علاقات » اوروبي

الناتو ودول الخليج.. ترامب على طاولة لقاء الدوحة

في 2016/11/19

دفع فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى التداعي مجدداً، وتعزيز التنسيق مع دول الخليج عبر مبادرة إسطنبول.

وتعقد المجموعة الاستشارية لسياسة دول مبادرة إسطنبول للتعاون وحلف شمال الأطلسي (ناتو) اجتماعاً 19-21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بالعاصمة القطرية الدوحة؛ لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأطلقت مبادرة إسطنبول من العاصمة التركية أنقرة في يونيو/حزيران عام 2004، وتهدف إلى التعاون العملي طويل المدى في مجال الأمن على المستوى العالمي والإقليمي بين دول الخليج وحلف الناتو.

وقال سفير الكويت لدى بلجيكا ولوكسمبورغ ورئيس بعثتَي الكويت لدى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، جاسم محمد البديوي، في بيان نقلته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني: إن "الاجتماع وهو الثالث من نوعه ويهدف إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك"، بين دول الخليج والمجموعة الاستشارية لمبادرة إسطنبول.

وبحسب البديوي فإنه من المقرر أن "يتطرق الاجتماع بالأخص إلى البرامج والتدريبات المشتركة، وتبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية بحضور ممثلين عن البحرين والإمارات أيضاً".

وتبذل دول الخليج منذ العام 2004 كل ما في وسعها باتجاه تعزيز التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب مع حلف الناتو، وتعتبر شراكتها ضرورة تفرضها تفاعلات المشهد الدولي والإقليمي الراهن، خصوصاً التطورات على المستويات السياسية والأمنية، والعسكرية والاقتصادية.

وجاءت الشراكة الاستراتيجية بين حلف الناتو ودول الخليج متمثلة في مبادرة إسطنبول منذ العام 2004، استناداً إلى مجموعة من الاعتبارات التي تعكس رغبة كلا الطرفين في تأمين مصالحهما بما يلائم تطورات النظام الدولي، والتفاعلات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.

الهاشمي: دحر الإرهاب لن ينجح ما لم يشمل التطرف الشيعي

وتتطلع دول الخليج إلى تعزيز دورها مع الحلف الذي يضم 28 دولة، بحسب السفير البديوي، الذي قال إن دلالة ذلك تنعكس في احتضان الكويت لمركز الناتو الإقليمي لدول مبادرة إسطنبول للتعاون، وهو أول مركز يتبع الحلف خارج حدوده، ويتوقع افتتاحه خلال عام 2017 بحضور الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ.

- مبادرة إسطنبول

ولائحة مبادرة إسطنبول تمثل نشاطات مشتركة لعدد من المجالات المختلفة ترتبط بالعلاقات المدنية والعسكرية، وإقامة التمارين والأنشطة وتدريب القوات العسكرية والأمنية وتأهيلها، والقيام بعمليات "سلام" مشتركة يقودها الناتو.

وتشمل المبادرة كذلك مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وحواملها، وضمان أمن الحدود ومنع تهريب الأسلحة، والمشاركة في خطط مدنية للطوارئ حول عمليات الإنقاذ في حالات الكوارث.

- ترامب يتوعد

وهدد الرئيس الأمريكي المنتخب خلال الحملة الانتخابية بإعادة النظر في علاقات بلاده مع حلف شمال الأطلسي، وقال إنه سيعمل على استراتيجية "أمريكا أولاً"، حتى لو كلف ذلك التخلي عن بعض الشراكات الاستراتيجية مع الدول العظمى بما فيها هيكلة حلف "الناتو".

ووجه بالمقابل كذلك ضربات متتالية للشرق الأوسط، فقد طالب بثمن حماية دول الخليج من الجماعات الإرهابية.

الصحف الغربية تتشاءم من فوز ترامب: أوروبا تقاتل وحدها!

وأثار ترامب في هذا الصدد زوبعة من الانتقادات الواسعة، ودعا في تصريحات لإرغام السعودية على دفع أموال لقاء "حماية" أمريكا لها، إذ رأى أن السعودية "دولة ثرية" وعليها أن "تدفع المال" لأمريكا لقاء ما تحصل عليه منها سياسياً وأمنياً، وخاصة لحماية المملكة من إيران، وذلك في تصريحات له في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقال ترامب، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حول سياسة واشنطن الخارجية بعد فوزه بالانتخابات، ونُشرت في مارس/آذار الماضي، إنه قد يُوقف شراء النفط من الحلفاء العرب ودول الخليج ما لم تشارك بقوات برية في المعركة ضد تنظيم "الدولة"، أو "تعوّض بشكل كبير" واشنطن "لمكافحتها الجماعة المسلحة، التي تهدد استقرار الدول العربية".

وما يعزز فكرة تنفيذ ترامب لسياساته الخارجية بعد فوزه أن حزبه من أقر قانون "جاستا"، الذي يهدف إلى نهب الأموال السعودية وسرقتها ووصمها بالإرهاب؛ ما سيجعل دول مجلس التعاون الخليجي أكثر الدول المتضررة من تقدّم ترامب وحزبه بمؤسسة الرئاسة والمؤسسة التشريعية.

- ترامب والانسحاب من الناتو

وطيلة حملته الانتخابية أشار "رجل الأعمال" مراراً إلى نيته "إعادة النظر" في شراكة الولايات المتحدة مع حلف الناتو، واعتبر انسحاب بلاده من الحلف "ممكناً".

وأعلن ترامب في مارس/آذار الماضي أن الناتو يكلف بلاده الكثير، واعتبر أنه بهذه الصورة يحمي أوروبا، أما أمريكا فتنفق أموالاً كثيرة. وقال: "لم يعد بإمكاننا تحمل هذا؛ لذلك يجب إعادة النظر بهذا. أو إبقاء الناتو ولكن بتحمل نفقات أقل".

ياسين السليمان - الخليج أونلاين-