ملفات » المملكة على طريق الافلاس

من أسباب الإفلاس!!

في 2016/10/31

أعتقد أن الدراسة التي ذكرها معالي وزير الخدمة المدنية بشأن إنتاجية الموظف السعودي ستكون درسًا لا يُنسَى لكل من أراد أن يستشهد بدراسةٍ ما مستقبلاً، وقد يقودنا هذا إلى العمل على أن يكون لدينا جهة رسمية ومرجع عام يصدر منه توثيق للدراسات التي تُقدَّم للدولة، والتي من شأنها أن يتم الاستعانة بها في يومٍ ما لاتخاذ قرار رسمي، فكما أن لدينا اليوم الهيئة العامة للإحصاء، والتي تعتبر المرجع الإحصائي الرسمي الوحيد للبيانات والمعلومات الإحصائية في المملكة، فلابد أن يكون لدينا في المقابل مرجع للدراسات الاستشارية تُعتمد من خلاله الدراسات التي تصدر ويكون لها ارتباط مباشر بالدولة وقطاعاتها المختلفة.
التصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين تحتاج أحيانًا إلى أن تُعرض بحكمة وهدوء واتزان، وألا يتسرَّع المسؤولون في الإدلاء بتصريحاتٍ أو تعليقات قد لا تُطابق الواقع، أو قد يُسَاء تفسيرها بشكلٍ ما، أو قد تُعرض بطريقة سلبية، فالتصريح الشهير والذي تضمَّن كلمة (الإفلاس) ونُشِرَ مؤخرًا، يُعارض ما يذكره بعض الاقتصاديين من أن إفلاس الدول يعني تأخُّر تلك الدول في سداد مديونيتها تمامًا، أي أنها لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها المالية، الداخلية والخارجية، ومنها دفع الرواتب والديون، وعدم الحصول على أموالٍ من جهاتٍ خارجية لدفع ثمن ما يتم استيراده من بضائع وسلع، ويؤكدون بأن هذا الأمر يتعارض مع وضع المملكة، والتي تمتلك رابع احتياطات نقدية على مستوى العالم، وتحتل المرتبة الرابعة عالميًا كأقل اقتصادات في نسب الدين العام.
كلا التصريحين تم إصدارهما في لقاءٍ واحد ومن خلال شاشة واحدة، وهما مرتبطان ببعضهما البعض من ناحية السياق، فالإنتاجية المنخفضة في أي مجال ستؤدي إلى الإفلاس، ولكن ليس الإنتاجية المنخفضة فقط التي قد تؤدي إلى الإفلاس، بل هناك أمور أخرى قد تساهم في الوصول إلى الإفلاس مثل غياب الشفافية، وانتشار الفساد في بعض المؤسسات، واستمرار الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، وعدم وضع الكفاءات البشرية في المناصب الإدارية القيادية، وعدم الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها فورًا، وعدم النجاح في التواصل مع الجمهور لتهيئتهم لبرنامج التحول الوطني، بدلاً من مفاجئتهم بتصريحاتٍ مؤلمة.
ثقتنا في الله ثم في قيادتنا الحكيمة لا حدود لها، ونحن على ثقة بأن هذا الوطن ومن خلفه أبناؤه المخلصون قادرون على تجاوز الظروف الاقتصادية التي نمر بها مهما كانت صعوبتها، وقادرون على أن يجعلوا من هذه المحنة منحة تُجدِّد الثقة في اقتصاد وطننا وفي مكانته.

إبراهيم محمد باداود- المدينة السعودية-