ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

محلل بحريني: أي تصعيد عسكري ضد قطر عواقبه كارثية

في 2017/06/29

وكالات-

استبعد الدكتور «سعيد الشهابي»، المحلل السياسي البحريني، نشوب حرب جديدة في الخليج على خلفية الأزمة القطرية، مؤكداً أن الوضع في المنطقة معقد جداً، وأن أي قرار سعودي بالتصعيد العسكري ستكون عواقبه كارثية، نظراً لأن الرياض تحارب في اليمن منذ أكثر من عامين.

وقال «الشهابي» لوكالة سبوتنيك الروسية إن «الأزمة مرشحة للتصاعد واتخاذ القرار بالصدام العسكري سيكون أمر صعب جداً، لأن السعودية الآن في حرب مع اليمن، فهل تدخل في حربين متوازيتين؟ هذا أمر بالغ الصعوبة».

وأضاف «ولا أعتقد أن الأمريكيين سيكون لهم موقف واضح بهذا الشأن بعد تصريحات تيلرسون (وزير الخارجية الأمريكي)، ربما يكون هناك موقف واضح لدونالد ترامب، أما الخارجية فسيكون موقفها وسط، في ظل العلاقات العسكرية على الأرض بين قطر وتركيا، والرياض ستتريث كثيراً وسيكون لها حسابات قبل قرار مواجهة تركيا في قطر، لأنها ستخسر كثيراً، لأن تركيا عضو في حلف الناتو مع أمريكا، ومن المفترض أن تقف أمريكا مع تركيا إذا تعرضت لأي عمل عسكري وفقاً لقوانين الحلف، وهنا ستكون واشنطن في صراع جديد بين الحليفين التركي والسعودي».

وتابع «الشهابي»، حسابات الحرب في الخليج معقدة، وأعتقد أن الأمور ستتصعد إلى مستوى الحرب، والمرجح في تلك المرحلة هو أعمال عدائية من جانب السعودية بهدف تخريب الوضع الداخلي في قطر أكثر من حرب رسمية، وما يجعل الرياض تفكر كثيراً أنها لا تضمن تأييد باقي مجلس التعاون لها كما بالكويت وعُمان».

وعن تصريحات وزير خارجية البحرين حول اتهام الدوحة بالتصعيد والتلويح بالحرب، قال «الشهابي»، إن هذه التصريحات تخص الوزير وأنه غير معني بالموضوع من الأساس.

وأضاف، أن «المؤشرات المتداولة تشير إلى احتمالية الصدام العسكري، وأعتقد أن السعودية تدرك جيداً، أن التوازن العسكري والسياسي في المنطقة ليس في صالحها، ولا أتوقع حدوث الصدام العسكري خلال الأسابيع أو الشهرين المقبلين، إلا إذا حدثت متغيرات على الأرض مثل توقف الحرب في اليمن على سبيل المثال».

ولفت المحلل البحريني، إلى أن «أمريكا في أزمة وصراع داخلي بين الخارجية والبيت الأبيض، فترامب كما يراه الأمريكيون يحكي كما يريد ولا يراعي الأعراف وليس لديه دبلوماسية، ووزير الخارجية هو الأقوى وهو من يقوم بصياغة السياسة الخارجية الأمريكية، وأعتقد أن صفقة السلاح الأخيرة التي أبرمتها قطر مع واشنطن أحدثت نوع من التوازن في التصريحات الأمريكية».

و«الشواهد تقول أيضاً، أن هناك صراعاً أمريكيا بريطانياً على الخليج بعد أن اكتشفت أن أمريكا استحوذت على الأموال السعودية، في الوقت الذي تمثل الاستثمارات القطرية جزء لا يستهان به في خريطة الاستثمار البريطانية»، بحسب «الشهابي».

وقدمت كل من السعودية، والبحرين، والإمارات، ومصر، بواسطة دولة الكويت، قائمة تضم 13 مطلبًا إلى دولة قطر، من بينها إغلاق إغلاق شبكة «الجزيرة»، والمحطات التابعة لها، وهي القائمة التي وصفتها الدوحة بأنها «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».

وبدأت الأزمة في 5 يونيو/حزيران الجاري، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث دول الأولى عليها حصاراً برياً وجوياً، بزعم «دعمها الإرهاب»، وهو ما نفته الأخيرة، مشددة على أنها تواجه حملة «افتراءات»، و«أكاذيب» تهدف إلى فرض «الوصاية» على قرارها الوطني.