علاقات » عربي

السيسي سيرد على الخليج بثلاجات مفخخة

في 2016/11/03

تسعى دول الخليج الى التحريض على نظام السيسي واسقاطه الامر الذي دفع الأخير الى التوجه نحو روسيا وايران والنظام السوري

إن تعامل الزعماء العرب في دول الخليج مع مصر السيسي هو مثال جيد لجنون أجزاء واسعة من العالم العربي، حيث أن منطق الانتحار المشوه الذي فيه، غريب على الكثيرين منا. على خلفية الافلاس الامريكي في الشرق الاوسط، فان قادة دول الخليج يعرفون جيدا أن الغطاء الوحيد الذي يمكنهم توقعه على ضوء الهجمات الايرانية المتوقعة على شبه الجزيرة العربية، هو القوة العسكرية المصرية.

رغم ذلك، ولاعتبارات غريبة وتلون ولغة مزدوجة وأجندة اسلامية راديكالية، انقسامية وعنيفة، يقوم القادة العرب بقطع الغصن المصري الذين يجلسون عليه.

النزاع على السيطرة العليا وتعقد المصالح السياسية والاقتصادية المتناقضة وأحابيل الدفاع الذاتي، اضافة الى التوسع والبقاء، كل ذلك هو الذي يرسم سياسة دول الخليج في تسليح وتمويل الحركات الارهابية الراديكالية السنية في سوريا والعراق من اجل كبح ارهاب وتعاظم قوة ايران الشيعية، كلما زاد التحرش والتهديد الايراني العسكري المباشر للدول العربية السنية في الخليج، كلما قمنا بتشجيع الارهاب الاسلامي في مصر.

تركيا وقطر لم تُسلما بالقضاء على مرسي والاخوان المسلمين ولم تتركا حلم الامبراطورية الاسلامية. السعودية، بفضل اموالها، تمنع عن مصر لقب “أم العرب”. والسياسة الخاطئة للولايات المتحدة تعطي نظام السيسي مكانة صدفية. كل محاولات التملق من قبل مصر والضمانات العسكرية والوفود والهدايا للسعودية على شاكلة جزر تيران وسنفير، لم تنجح.

يقول المثل العربي "جوع كلبك يتبعك”. وفي الوقت الذي تحارب فيه ضد ايران، فان دول الخليج تحرض من اجل اسقاط السيسي وتتبرع بقليل من الاموال والنفط من اجل اهانته وابقائه على قيد الحياة مضروبا ومحتاجا.

وبينما تصوره “الجزيرة” على أنه مجرم جيمسي، وجاسوس ايراني واسرائيلي وامريكي وفاسد يبيع السلاح للحوثيين، فان النظام يتعرض للتحريض والارهاب من قبل الاخوان المسلمين ومن يؤيدونهم في الخليج، وهو يعاني من النقص في الوقود والسكر والأرز والمواد الاساسية والتهديد بتقليص كمية مياه النيل، وايضا ضرر يبلغ 55 مليار دولار في السياحة.

قال السيسي بأنه قد عاش مدة عقد مع ثلاجة فارغة فيها فقط زجاجات المياه. وردا على ذلك سخر منه ملك السعودية وقام بتعويق ارساليات الوقود وتأشيرات دخول المصريين وهدد بأن السيسي سيسقط مثل مبارك.

على ضوء التآمر العربي استدعى السيسي روسيا لاجراء مناورة عسكرية، وصوت مؤخرا ضد العرب في مجلس الامن الى جانب ايران وروسيا وسوريا حول حل الازمة السورية. وهو يدرك أن سقوط الاسد ونجاح الاسلاميين يعني أنه الهدف التالي. العرب لم يفهموا أن السيسي موجود في الحكم كي يبقى، وأنه اذا لم يغيروا بسرعة سياستهم فسيحصلون منه على ثلاجة مفخخة.

الجنرال المتقاعد رؤوبين باركو تولى- إسرائيل اليوم- ترجمة الخليج الجديد-