مجتمع » طفولة

«العمل» السعودية تطالب بالإبلاغ عن حالات التحرش التي يتعرض لها الأطفال

في 2017/03/27

طالبت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية المواطنين بالإبلاغ عن حالات التحرش التي يتعرض لها الأطفال.

يأتي ذلك بالتزامن نظمت جمعية وهيئة حقوق الإنسان أنشطة لحماية الأطفال من «كل المهددات».

وأكدت الوزارة سعيها إلى إيجاد «حلول مناسبة في كل ما يهدد سلامة والصحة الجسدية والنفسية للمرأة والطفل». 

وأوضحت في تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأنها «تتعامل وبحرص مع جميع البلاغات التي تعرض الأطفال والمرأة للخطر أو التحرش بجميع أنواعه وكل ما يهدد سلامتهم أو صحتهم الجسدية والنفسية»، مؤكدة أنها «تتلقى بلاغات العنف الأسري، وحماية الطفل من الإيذاء والإهمال والتمييز على الرقم 1919».

من جانبه، طالب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني القنوات الفضائية الموجهة إلى الأطفال «بالالتزام بنشر مواد هادفة وخالية من الرسائل والمشاهد المنتهكة لحقوق الطفل».

وأكد القحطاني في تغريدات نشرها حساب الجمعية، أنها تتحرى موضوع استغلال الأطفال وانتهاك حقوقهم عبر الخطب والمقاطع التصويرية والمضرة بالأخلاق، مؤكداً أن «عدم الالتزام بذلك يعرّض القناة للمسائلة والمحاسبة النظامية في ظل أحكام نظام حماية الطفل ولائحته التنفيذية».

وتسائلت إحدى المغردات عبر حساب الجمعية، إذا كان بإمكانها رفع شكوى ضد إحدى القنوات المخصصة للأطفال، تعرض «مشاهد غير لائقة»، فكانت الإجابة: «نعم يمكن الاستجابة لشكواك، ولكن لا بد من إقامة دعواك أمام القضاء المختص».

من جهتها، نظمت هيئة حقوق الإنسان برنامجاً توعوياً بعنوان «كيف أحمي جسدي». ويتجه البرنامج الذي أقيم في مناطق عدة إلى الطالبات، لتوعيتهن بأساليب الاعتداء وكيفية التصرف عند التعرض لأي منها.

وقال استشاري الطب الشرعي رئيس فريق الحماية في «صحة الرياض» الدكتور مشهور الوقداني، في حديث سابق لـ«الحياة» إن «الاعتداء الجنسي يتضمن ثلاث مراحل، تشمل الترصّد والتخطيط، ثم الترغيب والإدمان السلوكي، وأخيراً الاستغلال المستديم والسرية».

وأشار الوقداني إلى أن نسبة تعرض الأطفال للتحرش الجنسي في تزايد، «وهذه حقيقة لا بد من أن يعترف بها المجتمع السعودي بوصفها واقعاً، وإن كان مؤلماً، وذلك لتتم مواجهتها بالطرق العلمية الصحيحة».

بدورها، أفادت الاختصاصية النفسية عضو فريق الحماية من العنف والإيذاء في «صحة الرياض» «سلطانة الدوسري»، أنه «لا توجد إحصاءات دقيقة عن نسبة التحرش الجنسي بالأطفال في المملكة»، عازية ذلك إلى طبيعة المجتمع في عدم الإفصاح عن مثل هذه الحالات.

وأضافت «معظم الحالات التي تعرضت إلى التحرش لا تدرك ذلك إلا بعد سن البلوغ، فيما لا تظهر التفاصيل إلا بعد تعرضها لموقف مشابه»، مشيرة إلى أنه لا يقتصر على الجانب الجسدي وحده، ولكنه يصل إلى الضرر النفسي من خلال مشاهدة صور أو مواقع إباحية، أو تعلّم بعض السلوكيات الجنسية.

ولفتت إلى أن ذلك ربما يتسبّب ذلك في حدوث اضطراب نفسي وعاطفي في وقت لاحق من حياة الطفل، ومن ذلك الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة والقلق واضطرابات في الأكل، وكذلك سوء تقدير الذات، ومرض تعدد شخصيات، والاضطراب العصبي، ومشكلات في التعلّم، وسوء التعامل مع الأدوية، والسلوك المدمر، وربما يمتدّ الأمر إلى ارتكاب الجريمة والانتحار بعد البلوغ.

وذكرت أن بإمكان الوالدين والمربين معرفة ما إذا كان الأبناء (ذكور وإناث) تعرّضوا إلى الاعتداء، من خلال بعض السلوكيات، ومنها خوف من شخص ما أو من بعض الأماكن، أو حدوث رد غير متوقع أو غير طبيعي من الطفل فيما لو سئل إن كان تعرّض إلى اعتداء.

ولا تتوافر إحصاءات دقيقة عن حالات التحرش التي يتعرض لها الأطفال، إلا أن جمعيات خيرية وتربيون أشاروا إلى أن الأرقام «مرتفعة جدا»، إلا أن طبيعة المجتمع المحافظ تحول دون تقديم البلاغات.

وكانت إحصائية سعودية رسمية، كشفت عن ارتفاع عدد النزلاء في دور الملاحظة الاجتماعية ومؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة على خلفية قضايا التحرش الجنسي، خلال السنوات الخمس الماضية.

وقالت وزارة «العمل والتنمية الاجتماعية»، إن «إجمالي النزلاء (الذكور والإناث) في دور الملاحظة الاجتماعية ومؤسسات رعاية الفتيات على خلفية قضايا التحرش الجنسي بلغ 7741 شخصا خلال خمس سنوات ماضية»

وكالات-