ملفات » ضحايا ملهى اسطنبول

لحظات دامية في إسطنبول .. شهادات السعوديين الناجين وذوي الضحايا

في 2017/01/03

روى العديد من السعوديين الناجين من هجوم إسطنبول تفاصيل ما شاهدوه لحظة الهجوم الدامي، الذي وقع الأحد بمدينة إسطنول التركية وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

كما ذكر أسر الضحايا تفاصيل سفر ذويهم، ولحظات معرفتهم بالهجوم وتلقيهم خبر وفاة أبنائهم وأشقائهم.

قتل عشوائي

قال «عمر فادن»، مواطن سعودي أحد الناجيين من الهجوم، الأحد الماضي، إن «القتل كان عشوائيا، وأن المهاجم أطلق النار في كل اتجاه».

وأوضح أنه «في الساعة الواحدة والنصف ليلة رأس السنة دخل رجل ملتح يرتدي زيا أحمر ورفع الرشاش  وأخذ يطلق النار على الجميع وهو يطلق صيحات التكبير».

وأشار إلى أن «القتل كان عشوائيا، ما دفعه إلى الهروب لدورة المياه، في المطعم».

من جانبه، قال والد االسعودية «شهد سمان» التي قتلت في الهجوم إن جثمان ابنته سيصل إلى المدينة المنورة الثلاثاء.

وأوضح أن ابنته تبلغ من العمر 25 عاما وغير متزوجة، وكانت تعمل في مجال المحاماة، ولديها مكتب محاماة خاص مع خالها، الذي يعمل محاميا كذلك، وفقا لصحيفة «سبق».

وأشار إلى أنها غادرت الجمعة الماضية مع خالها؛ لإنهاء بعض الأعمال القانونية التي تخص رجل أعمال، مبينا أنها كانت تتواصل معهم وتبعث لهم صورها على «الواتس آب»، وفجأة سمعوا بهجوم إسطنبول، فأرسلوا لها رسائل للاطمئنان عليها، لكنها لم ترد عليهم.

سنة خالية من الأوجاع

وتمنت «شهد» في آخر رسالة بثتها عبر برنامج «سناب شات» شات للجميع سنة خالية من الأوجاع مليئة بالحب والسعادة، قالت فيها «قريباً ستفتح لكم صفحة بيضاء لعام جديد».

بدوره، قال «سليمان سمان»، شقيق القتيلة في هجوم اسطنبول، لموقع «العربية.نت» السعودي، عن أخته إنها «الأقرب إلى قلبه»، حيث كانت محبوبة بين أهلها وصديقاتها لأهدافها السامية ومشاركاتها الاجتماعية الإيجابية.

وأضاف «سليمان»: «كانت أختي ذات الـ 26 عاماً تنتظر في مطعم ريانا باسطنبول خالي وزوجته وابنته الصغيرة للعشاء في تلك الليلة بمنطقة ارتاكوي، وكانت على تواصل دائم معنا على الواتساب، لكن ازدحام الشوارع أدى لتأخر خالي، وكتبت له وأسرته حياة جديدة»،

وأوضح أنهم «كانوا في اسطنبول لمهمة عمل وسياحة، لكن الإرهاب حول السعادة إلى حزن» متسائلا: «ما هو ذنب أختي البريئة؟».

وتابع شقيق «شهد»: «القنصلية السعودية في اسطنبول تواصلت معنا وأبلغتنا بوفاة أختي، ويقوم خالي حالياً بإجراءات نقلها إلى جدة حيث من المتوقع أن يصل جثمانها الثلاثاء».

و«شهد»، محامية تخرجت حديثاً من قسم القانون، وقد أنهت 4 سنوات من التدريب في المهنة، ولها أختان أكبر منها، إحداهما تحضر الدكتوراه في أمريكا، والثانية في فرنسا لإكمال ماجستير الطب، إضافة إلى شقيقين أصغر منها.

وقالت «ميادة غزنوي» شقيقة «لبنى غزنوي» المقتولة في الهجوم، إن شقيقتها قررت تناول العشاء مع صديقاتها، والتي توفيت إحداهما معها في ذات الحادثة، وهي «نور البدروي»، في حين أصيبت الثالثة ولا تزال تتلقى العلاج في إحدى المستشفيات.

وأوضحت أنها تناولت الطعام في مطعم مجاور، قائلة «في بداية الأمر سمعنا أصوات طلق ناري، وعندما سألنا العاملين في المطعم، أخبرونا أن هنالك أحداث شغب في الخارج، ومن ثم عرفنا أنها في المطعم الذي ذهبت إليه لبنى مع صديقاتها».

وأضافت: «حاولت الدخول إلى المطعم، ولكن لم استطع، فالشرطة أغلقت جميع الشوارع المؤدية إلى المطعم، وحاولت الاتصال بها مرات عدة، ولكن تلفونها يرن ولا أحد يجيب»، وفقا لـ«الحياة».

ميادة ظلت واقفة في الشارع أمام المطعم طوال ساعات الصباح الأولى، وهي على حالها تتصل بهاتف أختها وصديقاتها، وتحاول الدخول ولكن من دون جدوى، وزادت: «عند الساعة الثامنة صباحاً أخبرونا أن هنالك مصابين تم نقلهم إلى عدد من المستشفيات، وآخرين أخذوا لأخذ أقولهم كشهود عيان للحادثة، ولم أتخيل أن لبنى واحدة من الذين قتلوا، إذ بدأت البحث في المستشفيات التي نقلوا إليها المصابين، ولم أجدها هنالك».

واستطرد بالقول «كنت أظنها مع من ذهبوا مع عناصر الشرطة كشهود عيان، وهذا الإحساس دفعني إلى الذهاب إلى مقر الشرطة، التي ذهبوا إليه وهنالك لم أجدها، وبدأ الخوف والتوتر يسيطران عليّ لحين معرفتي بخبر وفاتها في ظهر يوم الأحد».

وتابعت «بعدما عرفت بخبر وفاتها ذهبت إلى الطب العدلي لتأكد من جثمانها، إذ أصابتها رصاصات عدة في مواقع متفرقة من جسدها، وهو ما حدث مع صديقتها نور البدروي».

وأشارت إلى أنها ستعود إلى السعودية برفقه الجثمان فجر الثلاثاء، بعد أن انتهت الإجراءات الخاصة بنقلها واستخراج شهادة الوفاة، والتي تم تصديقها من القنصلية السعودية في إسطنبول.

مقاضاة المسيئيين 

هذا، وأكد محاميان سعوديان أن أهالي ضحايا المتوفين في حادثة مطعم «رينا» يستطيعون رفع قضايا ضد كل من تعرض وأساء إلى المقتولين في مواقع التواصل الاجتماعي. 

وذكرا أن هذه القضايا تدخل من ضمن قضايا الجرائم المعلوماتية، إضافة إلى قضايا الحق الخاص التي يعاقب بها النظام الجرائم المعلوماتية بالسجن مدة قد تصل إلى ثلاثة أعوام، وغرامات مالية بـ500 ألف ريال حداً أقصى، في حين أن قضايا القذف والسب والشتم تتضمن عقوبات تعزيرية تخضع لتقديرات القاضي.

وقال المحامي طارق الشامي، «يحق لمن تضرر من أهالي المتوفين في حادثة الاعتداء الإرهابي في إسطنبول أن يرفع دعوى قضائية، تعد من ضمن الجرائم المعلوماتية التي يحاسب عليها نظام الجرائم المعلوماتية بالسجن عاماً، وغرامة مالية 500 ألف ريال حداً أعلى».

وأوضح أن هذه القضايا تعد من قضايا الحق الخاص، التي يصدر فيه القاضي عقوبات تعزيرية تراوح ما بين الجلد والسجن أو بكليهما.

من جانبه، أكد المحامي منصور الخنيزان أن «التعرض للمتوفين في حادثة الاعتداء بإسطنبول من جرائم القذف وتشويه السمعة، وتشملها عقوبتان في النظام السعودي».

وأوضح أن هذه الجرائم يتم التحقيق والنظر بها في هيئة التحقيق والادعاء العام، وتصدر فيها لائحة اتهام للنظر في الحق العام كذلك.

وقال «في حال استخدام برامج التواصل الاجتماعي في الإساءة للمتوفين في الحادثة فهي تدخل ضمن جرائم المعلوماتية، التي لها عقوبات سجن وغرامات مالية»، موضحاً أن هذه القضية فيها حق خاص، «ويحكم القاضي بها بعقوبات تعزيرية تكون محل اجتهاد للقاضي، ومنها الجلد أو السجن أو كلاهما، إضافة إلى العقوبات المنصوص عليها في نظام الجرائم المعلوماتية».

مطعم وليس ملهى ليلي

وروت مذيعة (مكس إف إم) السعودية تفاصيل ما شاهدته لحظة الهجوم الدامي، مؤكدة أن الواقعة كانت في مطعم وليس ملهى ليليا كما تداولته وسائل الإعلام.

وقالت إنها كانت موجودة في المطعم الذي حصل فيه إطلاق النار في منطقة أرتاكوي بإسطنبول، وخرجت قبل دقائق من الحادثة، ولحظة الحادثة كانت على الجهة المقابلة للمطعم.

وأضافت وفقا لصحيفة عكاظ السعودية أنها رأت 3 أشخاص يدخلون إلى المطعم مرتدين زي بابا نويل، وبعدما ركبت السيارة رأت جثة شرطي تركي ملقاة على الأرض إثر إصابته بطلقة في الرأس، كما لاحظت وجود تجمع عسكري كبير أمام المطعم وحول المنطقة.

وأبانت أنها كانت تقيم في فندق يبعد مدة دقيقتين فقط بالسيارة عن منطقة أرتاكوي حيث وقع الحادث، وفي طريق عودتها للفندق كان جميع من في المنطقة محتجزين وفي حالة هلع، وبدأ عدد كبير منهم يلقي بنفسه في البحر من شدة الخوف.

وتابعت أن المسلحين الثلاثة احتجزوا رواد المطعم داخله، وأطلقوا النار عليهم عشوائيا، مبينة أن الحياة في إسطنبول عادت لأوضاعها الطبيعية بعد الحادث مباشرةً.

من جهة أخرى، لفتت المذيعة إلى أن الكثيرين لا يعلمون أن موقع الهجوم ليس ملهى ليلياً كما تدعي وسائل الإعلام بل هو مطعم يدعى (رينا) وهو من أهم المعالم السياحية في إسطنبول وأحد أفخم مطاعم المدينة ورواده من المشاهير والدبلوماسيين والسياح، موضحة أن كلمة “Club” أو “Bar” المرفقة باسم المطعم لا تعني دائماً ذلك الوصف الوضيع، بل تستخدمه بعض المطاعم للارتقاء بخدماتها والحصول على نجمات الامتياز.

يذكر أن هجوم اسطنبول الإرهابي الذي وقع ليلة رأس السنة خلف 39 قتيلاً، وأكثر من 40 جريحاً، منهم 8 سعوديين و10 جريح، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الحادث.

وكالات-