خاص الموقع

بلادنا تضيق علينا

في 2017/06/20

فؤاد السحيباني- خاص راصد الخليج-

الطلقات المتجهة إلى صدور أخوتنا اليمنيين يرتد بارودها ودخانها إلى صدورنا ومدننا وبلداتنا، حتى باتت الأرض تضيق بما ترحب، بفعل صراع أدمى القلوب، ولا يرى خيره إلا غلام يقود آلة حرب جهنمية، وخدم أحبوا أن يسابقوه إلى الخراب طالما يضحك الأمير ويتلهى.

خسرت بلادنا، وخسرنا الكثير، أقبلنا على التدمير والترويع، وكسرنا محبة القلوب واحترامها، لنشتري ما نظنه الهيبة فأورثنا اليمنيون عار العجز وذلّ الهوان، لم نصل للهيبة وذبحنا في سبيلها مصادر قوتنا، وبدلًا من أن تكون المملكة جاذبة للعرب قاطبة صارت طاردة لأبنائها، إلا من كان منهم في ركاب الوريث المدمر.

يريد بن سلمان وحاشية السوء التمدد إقليميا، ولا يدري أي من مستشاري السوء أنه اتساع على حساب البيت ذاته، يودون لو ضموا الأرض كلها إلى حكمه، متغافلين عن الحقوق المشروعة للشعوب في المقاومة، والوعد الإلهي بالنصر، والوعيد بالانتقام من ظالمي أنفسهم وأخوتهم.

تنهمر القذائف الأمريكية الصنع على اليمن فترتج بيوتنا وتهتز قلوبنا حزنًا، بلا طائل سوى زعامة فارغة، يظن من إثمه أن أرض اليمن ستفتح ذراعيها للقادمين بعتادهم وسلاحهم، فتفتح اليمن قبورها، التي ما شبعت أبدًا من المعتدي على الجيرة والنسب.

الحرب التي ظنها جنرال الثلاثين نزهة طالت لعامين ونيف، طول بلا طائل، والبيت السعودي الذي من زجاج يتشظى كل يوم برصاصات صغيرة، تنطلق من أرض اليمن إلى الجنوب، وغدًا ستصل إلى الحد الذي يوجع ويؤلم.

بنى الأمير رهانه الأساسي على استراتيجيات النازي في الحرب العالمية الثانية، السرعة والسرعة ومزيد من السرعة، الجرأة والجرأة دائما ثم الجرأة، وهو ما ثبت خطأه قبل 7 عقود، حين أثبتت آلة الحلفاء الحربية وثورة الشعوب تحت الاحتلال أن للقوة حدودًا لا تتجاوزها.

في درس اليمن –المستمر- تصرفت العائلة ضد مصالح الأغلبية من شعبها، بددت عوائد النفط، وهو محدود الكمية والزمن، على مغامرات تورث القلوب نارًا لن تنطفئ، ورهنت العدوان في الحاضر على البناء للمستقبل، فكانت كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا.

يقدم الإعلام رؤية اقتصادية "2030"، وكأنها المنجية من سوء إدارة موارد المملكة، لكن يقدمها على من أحال حياة المواطن إلى سلسلة من المصاعب، حتى أنه جرى تقليد دول عربية في رفع أسعار النفط، الذي تمنحه أرضنا بلا مقابل، وكأننا نستورده كأشقائنا في مصر والأردن.

إلى جانب الثروات المهدورة في سباق تسلح مع أشباح الحوثي، تتراكم الأسلحة الصدئة في مخازننا، وكأن ما صدئ قبلها لم يفلح في إقناع جنرال الثلاثين بمصيبة من سبقوه، وكأن الهدف شراء رضا "ترامب" ولتذهب مئات المليارات هدايا مجانية للقوة العظمى.

في سباق الأمراء إلى اليمن خلطوا عامدين بين توسيع الرقعة الجغرافية ومدى القوة المعنوية للمملكة، كذلك خلطوا بين القوة المسلحة والهيبة الإقليمية، وفي الأولى لا تتناسب مساحة ألمانيا أو اليابان مع تأثيرهما الهائل في القرن الفائت والحالي، وفي الثانية فتايوان التي تعد جزءا من الصين ولا تقارن بها عسكريًا، حققت معادلة الهيبة أمام الصين.