ملفات » الفساد في السعودية

«نزاهة»... ونهاية الشوط الأول

في 2016/11/29

تفاعل شعبي غير عادي مع بيان هيئة مكافحة الفساد الذي أُعلن قبل يوم على خلفية توظيف ن جل وزير بطريقة غير نظامية، وقبل العبور إلى الساحل الأهم من بحر الفساد أشكر هيئة مكافحته التي ردت في أقل من 24 ساعة على مقالة سابقة بعنوان «هيئة غض الطرف عن الوزن الثقيل»، موضحةً بلطف وشفافية منتظَرة أن إجراءاتها في التحقق لم تنته وسيتم الإعلان عن ذلك حال الانتهاء، ولم أؤجل الشكر إلا بغية انتظار إطلالة الإعلان لأن التزامن ما بين الشكر والعنوان ذو معنى ومغزى وقبول. البيان الذي حضر من «نزاهة» سأصفه بشيء من التعبير الموجز ولهم ولكم حرية الاختيار في المناسب منها فيمكن وصفه بالتحول التاريخي في مسيرة الهيئة لأنها وضعت يدها على عش لم تضع يدها من قبل عليه، يصلح أيضاً أن يقال عن البيان إنه سطر بارز في المسيرة وخطوة مشجعة بعد مشوار التشاؤم الفائت، ويمكن القول كذلك إنه يمثل غضبة مضرية على تحول الشعب إلى هيئة مستقلة للمكافحة بما توافر لديه من إمكانات ولتصبح الحكاية برمتها أكون أو لا أكون. نزاهة أنهت الشوط الأول بامتياز، قدمت جهداً لافتاً في هذا الملف وعرضت 10 وزارات على منصة المخالفات وورطة التجاوزات، ولكن على رغم هذه النهاية، فإن الانتقاد الأكبر على ملامح الشوط الأول والمباريات التجريبية منذ سنوات النشأة أن «نزاهة» تشبه فريق كرة قدم ذا لاعبين مهرة وإمكانات عالية فيصولون ويجولون في أرجاء الملعب بدهشة وجمال لا مثيل لهما فضلاً عن تنفيذهم خطة اللعب حرفياً، لكنهم لا يجرأون على الاتجاه نحو المرمى وتحقيق الهدف مع أن الحكم متعاطف معهم حد الدعم الصريح المباشر، وهنا تنتهي كل المباريات بالتعادل السلبي الممل والبارد أو تأتي هجمة مرتدة فتقضي على كل محاولات الإمتاع وجمل التكتيك والمناورة في الميدان. النهايات بكل صراحة تحمل الورقة الأبرز في كل جهود نزاهة وحماستها الدائمة وحرصها على أن تحضر بما يليق في كل ملف يطل على طاولاتها، فبعض الملفات تستحق المماحكات وإضاعة الوقت، فيما أن بعضها الآخر يحيل المجتمع المراقب والمتحفز لإعداد حفلة من السخرية على ما يقال وما يتوقع قوله. الشوط المقبل للهيئة/ نزاهة مهم وساخن، كثيرون سيخرجون بالبطاقة الحمراء ولن أقول بالإصابة فبينهما فرق، إنما لهيئتنا الطيبة والمتوجهة بعد بيانها إلى حلبة مصارعة أن تعرف أنه من المستحيل للفريق السابق الإلماح له أن يحصل على بطولة وهو لم يسجل أي هدف والخلل هنا واضح جداً... إنه خلل الانحياز للدفاع وتضاؤل الشجاعة!.

علي القاسمي- الحياة السعودية-