سياسة وأمن » حروب

«هادي» مهاجما «بن زايد»: تتصرفون في اليمن كقوة احتلال وليس تحرير

في 2017/05/04

هاجم الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، دولة الإمارات، واعتبر تصرفاتها في بلاده كأنها «قوة احتلال وليس تحرير».

جاء ذلك، خلال لقاء جمعه بولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، في فبراير/ شباط الماضي، خلال زياته للإمارات، على خلفية التباحث في أزمة مطار عدن، بحسب ما ذكر موقع «ميدل إيست أي» البريطاني.

ونقل الموقع، عن مصدر مقرب من «هادي» قوله، إن المواجهة التي تمت في غرفة جانبية، وليس في الغرف المخصصة لاستقبال الزوار الرسميين، كانت غاضبة بين الطرفين، واستمرت 10 دقائق، وانتهت بتبادل الاتهامات بين الرجلين.

وبحسب المصدر فقد تحدث «بن زايد» في اللقاء بغضب مع «هادي»، مذكرا إياه بـ«تضحيات الإمارات في القتال لأجل تحرير اليمن»، فيما رد عليه «هادي» بالقول إن «الإمارات تتصرف كقوة احتلال في اليمن، بدلا من التصرف كقوة تحرير»، وهو الأمر الذي زاد من حدة الغضب لدى «بن زايد».

ودفعت الإمارات، منذ انطلاق عملية «عاصفة الحزم» قبل سنتين، ثمنا باهظا لتدخلها في اليمن حيث قتل 66 من جنودها هناك.

من جانبها، علقت «سارة ليا ويتسون» المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تغريدة لها على التقرير قائلة: «يبدو أن هادي يقاتل في حربين.. الحوثيين والإمارات».

يشار إلى أنه في 12 فبراير/ شباط الماضي، شهدت عدن، التي تتخذ منها الحكومة الشرعية «عاصمة مؤقتة»، قد شهدت توتراً أمنياً الأحد، بعد تصاعد الخلافات بين قوات الحماية الرئاسية الموالية لـ«هادي»، وأخرى تتولى حماية مطار عدن الدولي، وتدعمها الإمارات.

كما منعت طائرة الرئيس اليمني من الهبوط في مطار عدن، مما اضطرها للهبوط في جزيرة سقطرى.

ولاحتواء الأزمة، وجه الرئيس اليمني، قوات الحماية الرئاسية بالانسحاب من محيط المطار، وأرسل وفداً إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، يضم مدير مكتب الرئاسة «عبدالله العليمي»، وقائد قوات الحماية الرئاسية «ناصر عبدربه منصور هادي» (نجل الرئيس).

وكشفت مصادر قريبة من الحكومة عن اتصالات بين مسؤولي الرياض وأبوظبي والحكومة الشرعية في عدن، لاحتواء التصعيد، كان من نتائجها عودة «هادي» إلى السعودية.

على إثر ذلك، سافر «هادي»، إلى أبو ظبي، ولاقى استقبالا فاترا، حيث كان في استقباله بالمطار مدير المخابرات، بدلا من ولى العهد أو وزير الخارجية، والتقي بـ«بن زايد» ووقعت المشادة بين الطرفين.

وكانت الخلافات بين «هادي» والإماراتيين، قد ظهرت في أكثر من مناسبة العام الماضي، على هيئة تصريحات أو تسريبات باتهامات متبادلة، ومنها تصريح شهير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، في يونيو/حزيران 2016، قال فيه إن «محمد بن زايد آل نهيان الذي أدرك مبكراً أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق»، فيما قُرأ على أنهم تهجّم على قيادات في الشرعية، ومنها «هادي»، الذي كان حينذاك في العاصمة السعودية الرياض.

ونشبت الخلافات الحادة بين «هادي» وبين أبوظبي على خلفية الدور الذي تلعبه الأخيرة في اليمن والذي بات محط اتهام قطاعات واسعة من اليمنيين الذين يعتبرونه امتدادا للاحتلال الحوثي، على حد تعبيرهم، متوعدين بمقاومته كما قاموا التمرد الحوثي.

ووفق مصادر يمنية، فإن النزاع الذي تنجح فيه الأولى حتى الآن، يأتي بسبب تعيينات الحراك الجنوبي، وطبيعة التحالفات السياسية التي يعقدها «هادي»، حيث تعترض الإمارات أيضا على أي تعاون مع حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الإخوان المسلمون)، وهو حزب داعم للشرعية، إضافة لكونه من المكونات الرئيسية التي تقاتل على الأرض، وهناك أنباء أخرى عن محاولات مستمرة من أبو ظبي للسيطرة على المجالات الاقتصادية اليمنية.

والخميس الماضي، أصدر «هادي» قرارات جمهورية قضت بإقالة محافظ عدن (جنوب) اللواء «عيدروس الزبيدي»، وتعيين «عبدالعزيز المفلحي» خلفا له، كما أعفى وزير الدولة «هاني بن بريك» من مصبه، وأحاله للتحقيق، وعين 4 وزراء جدد في حكومة «أحمد بن دغر».

ويعتبر اللواء «الزبيدي» والوزير «بن بريك»، رجلي الإمارات في عدن، ويدينان بالولاء الكامل لها، وإقالتهما تسببت في غضب الإمارات المسيطرة على المدينة منذ تحريرها من ميليشيا «الحوثي» قبل نحو عامين.

وشهدت عدن، عقب تلك القرارات تحركات لمجموعات موالية للإمارات، حيث احتشد موالون لـ«الزبيدي» بجواره، وحاصروا مطار عدن.

كما ردت شخصيات إماراتية بارزة على قرارات الإقالة، بالإدانة، ووصل بهم إلى المطالبة بتغيير «هادي نفسه».

ووصف مراقبون القرارات التي اتخذها الرئيس اليمني بإطاحة عدد من القيادات المقربة من الإمارات لعدم تعاونهم معه وتكبرهم عليه بالضربة الساحقة لنفوذ أبوظبي في عدن خاصة واليمن عامة.

واعتبروا أن تلك الخطوة تدلل على الخلاف بين «هادي» وأبوظبي لم يعد قابل للإخفاء.

في صراع النفوذ، تفاصيل كبيرة لم يكشف عنها بعد، وربما تلقي الأيام المقبلة ما في جعبتها بهذا الخصوص، لا سيما مع سعي «هادي» لتوطيد أقدامه في عدن، وهو ما يواجه بضغوط المصالح الإماراتية هناك.

وكالات-