مجتمع » طفولة

300 ألف خسائر تأخير إلحاق الطفل بالروضة

في 2017/04/19

كشف تقرير دوافع بعض الآباء لتأخير إلحاق أطفالهم بمرحلة الروضة لمدة سنة، مؤكدا أن الفوائد الظاهرة لذلك سرعان ما تنتهي في المراحل الدراسية التالية، مقدرا الخسائر الاقتصادية التي سيخسرها الطفل عندما يكبر ويدخل ميدان العمل بـ 300 ألف ريال.

تأخير الأطفال

ذكر تقرير نشره موقع brookings أن «المدربين يؤخرون إلحاق اللاعبين المستجدين بالمباريات وهو ما يسمونه Redshirt، وهذا القرار يسمح لهم بالتدريب مع الفريق دون اللعب في المباريات الرسمية، ليُعطي ذلك الرياضيين الأصغر سنًا سنة إضافية ليطوروا مهاراتهم، ويزيدوا من أهليتهم للعب».

وأضاف أن «العديد من آباء وأمهات الأطفال يمارسون نفس السلوك، ويفضلون تأخير التحاق أطفالهم بالروضات لمدة عام، وهو تقليد معروف بالتأخير الأكاديمي أو كما يسمونه Academic Redshirting»، ومبررات الآباء والأمهات مشابهة لمبررات المدربين، حيث يعتقدون أن أطفالهم يحتاجون سنة إضافية كي يطوروا المهارات الضرورية، والوصول إلى النضح الكافي حتى ينجحوا في الروضة، مشيرا إلى أن الطفل المتأخر يكون أكبر بسنة عند الالتحاق بالروضة، ولذلك سيكون الأكبر سنا في فصله، وسيظل كذلك طوال سنواته الدراسية، مستمتعا بالمزايا المفترضة لسنه.

 معلومات ومخاوف

أوضح التقرير أن «الآباء والأمهات يتخذون قرار تأخير الالتحاق بالروضة اعتمادا على معلومات محدودة وغير مؤكدة، وقد يتم ذلك بناء على مخاوف مرتبطة بعدم نضج الطفل الجسدي والاجتماعي و العاطفي».

وأبان أنه «من حيت النضج الجسدي صحيح أن التأخير يغير من طول الطفل بالنسبة لطلاب فصله، حيث سيكسب طولًا إضافيا خلال سنة التأخير، أما بالنسبة للنمو العاطفي فهو الجانب الأشد صعوبة على الآباء والأمهات، حيث يرغبون أن يكون أطفالهم قادرين على طرح الأسئلة، وتكوين العلاقات مع المعلمين والطلاب الآخرين».

فئات التأخير

كشف التقرير أن «من بين آباء وأمهات طلاب الروضة الذين التحقوا بالروضة في خريف 2010 فإن 6.2% من الآباء والأمهات ذكروا أنهم قاموا بتأخير التحاق أطفالهم بسنة كاملة، وكانت النسبة الأكبر من نصيب الأولاد (7.2%) أكثر من البنات (5.2%)، وكانت النسبة أعلى بين الآباء والأمهات المتعلمين، حيث إن خريجي الجامعات أكثر ترجيحا بضعفين على أن يؤخروا أولادهم بالمقارنة بخريجي الثانوية».

وأبان أن «دراسات بحثية انتقدت التأخير وقالت إن الأطفال سيستفيدون فائدة قصيرة المدى من التأخير، إلا أن هذه الفائدة ستتلاشى سريعا مع مرور الوقت».

تراجع الفوائد

لفت التقرير إلى أن دراستين أعدهما إليزابيث كاسيو وديان شانزنباش أكدتا أن فائدة كون الطالب الأكبر سنأ في بداية مرحلة الروضة ستتراجع بشكل حاد مع تقدم الطفل في الصفوف الدراسية، ففي الصفوف الأولية عادةً ما يكون الطفل الأكبر سنا ذو الأداء الأفضل في الاختبارات الموحدة مقارنةً بأقرانه الأصغر سنا، لكونه أكبر سنًا، وهذا الأمر منطقي، فالطفل المتأخر عاش ما يصل إلى 20% أكثر من أقرانه الذين التحقوا في السن الصحيح، وهذا يعني أن دماغه أخذ وقتًا أكثر في النمو، واستمع إلى عدد أكبر من قصص ما قبل النوم، ولعب ألغازًا أكثر، وخرج في نزهات أكثر مع العائلة، مما سمح له ببناء معرفته العامة، ولكن هذه الفائدة الأولية في التحصيل الأكاديمي تتراجع بشكل حاد مع مرور الوقت، وتختفي تمامًا في مرحلة الثانوية، ففي الصف التاسع يكون الطفل المتأخر أكبر من أقرانه بـ 7% فقط.

تأثيرات متبادلة

ذكرت دراسة أجراها سكات كاريل، وماركهوكسترا، وإليرا كوكا أن «تواجد طالب واحد مزعج من بين 25 طالبًا يساهم في تقليل رواتب الطلاب في الكبر بحوالي 3% إلى 4%، أما بالنسبة للعمر النسبي فقد أشارت إلى أن كون الطالب متواجدًا بين زملاء أصغر منه ذو فوائد، على المدى القصير والبعيد، لأن زملاء الصف الأكبر سنا عادة ما يكونون أعلى مستوى دراسي وأخلاقي، فهم يُمثلون قدوة للسلوكيات الإيجابية، والطلاب الأصغر سنًا يحصدون درجات أفضل بسبب التعلم والمنافسة مع الأكبر سنًا».

وأشارت إلى أن «التعلم مع زملاء الصف الأكبر سنًا يعزز من درجات الطلاب، أما بالنسبة للطلاب الأكبر سنًا فإن الآثار الإيجابية لكونهم أكثر نضجا تقابلها آثار سلبية، كونهم يحضرون في صف يحوي طلابا أصغر سنا».

تأثير اقتصادي

نبهت الدراسة إلى أن «تأخير الطفل في الدراسة قد يؤثر على مستقبله الاقتصادي، لأن ذلك سيؤدي إلى إلتحاقه بالقوى العاملة في عمر متأخر عاما، وسيخسر عائدات سنة إضافية من الخبرة طوال حياته العملية»، مقدرة تكاليف خسارة تلك السنة في العمل بالنسبة لرجل متعلم تعليما جامعيا بـ 300 ألف ريال.

حالات خاصة

بين التقرير أن «الخبراء ينصحون بتأخير أطفالهم فقط في حالات خاصة، مثل التأخر التنموي الحاد، وما هو خارج عن النطاق الطبيعي، وما يجعل من تأخيره لمدة عام آخر عاملًا يساعده على النمو بحيث يكون في مستوى مماثل لزملائه في الصف، وإذا كان الطفل يعاني من صدمة مثل إصابة أحد الوالدين أو الأخ بمرض مميت، أو تعرضه للمعاملة السيئة».

الوطن السعودية-