، ان اوباما غير مستعد لاستخدام القوة العسكرية في سوريا وان موقفه لن يتغير في هذا الإطار، لاعتباره ان كل الخيارات العسكرية المطروحة تحمل معها مخاطر سلبية او عواقب".

كما كشف ان "كيري لا يؤيد استخدام القوة العسكرية ضد الجيش السوري بل يفضل مواصلة العمل الدبلوماسي مع روسيا وتكثيف الضغوط على الحكومة السورية".

ونقل الكاتب عن مسؤولين ان "هناك معلومات تفيد بأن منسق البيت الابيض للشرق الاوسط "Rob Malley" وموفد اوباما في "التحالف الدولي"  "Brett McGurk" يعارضان اي تصعيد عسكري ضد الحكومة السورية"، واضاف أن "ليس هناك إجماع على الخيارات التي يجب ان تطرح على اوباما".

ولفت إلى ان الخيارات الأخرى التي يُنظر بها تشمل تكثيف الدعم المسلح لبعض المجموعات المسلحة في سوريا وتزويدها باسلحة اكثر تطوراً.

في محاولة واضحة لانتقاد سياسة اوباما وللضغط من اجل تغيير هذه السياسة، رأى الكاتب ان الموقف المعارض للتدخل العسكري الاميركي في سوريا يستند على ما اسماه "مخاطر افتراضية".

متابعات-