ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

قَبِل التنظيم الشروط أو رفض لا فرق: هذا هو الحل الجذري

في 2017/07/04

قينان الغامدي- الوطن السعودية-

اليوم الإثنين، تنتهي مهلة الأيام العشرة التي تم إعطاؤها لتنظيم الحمدين في قطر.

وحتى كتابة هذا المقال صباح أمس، ما زال التنظيم مُصِرّا على رفض المطالب والاستمرار

في دعم التنظيمات الإرهابية، بهدف التدخل وإسقاط الأنظمة ابتداء بالنظام السعودي!.

التنظيم القطري يعرف تماما السبب الرئيس للمقاطعة، وللشروط الـ13 التي قدمتها الدول الأربع «المملكة، مصر، الإمارات، البحرين»، لكنه ما زال يكابر وينكر، مؤملا أن يتمكّن من إقناع بعض دول العالم الكبرى لتتبنى كذبه ومراوغاته، وينسى أو يتناسى أن الدول الأربع التي قدمت شروطها لإنهاء المقاطعة لم تكن تجس نبضه، وإنما كانت واضحة وصريحة في شروطها ومُصِرة بقوة على قبولها وتنفيذها، أو فإن للدول الأربع وسائلها وأوراقها التي لم تكشفها للعالم حتى الآن!

الأدلة الموثقة التي أعلنتها أبو ظبي والمنامة -خلال الأسبوعين الماضيين- عن تآمر تنظيم الحمدين على الدولتين، ليس سوى رأس جبل الجليد من الحقائق والوثائق التي تملكها الدول الأربع، والتنظيم القطري يعرف ذلك تماما، فهو على بينة من كشف ألاعيبه وتآمره ودعمه تنظيمات الإسلام السياسي، وأهمها تنظيما الإخوان المسلمين، والسرورية، اللذان يستغلان الدين سُلما للصعود إلى السلطة، ولأن تجربة تنظيم الحمدين القطري نجحت في دفع الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر، فإن نشوة ذلك النجاح جعل التنظيم يتمادى في تخطيطه الخبيث ضد دول الجوار الخليجية، وأهمها المملكة!

التنظيم القطري الآن يسعى إلى صرف أنظار العالم عن كونه داعما للإرهاب وتنظيماته بهدف إسقاط الأنظمة، إلى ادعاء انتسابه إلى العالم الحر، وهو انتساب يمنعه من قبول شرط إغلاق قناة الجزيرة، ونجح جزئيا في جعل بعض الفعاليات وعناصر الإعلام في الغرب تُؤَمِّنُ على كلامه، وتعتبر هذا المطلب ضد قيم الحرية.

ومع أنني بصفة عامة ضد إغلاق أو إيقاف أي وسيلة إعلام -مهما كانت- إلا أنني أجد من المهم جدا كشف حقيقة هذه القناة، وتطرفها ودعمها التنظيمات الإرهابية، من خلال كونها أصبحت منبرا لرموز الإرهاب وزعاماته، إضافة إلى أكاذيبها المنتظمة، وافتعال الأحداث المسيئة إلى دول المنطقة، بحجة الحرية الإعلامية والرأي والرأي الآخر، بينما الكل يعرف أن تنظيم الحمدين اشترى القناة بمليارات الدولارات، وأنفق وما زال ينفق عليها مليارات الريالات سنويا، وذلك لتكون أداة التنظيم في مساندة خططه إعلاميا، ولتكون ذراع ابتزاز يمدها التنظيم لكل من يريد الإساءة إليه، والتجارب في هذا السبيل لا تُعدّ ولا تحصى، والبرامج والأخبار الموجهة لاستهداف دول بذاتها، ولأي متابع الآن أن يتساءل: ما علاقة مذيعي القناة التي تدّعي الحرية والاستقلال، بالأزمة الآن، وهم ليسوا قطريين؟، فلماذا انبروا ينبحون بأقبح الشتائم لدول المقاطعة؟ وكيف تحولت قناة «الحرية المدّعاة، والاستقلال المزيف» إلى بوق للتنظيم القطري بصورة لم يعرفها أو يسمع بها أحد من وسائل إعلام التنظيم الرسمية؟!

خداع ومراوغة التنظيم لن تتوقف ولن تنتهي، حتى لو قبل الشروط كلها، فهو على مدار 20 سنة، تعهد ووقّع ونكث، المرة تلو الأخرى، فما الضمان أن هذا التنظيم الخبيث لو قبل الشروط أن يفي بها ولا ينقضها بعد شهور أو حتى أسابيع، كعادته دائما؟!

إنني أعتقد أن قبول التنظيم الحمدي للشروط أو رفضها، يستويان، أمام تأصل الخبث والتآمر والحقد على كثير من أنظمة الحكم، وأولها النظام السعودي، ولذا، فإنني لست متفائلا أبدا بانتهاء القلق والإزعاج والخطر الذي يمثله وينفذه تنظيم الحمدين، سواء قبل الشروط أو رفضها حيث لا فرق!

ومع أن كل النداءات الدولية والتدخلات تدعو إلى الحل الدبلوماسي، إلا أنني أعتقد أن تلك الدول ليست على اطلاع كامل بما فعله التنظيم طوال العقدين الماضيين، والسبب تحفظ الدول الأربع حتى الآن على ما لديها من أدلة ووثائق دامغة، توضح حجم الإجرام الذي مارسه التنظيم والأهداف القميئة التي كان يسعى إلى تحقيقها، وأعتقد أنه حان الوقت للكشف عن كل تلك الأدلة الموثقة، وإطلاع العالم عليها، وحينها سيأتي الحل الجذري السريع من داخل الدوحة أو من خارجها، وبدعم ورضا دوليين، وإن غدا لناظره قريب!.