ملفات » المملكة على طريق الافلاس

(السعوديون الكسالى) تستفز 1٫2 مليون موظف.. وتتصدر الإعلام العالمي!

في 2016/10/24

في الوقت الذي انتقد فيه اختصاصي الدراسة التي اعتمد عليها وزير الخدمة المدنية خالد العرج رافضاً لغة التعميم التي اتسمت بها، تجاوزت تصريحات الوزير الحدود الجغرافية إلى صحيفة «التايمز» اللندنية التي أطلقت عنواناً تهكمياً نصه: «السعوديون الكسالى على حافة الإفلاس» في إشارة إلى تصريحات الوزير العرج، ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري الذي قال إن السعودية كانت على حافة الإفلاس خلال 3 أعوام لو لم تتخذ إجراءات التقشف.

ودخل وزير الخدمة المدنية خالد العرج، قائمة المسؤولين الذين أطلقوا تصاريح مثيرة للجدل بين أوساط السعوديين، والتي تجد جدلاً محتدماً على جميع المسارح سواء الواقعية أم المواقع الافتراضية، وأطلق نشطاء وسم «هاشتاق» #ساعة_واحدة_إنتاجية_الموظف_الحكومي، لإبداء وجهات النظر حول التصريح الذي أدلى به، في لقائه عبر برنامج «الثامنة مع الشريان» والذي يتطرق فيه للبدلات والإجازات.

وقال الوزير العرج خلال اللقاء: «إنتاجية الموظف لا تتجاوز ساعة بناءً على دراسة ذكرتها وزارة الاقتصاد والتخطيط»، وأصرّ على ذلك عندما سأله المقدم داوود الشريان. ووجدت التصريحات حال من الاستنكار في الشبكات الاجتماعية، وطالبوا الوزير بنشر الدراسة لإثبات ضعف إنتاجية الموظف الحكومي، ومن ثم رفع كفاءته، ووضع حلول من شأنها دعم الموظف وصرف حقوقه قبل معاقبته أو التنقيص من إنتاجيته.

متسائلين هل شملت هذه الدراسة المدرسين والمدرسات، الذين يواجهون أكثر من٥٠ طالباً وطالبة في حصص مرهقة كل يوم، والأطباء والطبيبات المناوبين كل ليلة، والجنود والضباط المنهكين في الميادين وفي مواسم الحج، الذين لا يتركون الميدان مهما كانت الظروف صعبة، وجنود الشرطة، والدفاع المدني الذين يداومون نهاراً ثم يناوبون أكثر الليالي، والمرابطين في الحد الجنوبي والذي لا يخرجون من المواقع ولا يرون أبناءهم لأسابيع ولربما امتدت لشهور، والذي قد يعود إليهم ببشرى حضوره أو يعود إليهم شهيداُ مكفناً.

وذكر الكاتب والاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة: «أن مثل هذه الدراسات تبنى على مجموعة معينة، ولا يجب تعميمها على كافة القطاع، أو إلى فئة نسبة إنتاجيتها قليلة، أو ذات بطالة مقنعة تعمل بإنتاجية واحدة فقط، ولكن هناك الكثير من الوظائف يستحيل أن تكون إنتاجيتها قليلة مثل المعلمين والجنود والأطباء». وأضاف أن التصريح هذا أثر في شكل كبير على الموظفين وأثار ردود فعل كبيرة، وخصوصاً الصحف الأجنبية فهي تستغل الأخبار المسيئة إلى السعودية في شكل خاص، ولكن مثل هذه التصريحات يجب أن تكون مبنية على دراسات حديثة وشملت فئة كبيرة من مختلف مستويات القطاعات حتى تكون ذات مصداقية في النتيجة، ويجب اعطاؤها بحذر أمام الجمهور والإعلام، إذ عمّ الاستياء الموظفين السعوديين ظاهراً في تساؤلات عدة إلى الوزير عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، ومما أثار الاستغراب أكثر، أن الدراسة بحسب أحد المغردين الأكاديميين قام بها أستاذ في معهد الإدارة قبل نحو 15 سنة، وكتب المعهد لوزير الاقتصاد عدم اعتمادها أو الاستناد إليها، ووزير الخدمة يعرف ذلك، وأن الدراسة موجودة عند وزيري الخدمة المدنية، والاقتصاد والتخطيط. وعنونت «السي إن إن» و«التايمز» مواضيعها: بالسعوديين الكسالى إثر تصريح الوزير عن إنتاجية الموظف الحكومي.

كما وجد وزير الخدمة المدنية نفسه وجهاً لوجه أمام نحو 1.2 مليون موظف وموظفة في القطاع الحكومي، استفزهم قوله إن «الدراسات أظهرت أن إنتاجية الموظف السعودي في القطاع الحكومي لا تزيد على ساعة عمل واحدة فقط في اليوم».

وكانت وزارة الخدمة المدنية كشفت قبل عامين أن عدد العاملين في الدولة (لا يشمل العسكريين)، بلغ حتى نهاية شهر جمادى الأولى من العام 1436هـ، نحو 1.26 مليون موظف ومستخدم، يشكل الرجال منهم 60 في المئة. وبينت الوزارة أن عدد السعوديين العاملين في الدولة بلغ 1.19 مليون موظف، بنسبة قدرها 94.3 في المئة من إجمالي الموظفين في مقابل 72 ألف موظف غير سعودي ما يعادل 5.7 في المئة.

وكالات-