علاقات » صيني

السعودية و(إسرائيل): لماذا يهرول حلفاء الولايات المتحدة إلى الصين؟

في 2017/03/30

كان كل من الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نيتنياهو» في بكين الأسبوع الماضي. وتشير هذه الزيارات إلى تزايد الوجود الصيني في الشرق الأوسط والاعتراف بالقوة الصينية، وخصوصا في المجال الاقتصادي، من قبل القيادة السياسية في الشرق الأوسط.

تعد المملكة العربية السعودية المصدر الرئيسي للطلب على الطاقة من أجل النمو الاقتصادي في الصين. و(إسرائيل) هي قوة ابتكارية ويمكن أن تساعد الصين في تطوير المعرفة في المجال الزراعي. كل من المملكة العربية السعودية و(إسرائيل) تعدان أرضية خصبة لقدرة البناء الصينية، وخاصة في البنية التحتية. في حالة (إسرائيل)، فإن الصين أيضا لديها القدرة المالية التي يمكن أن تضخها في الشركات المبتدئة الإسرائيلية والمؤسسات الأكاديمية.

على ظاهرها، تبدو هذه الزيارات منصة صحية لبناء علاقات المنفعة المتبادلة، إلا أن اثنين من القادة الزائرين من منطقة الشرق الأوسط لديهم إلى حد ما أجندة سياسية مختلفة عن تلك التي لدى بكين.

كلاهما يدور في مدار الولايات المتحدة الأمريكية. ولأجل اعتبارات الأمن الاستراتيجي، تعتمد المملكة العربية السعودية إلى حد كبير على الأسلحة الأميركية، وعلى الوجود العسكري الأميركي في الخليج. وتعتمد (إسرائيل) على إمدادات الأسلحة الأمريكية والدعم الأميركي من المنظمات الدولية المتقدمة، وخاصة في مجلس الأمن الدولي، حيث كثيرا ما أشهرت الولايات المتحدة حق النقض في وجه القرارات المعادية لـ(إسرائيل).

وقد تسببت فترة «أوباما» في الرئاسة في الكثير من القلق وخيبة الأمل لكل من (إسرائيل) والسعودية. فقد توقع كلاهما أن تظهر واشنطن مزيدا من العزم والتصميم في التعامل مع محاولات إيران الحصول على قدرات نووية غير سلمية وهم يشعرون بالقلق أيضا من الصفقة النووية التي تم التوصل إليها مع إيران.

وقد جاء أكبر قدر من القلق بسبب ما يعتبرونه استجابة ضعيفة من واشنطن للمعركة في الشرق الأوسط، والمكاسب التي حققتها إيران نفسها ومن خلال وكيلها حزب الله، وروسيا. ومع ذلك، ستواصل (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية الاسترشاد في الغالب باعتبارات الولايات المتحدة مما سيكون له تأثير على علاقاتهما مع الدول الأخرى. ولا تزال العلاقات الصينية الدافئة مع طهران والمواقف اللينة تجاه السياسات الإيرانية الهدامة في الشرق الأوسط تثير غضب (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية، والتي سوف تبقى آملة في أن ينال الردع الأميركي من إيران، ولكن هذا لن يبطئ الجهود لبناء علاقات أوثق مع الصين.

العلاقة مع الولايات المتحدة هي أكثر ما يلفت الانتباه في علاقات (إسرائيل) مع الصين وخاصة في غياب التعاون العسكري. بعد إحباط الولايات المتحدة بيع نظام الإنذار والمراقبة المحمول جوا إلى الصين، خسرت (إسرائيل) فرصة كبيرة في سوق نامية. قد تجد (إسرائيل) نفسها في موقف حرج آخر في علاقاتها مع بكين إذا كان الرئيس «ترامب» سيدخل في حرب تجارية مع الصين في محاولة للحد من العجز في تجارة بلاده مع الصين. وقد تم التفاوض بين (إسرائيل) والصين على اتفاق منطقة التجارة الحرة ولكن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة قد تؤثر سلبا على هذه المفاوضات.

نجد أيضا في ما وراء وجهات نظر المتباينة بين الصين و(إسرائيل) بشأن إيران حالة أخرى وهي عدم الالتقاء على القضية الفلسطينية حيث تصوت الصين دائما ضد (إسرائيل) في مختلف هيئات الأمم المتحدة التي كثيرا ما تشهد مناقشة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ولكن هذا النمط الصيني في التصويت لم يمنع إسرائيل) من الانضمام لمشروعي الصين العملاقين: المبادرة التجارية «حزام واحد، طريق واحد» وبنك آسيا للاستثمار.

التجارة هي التجارة والسياسة هي السياسة، وقد لا يلتقيان دائما.

تشاينا مورنينج بوست- ترجمة وتحرير أسامة محمد - الخليج الجديد-