سياسة وأمن » حروب

مشروع بحر عُمان.. تعزيز للقوة البحرية السلطانية في بيئة صاخبة

في 2016/10/21

مع أن المنطقة الخليجية تمر بأحداث صاخبة، فإن سلطنة عُمان عزلت الضجيج عن ساحتها بسياسة بدت غير مألوفة لمن لم يعرف الداخل العُماني وطبيعته.

ويتزامن مع المشاحنات التي تقع بين فترة وأخرى في مضيق هرمز والأزمة اليمنية، وتدهور الوضع في العراق، وتأزمه في سوريا، أن احتفلت البحرية العمانية، الأربعاء 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بانضمام السفينة "المبشر" إلى أسطولها البحري ضمن مشروع "بحر عُمان".

القضاء العراقي يأمر باعتقال محافظ نينوى بتهمة "التخابر"

وعلى الرغم من أن سفينة المبشر هي سفينة شحن ونقل، فإن القوات المسلحة العُمانية أشارت إلى أن السفينة ستقوم بمهام كثيرة، بدءاً من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، بنقل المعدات التي تتطلبها القوات المسلحة أو الدولة بشكل عام.

وكانت أستراليا هي التي أشرفت على تشييد السفينة، وهو ما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، ويكشف حجم العلاقات في طبيعة التعاون الوثيق بين البحرية العمانية وأستراليا، بعدما شُيدت السفينة لحماية البحار العُمانية، ورفع كفاءة القوات العاملة في السلاح البحري للسلطنة.

ومشروع "بحر عُمان" يهدف إلى تزويد البحرية العُمانية بسفينتي دعم وإسناد، تتميزان بمواصفات عالية، حيث تم تجهيزها بجوانب فنية وإمكانيات حديثة ومتطورة، ما يضمن لها العمل التام في مختلف الظروف البحرية.

وبحر عمان كان أحد البحار التي أجرت السعودية مناورات "درع الخليج 1" فيها، بعدما عبرت مضيق هرمز، حيث أجريت المناورات في بيئة افتراضية لحرب بحرية بمشاركة فعالة من طيران القوات البحرية وطائرات القوات الجوية الملكية السعودية، بالإضافة لوحدات الأمن البحري الخاصة.

وفي مارس/آذار 2015، تسلمت البحرية العُمانية سفينتي "شناص" و"السيب" من سنغافورة، لتدخلا ضمن مشروع "أفق" الذي يقضي بتزويد البحرية العُمانية بأربع سفن دورية ساحلية.

والبحرية العُمانية جزءٌ من الجيش السلطاني العُماني، وكان يُعرف بوحدة الدوريات الساحلية التابعة لما يُسمى "جندرمة عمان"، ويرجع تاريخها إلى 1960، حيث كانت تكمن مهامها في القيام بمهام دوريات ساحلية على امتداد ساحل الباطنة لمكافحة تهريب الأسلحة والهجرة غير القانونية.

عسيري: الحوثيون يواصلون خرق الهدنة.. والتحالف يرد بحسم

"نصر البحر" كان بمثابة أول مركب قام برحلة أولى في مايو/أيار 1960، في مهام دورية ساحلية عبر ساحل الباطنة، ثم استؤجر مركب آخر باسم "الطائف" عام 1966، لتنفيذ الدوريات الساحلية بين جزر الحلانيات ورأس دربات، ثم استبدل بمركب "المنتصر"، وانضم بعده مركب "فتح الخير" في 1967 ومركب "الهادر" في وقت لاحق.

وفي 1970، شرعت البحرية في تصنيع أول سفينة أطلق عليها اسم "آل سعيد"، استخدمت في حرب ظفار، ولم تظهر في مياه مسقط إلا في مارس/آذار 1971، بسبب عدم توافر طاقم بحري يتولى سيرها.

وفي 21 يونيو/حزيران 1971، أعلن رسمياً تشكيل "بحرية سلطان عُمان"، وانضمت إلى قوات السلطنة المسلحة كسلاح رئيسي. وبحلول 1972 شهدت بحرية سلطان عُمان انضمام السفينة السلطانية "ظفار" المخصصة لشحن وإمداد الأسلحة والذخيرة والإمدادات الأخرى. وفي 1973 انضمت ثلاثة زوارق للدوريات السريعة إلى أسطولها البحري: "البشرى" و"المنصور" و"النجاح"، وانتقلت بحرية سلطان عُمان إلى قاعدة سلطان بن أحمد البحرية في خور المكلا بمسقط.

وفي عام 1975 حصلت بحرية السلطان على كاسحتي ألغام هولنديتين، أجريت عليهما تعديلات للعمل كزوارق دوريات مدارية؛ وهما السفينة السلطانية "الناصري"، والسفينة السلطانية "الصالحي".

وتم رفد الأسطول بثلاث سفن أبرار آلي؛ هي "سلحفاة البحر"، و"الصنصور"، و"الدغس". وفي 1978 آلت تبعية معسكر جندرمة عُمان في صور إلى بحرية سلطان عُمان لاستخدامه كمركز للتدريب.

وتتمتع عمان بوقوعها على ساحل بحر عمان ومضيق هرمز الاستراتيجيين بالنسبة للتجارة الدولية والتحركات العسكرية في المنطقة، وهو بالإضافة إلى الخليج العربي يعد بؤرة توتر إقليمية ودولية، حيث تحتشد فيه قوات من المارينز وحاملات الطائرات الأمريكية، كما تكثر فيه التحرشات الإيرانية بالسفن الأمريكية وغيرها من الحشود العسكرية والتجارية.

يوسف النسر - الخليج أونلاين-