ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

طموحات العلاقات السعودية الإسرائيلية.. هل حان الوقت لتصبح علنية؟ (مترجم)

في 2017/07/05

كتب يوسي ميلمان، أحد أهم الصحفيين ومحللي الأمن القومي الإسرائيلي، مقالا في موقع “ميدل إيست آي”، متسائلا إلى متى ستظل العلاقات السعودية الإسرائيلية سرية؟، مشيرا إلى أن طموحات السكك الحديدية الإسرائيلية التي من المقرر أن تربط إسرائيل عبر الأردن بالمملكة العربية السعودية وباقي الدول الخليجية يمكن أن تكون نقطة البدء في تحويل مسار العلاقات إلى العلنية، لاسيما أن العلاقات التجارية بين الجانبين مزدهرة بالفعل حتى قبل أن يصبح ممر السكك الحديدية المأمول حقيقة.

وإليكم نص المقال:

هناك ممران أرضيان يشغلان عقول القادة الإسرائيليين وقادة الجيش. واحد هو مصدر قلق، والآخر هو مصدر أمل: كلاهما مرتبطان وينبعان من نفس الإستراتيجية.

الممر الأول، الذي يقلق إسرائيل، هو ما تسميه هلال النفوذ الإيراني.وحدثذلك من خلال الجهود الإيرانية في الحروب في سوريا والعراق. أقامت طهران روابط برية مباشرة من إيران عبر المناطق التي يسيطر عليها الشيعة في العراق، إلى سوريا ثم إلى حزب الله، حليفها في لبنان، مما يعطيها موطئ قدم في البحر الأبيض المتوسط.

وتعتبر إيران عدوا لكل من إسرائيل والسعودية. واستنادا إلى القول القديم بأن “عدو عدوي صديقي”، زاد كلا البلدين من مستويات اتصالاتهما ببعضهما البعض، على الرغم من أن معظمها سرا. ولكن هذه الاتصالات تكمن وراء تفعيل الممر الثاني.

محادثات سريةسعودية إسرائيلية:

رسميا، تعرف السعودية، وفقا للقانون الإسرائيلي، بأنها “دولة معادية”. ولكن على أرض الواقع منذ عام 1981، زاد ملوك المملكة وأولياء عهدها من مشاركتهم لقيادة جهود السلام العربية الإسرائيلية.

واعتمدت مبادرة السلام في الجامعة العربية، التي تعرف أيضا باسم “المبادرة السعودية”، في عام 2002 وأعيد تأكيدها في اجتماع قمة عربي آخر عقد في عام 2007.

وتدعو المبادرة إلى إقامة علاقات طبيعية بين العالم العربي وإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية. كما تقترح “تسوية عادلة” لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، استنادا إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي يرجع تاريخه إلى عام 1948.

ومنذ ذلك الحين – وبعيدا عن تنفيذ بنواد المبادرة –  تطورت العلاقات بين البلدين حول المصالح المشتركة، وخاصة خلال العقدين الماضيين. كلاهما يريد وقف طموحات طهران للهيمنة الإقليمية.

ونتيجة لهذه النظرة الإستراتيجية المشتركة، كانت هناك اجتماعات مشتركة بين المسؤولين الإسرائيليين وقادة الجيش والمخابرات أحيانا مع نظرائهم السعوديين.وهناك تقارير تفيد بأن رؤساء الموساد اجتمعوا مع رؤساء أجهزة المخابرات السعودية ورؤساء مجلس الأمن القومي.

وكان مائير داجان، عندما كان رئيسا للموساد في الفترة من 2002 حتى 2010، قد ناقش مع الرياض إمكانية أن تسمح السعودية للطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق مجالها الجوي إذا رغبت في مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.

كل هذه اللقاءات والاجتماعات سرية للغاية، حيث يعرف المسؤولون الإسرائيليون أن أي تأكيد سيكون محرجا للغاية لبيت آل سعود.

بدءا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أصغر مسؤول إسرائيلي، هناك حديث عام وغامض حول المصالح المشتركة المتنامية مع العالم العربي. لكن كل خبير ومراقب يعرف أن مثل هذه الكلمات هي إشارة مشفرة إلى السعودية والإمارات والبحرين وعمان وحتى قطر (التي هي حاليا في نزاع مع جيرانها الخليجيين.

طموحات السكك الحديدية الإسرائيلية:

هنا وصلنا إلى الممر البري الآخر: السكك الحديدية التي تربط إسرائيل، عبر الأردن، بالمملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة.

إسرائيل لديها خط سكك حديد بطول 60 كم من ميناء حيفا إلى بيت شان في وادي الأردن. وهي تريد تمديد الخط بطول 6 كيلومترات أخرى إلى معبر الحدود الإسرائيلي الأردني. وهذا من شأنه أن يسمح بنقل البضائع بالقطار وليس الشاحنات من وإلى الأردن.

والمرحلة التالية، وفقا للخطة الإسرائيلية، هي أن الأردن ستبني امتداد المسار الخاص بها إلى خط السكك الحديدية الإسرائيلي. ومن هناك، ستتوجه خطوط السكك الحديدية إلى السعودية والإمارات. وتحدث المسؤولون الإسرائيليون والأردنيون عن هذه الفكرة قبل ثلاث سنوات وجددوا مناقشاتهم مؤخرا.

وتصف وثيقة صادرة عن الحكومة الإسرائيلية تسمى “مسارات السلام الإقليمي” إسرائيل بأنها “جسر بري” والأردن كـ “محور”.

وتقول الوثيقة إن “تلك المبادرة ستساهم في الاقتصاد الإسرائيلي وتعزز الاقتصاد الأردني وستربط إسرائيل بالمنطقة وتدعم المعسكر العملي تجاه إيران ومحاور نفوذها”.

وأكدت الوثيقة أن الشراكة الإقليمية ضرورية لأن القتال في سوريا والعراق أدى إلى تدهور وعرقلة طرق النقل البري، كما سلطت الضوء على إمكانات إسرائيل باعتبارها “جسرا أرضيا” يتيح الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.

وهذا أمر ضروري خصوصا لأن سياسة طهران تشكل “تهديدا للطرق البحرية” في مضيق هرمز والبحر الأحمر وباب المندب، الذي يطمح مقاتلي حركة أنصار الله، حلفاء إيران في اليمن، إلى السيطرة عليه.

الكثير من الكلام:

ورغم ذلك فإن العلاقات التجارية بين الجانبين الخليجي والإسرائيلي تزدهر حتى قبل أن يصبح هذا الجسر الإسرائيلي السعودي حقيقة واقعة.

تبيع إسرائيل المنتجات الزراعية، فضلا عن تكنولوجيا المعلومات الإستخبارتية والأمن السيبراني إلى البحرين وعمان وقطر والسعودية والإمارات (أكبر سوق ومتلقي هو أبو ظبي).

معظم الصفقات تتم من خلال طرف ثالث مثل الأردن أو كردستان العراق أو قبرص ولكن بعضها يتم مباشرة.في بعض الأحيان يتم شحن المنتجات من صناعة البتروكيماويات السعودية، مثل المواد الخام، عبر الأردن إلى إسرائيل.

واقترح مؤخرا السماح لرحلات طيران شركة “إلعال”، وهي شركة الطيران الإسرائيلية، بعبور المجال الجوي السعودي في طريقها إلى الهند.

ولكن مثل هذه الفكرة سابقة لأوانها. فالمملكة السعودية، بصفتها حارسة أكثر المواقع الإسلامية المقدسة، ستواجه صعوبة في بيع هذه الفكرة للجمهور، خاصة أنها لم تحرز تقدما في القضية الفلسطينية.