خاص الموقع

الخلاف السعودي - الإماراتي على مائدة الابتزاز الأميركي

في 2017/04/15

مبارك الفقيه- خاص راصد الخليج-

أعلن مسؤولون في مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية عن اجتماع سيعقد الشهر المقبل، والعنوان الرئيسي لهذا الاجتماع تعزيز التنسيق في إطار المساعي الأميركية - العربية المشتركة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، والتصدي لحزب الله وأنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار ودعمها للإرهاب.

هذا الاجتماع ليس جديداً فهو يأتي في سياق الاتفاقات المعهودة بين الأطراف المشاركة لتعزيز التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب وتوسيع نطاق التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ولكن هذا في العنوان فقط، أما في التفاصيل فهو يأتي في إطار السعي الأميركي للتقريب بين حليفيه السعودي والإماراتي، اللذين بدأت خلافاتهما الثنائية وخصوصاً حول اليمن وكيفية إدارة الحرب فيه، تطفو إلى العلن على المستوى السياسي، وتُترجم ميدانياً في الساحة اليمنية على المستوى العسكري، وهو ما من شأنه أن يهدد بانفراط عقد التحالف في حال استمرار التعقيدات الراهنة وتزايد هوة التباعد بين الجارين.

وتعمّد الإعلان عن هذا الاجتماع الإشارة إلى عناوين ثلاثة: داعش، إيران وحزب الله، وهذه العناوين تشكّل عنصر جذب تجتمع عليها الأطراف المعنية، وترى واشنطن أن التركيز على هذه العناوين من شأنه أن يدفع الجارين اللدودين إلى تنحية خلافاتهما جانباً وإعطاء الأولوية لمحاربة "الإرهاب" الذي بات يجمع بين الأطراف الثلاثة، وطالما لجأت الإدارة الأمريكية إلى هذا الأسلوب من أجل شدّ عصب دول الخليج، ولا سيما حين تمارس ابتزازاً مالياً أو سياسياً على الدول العربية، أو في حال أرادت استدراجها إلى موقف جامع تجيّره لمصلحتها.

ويختبئ في هذا المنحى أيضاً 3 اتجاهات:

•    الأول: تكريس إيران وحزب الله في محور الإرهاب الذي يجمع داعش والتكفيريين.

•    الثاني: إغفال إسرائيل كطرف كان يرى فيه العرب طوال فترة من الزمن كياناً إرهابياً.

•    الثالث: تثبيت الولايات المتحدة كعباءة تجمع في طياتها الأطراف العربية ولا سيما الخليجية.

وبالطبع لن يكون مسعى التقريب الأميركي كرمى لعيون السعوديين والإماراتيين، فلم يسبق أن عملت واشنطن عنصر إصلاح ومصالحة من قبل، وبالتالي فسوف يستغل الأميركيون هذا الاجتماع لفرض أجندتها في المنطقة وممارسة ابتزاز جديد على دول الخليج لقاء تدخّلها في المنطقة مقابل حمايتها من الغول الداعشي والاجتياح الإيراني والتهديد الآتي من حزب الله.

على أن هذا المسعى الأميركي للجمع بين المتخاصمين سوف لا يجد طريقه إلى النجاح، لا سيما أنه كانت هناك مساعٍ سابقة، عربية وغربية، لوقف التناحر والتضارب في الموقفين السعودي والإماراتي، ولا سيما في الملف اليمني، ولكنها فشلت في تقريب وجهات النظر، لا بل لم تفلح في كسر الجليد الذي لا تزال سماكته تزداد بين الجانبين، حتى وصل الخلاف إلى درجة القطيعة، فقد ذكر مصدر دبلوماسي موثوق كان متواجداً في أعمال القمة العربية الأخيرة التي عقدت في العاصمة الأردنية عمّان، أن وزيري خارجية البلدين لم يتجاذبا أطراف الحديث طوال الإجتماعات، وهذه سابقة بين الجانبين لم تشهدها كل القمم العربية السابقة، لا في اجتماعاتها ولا في كواليسها، وهذه القطيعة ليست بالطبع تعبيراً عن تصرّف شخصي بل تعكس موقفاً رسمياً ترجمه وزيرا الخارجية بهذا الشكل.