خاص الموقع

مؤامرة خفية مع الحوثيين تهدّد السعودية

في 2017/02/28

مبارك الفقيه- خاص راصد الخليج-

احتفلت المملكة السعودية مؤخراً بتحقيقها تقدّماً ملموساً ومهمّاً على مستوى مكافحة الفساد، بحيث تراجعت من المركز 48 عام 2015 إلى المركز الـ 62 على المستوى العالمي من بين 176 دولة، وفق ما جاء في مؤشر الفساد عن العام 2006 الذي أصدرته منظمة الشفافية العالمية Transparency International الأميركية، ولكن الإنجاز تمثّل في أن السعودية بقيت متقدمة على البحرين والكويت.

الواسطة عنوان "النزاهة"

والحديث عن الفساد في السعودية له شؤون وشجون، فمنذ أن تم تأسيس هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) في المملكة في مارس / آذار 2011، لم يتم الإعلان عن محاكمة أو محاسبة أي مسؤول كبير في "قضية فساد" بل طالت الصغار بعد الكثير من المماطلة ومحاولات تبرير هذا الفساد، وانحصر دور الهيئة في "الضبط والتحري"، مما جعل المواطنين يستنكفون عن التبليغ بأي ظاهرة فساد، فلا من يحاسِب ولا من يُحاسَبون، والعنوان الرئيسي للفساد الذي يتندّر به السعوديون: الواسطة.

ماذا تعني الواسطة في العرف الشعبي في السعودية؟ إنها تعني:

بقاء التشريعات القديمة التي يعود تاريخها إلى العام 1965.
تساهل الإدارات الحكومية في تطبيق الإجراءات والأنظمة.
الرشوة في القطاع الخاص التي لا تخضع للأحكام الجرمية.
إساءة استخدام النفوذ والتفاوت في تطبيق القوانين.
المحسوبيات في استغلال السلطة.

سيول الأمطار تفضح الفساد

و"الاحتفال" ببقاء السعودية في مراتب متقدّمة على قائمة الدول الفاسدة "غرق" في سيول الأمطار التي اجتاحت مناطق عديدة في المملكة وأبرزها: الرياض وعسير والشرقية والباحة، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 4 مواطنين، وتضرّر الكثير من الأبنية السكنية والمؤسسات وتشريد السكان، وحصول حوادث في السيارات والقطارات، وتعطّل حركة المواصلات والاتصالات وانقطاع التيار الكهربائي، هذا عدا عن اختلاط الوقود في المحطات بمياه السيول.

هذه الأزمة المتجدّدة جعلت السعوديون يعودون بالذكرى إلى كارثتي جدة عامي 2009 و2011، حيث توفي وفقد مئات المواطنين، حيث حوّلت السيول مدينة جدة عام 2011 إلى مستنقع للغرق، مما أدى إلى وفاة أكثر من 100 شخص، وقبلها بعامين أدت الفيضانات في المدينة إلى موت وإصابة المئات، عدا عن الأضرار الكبيرة.

والأدهى من كل هذا، إلى جانب فيضان مياه الصرف الصحي، هو عدم جهوزية المؤسسات المعنية والدفاع المدني والأجهزة الطبية في مواكبة المستجدّات، والتأخر في الوصول إلى الأمكنة المنكوبة لنقل المصابين وإنقاذ العالقين في سياراتهم ومنازلهم بسبب الانزلاقات الطينية وانهيار البنى التحتية، وهو ما استدعى رفع الصوت من قبل المواطنين في المطالبة بمحاسبة المقصّرين، ولكن أين هم المقصّرون والفاسدون؟ ومن يحاسب من؟

فساد الوضوء في هدر المياه

وحفلت مواقع التواصل الاجتماعية بالتعليقات الساخرة حول الفساد المستشري، ومنها:

يريدون محاربة الفساد!!! إيبولا أيضا تسعى جاهدة لمحاربة الفساد.
لماذا البحث عن الفساد والمفسدين؟! الشماعة التي تعلقون عليها كل مشاكلكم ما زالت موجودة.. قولوا ببساطة أن الأجانب عرباً وعجماً الذين بنوا بلادكم وعلموكم وعالجوكم على مدى عشرات السنين هم سبب الفساد وهكذا تنتهي المشكلة.
بقاء بعض المسئولين في مناصبهم لسنوات طويلة دون تغيير او تدوير، في الوزارات والإدارات الحكومية والشركات التي تمتلكها الدولة هو أحد أهم أسباب الفساد..
أبسط مقارنة بين الثروة الهائلة التي تمتلكها السعودية وبين حال البنية التحتية المتخلفة، ومعدل البطالة المتنامي وأمور أخرى فيها، سيعطيك تصوراً واضحاً عن مدى الفساد الهائل في هذا البلد.
بالله هل تتوقع في الطبقات الوسطى والفقيرة من يمنح الهكتارات من الأراضي أو يرفض سداد الفواتير حتى تسددها الدولة؟! وفسادنا في إسباغ الوضوء وهو هدر للمياه.
بدون سوء نية السعودية هي الأولى على مستوى العالم في الفساد، فلا يوجد مشروع واحد بدون أن يؤخذ عليه عمولة قد تصل الى ٢٥ ٪ من قيمه المشروع!!

أبها عاصمة السباحة لا السياحة

أما عن التعليقات الناقمة على عجز الحكومة عن مواجهة "غيث السماء"، فهذا غيض من فيض:

منذ عرفت الإعلام الجديد وبعض مسؤولينا يكرر عبارة "سنحاسب المقصرين" ومع ذلك تغرق شوارعنا ولا يغرق المقصر ولا المحلق.
أبها تحوّلت من عاصمة السياحة إلى أبها عاصمة السباحة!!
لو كان المطرُ رجُلاً لقبّلت جبينهُ، لله درّهُ ما أنْزَهَه.
أدعوكم لمُشاهدة منظومة مجرى السيول بماليزيا مهاتير!
بغض النظر عن الأجواء الجميلة، طريق المدينة العسكرية شبه مقفل علشان تجمعات المياه، ويقولون خط أبها كمان زحمة.. يمدحون النوم.
هطول الأمطار هذا اليوم على خميس مشيط يكشف لنا سوء التصريف وفساد جميع المشاريع حتى المشاريع الجديدة لم تسلم من الفساد.
نتمنى عدم المجازفة بالأرواح في السيول.

السيول وألغام الحوثيين

المسؤولون في السعودية لا ينظرون إلى ما يجري من اجتياح الأمطار على أنه خطر وجودي، فهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولا ضير في ضحايا من هنا وتشريد من هناك وحوادث وحصار وتعطيل للحياة، لأن الأخطر من ذلك كلّه يأتي من جهة الجنوب، ومن الممكن أن هناك مؤامرة خفيّة تستهدف وجود المملكة وكيانها، فقد رصدت الأجهزة العسكرية والأمنية في المملكة إمكانية أن تجرف السيول المنقولة من الأراضي اليمنية إلى وادي نجران ألغاماً أرضية خلفها الحوثيون، وهو ما دفع المسؤولون إلى التشديد على أهمية تعزيز التوعية بمخاطر الألغام وسبل معرفتها حرصاً على سلامة المواطن.

شر البريّة (وليس فقط البليّة) ما يضحك ..