اقتصاد » صفقات

حصري: قطر تخصص 30 مليار دولار لدعم مشروع «ترامب» لتطوير البنية التحتية الأمريكية

في 2017/05/24

قالت مصادر قطرية مطلعة إن الدوحة تعتزم استثمار 30 مليار دولار في أحد المشاريع التي يرعاها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وهو تطوير البنية التحتية في الولايات المتحدة.

وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها كونها غير مخول لها التصريح لوسائل الإعلام، إن تلك الاستثمارات سيمولها «جهاز قطر للاستثمار »، وهو أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وأنه سيتم الإعلان عنها قريباً.

كان الجهاز أعلن، في فبراير/شباط 2015، أنه يعتزم استثمار 35 مليار دولار في مشروعات غير محددة في الولايات المتحدة خلال الفترة بين عامي 2016 و2021.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الـ30 ملياراً، التي تحدثت عنها المصادر، لـ«الخليج الجديد»، تشكل جزءا من ذلك المبلغ أم استثمارات جديدة.

وجاءت تلك الاستثمارات التي تم الإعلان عنها سابقاً السابقة بموجب مذكرة تفاهم جرى توقيعها بين غرفتي التجارة القطرية والأمريكية، عندما زار أمير قطر واشنطن في 23 فبراير/شباط 2015.

وفي ضوئها، أعلن «جهاز قطر للاستثمار»، في أغسطس/آب 2016، أنه تملك 19.4% من أسهم شركة «إمباير ستيت ريالتي» المالكة لبرج «إمباير ستيت» الشهير في مدينة نيويورك الأمريكية مقابل حوالي 622 مليون دولار.

ووفق ما نقلت صحيفة «الشرق» القطرية، في مارس/آذار الماضي، عن تقرير لمؤسسة «SWF Institute» المتخصصة في دراسة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية، حل «جهاز قطر للاستثمار» في المرتبة التاسعة على مستوى الصناديق السيادية في العالم بموجودات قيمتها 335 مليار دولار.

وبخلاف الاستثمارات الحكومية القطرية، يتوقع مراقبون أن يضخ مستثمرون قطريون وشركات قطرية استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي، يتوقع أن تتنوع بين قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار العقاري.

كانت شركة «ديار» العقارية القطرية افتتحت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، استثماراتها في الولايات المتحدة بمشروع «سيتي سنتر دي سي» بكلفة 1.5 مليار دولار في العاصمة الأمريكية واشنطن.

ومؤخراً، وعد «ترامب» بتخصيص تريليون دولار من الاستثمارات العامة والخاصة من أجل تطوير البنية التحتية في الولايات المتحدة.

وقال في خطاب أمام الكونغرس: «بهدف بدء إعادة إعمار البلاد،  سأطلب من الكونغرس الموافقة على التشريعات التي ستطلق استثمارات بقيمة تريليون دولار في البنية التحتية في الولايات المتحدة، سيتم تمويلها بفضل رؤوس أموال من القطاعين العام والخاص، وهو ما سيخلق ملايين الوظائف».

تراجع الاستثمارات في أوروبا

أيضاً، يرى هؤلاء المراقبون أن توجه الاستثمارات القطرية للولايات المتحدة، سيقابله تراجع الاستثمارات في دول أوروبية، لافتين إلى قلق متنام لدى «جهاز قطر للاستثمار» ومستثمرين قطرين من توسيع الاستثمارات في السوق الأوروبي خصوصا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأوضحوا أن القطريين متخوفون من ضبابية المستقبل الاقتصادي لأوروبا، وقلقون من أن يقود الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي إلى تفكك الاتحاد حال سارت دول أخرى على نفي خطى لندن.

وحسب تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» الأمريكية، في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن قطر التي تتركز استثمارتها الكبري في أوروبا في الوقت الراهن، تضع عينيها حالياً على السوق الأمريكي.

وفي هذا الصدد، لفتت الوكالة إلى أن «جهاز قطر للاستثمار» افتتح مكتباً له في نيويورك في عام 2015.

تحسين الروابط مع إدارة «ترامب»

المراقبون لا يستبعدون، كذلك، أن تساهم استثمارات قطر، التي توجد فيها أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، في تحسن الروابط مع إدارة «ترامب» في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الغموض، حيث تخشى دول عربية من استفادة غريمتها إيران من انحسار النفوذ الأمريكي.

إذ قد تكون استثمارات بهذا الحجم الضخم في السوق الأمريكية، محاولة لإعادة التوازن في العلاقات مع الحليف الأمريكي، بعد فتور غير معلن.

وتأتي النهج القطري، في هذا الصدد، على خطى دول أخرى خليجية أخرى تسعى إلى كسب رضا الحليف الأمريكي، عبر ضخ استثمارات ضخمة في الاقتصادي الأمريكي، وكان أخرها السعودية التي أعلنت رسميا خلال زيارة «ترامب» لها، يومي السبت والأحد، عن توقيع اتفاقيات بقيمة إجمالية بلغت 460 مليار دولار.

يشار إلى أن قطر لا تمتلك حصة كبيرة في سندات الخزانة الأمريكية؛ حيث بلغت حصتها بنهاية مارس/آذار الماضي 1.4 مليار دولار فقط .

وما تعلنه الخزانة الأمريكية في بياناتها الشهرية، هو الاستثمارات في أذون وسندات الخزانة الأمريكية فقط، ولا تشمل الاستثمارات الأخرى في الولايات المتحدة، سواء كانت حكومية أو خاصة.

وكالات-