ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

صحف ألمانية: غياب الملك «سلمان» عن «العشرين» إهانة لـ«ميركل»

في 2017/07/06

صحف ألمانية-

اعتبرت صحف ألمانية، أن عدم مشاركة العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز»، في قمة العشرين، يمثّل إهانة بالغة للمستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» راعية هذه القمة، واستخفافا بالقادة العالميين المشاركين فيها.

ورأت مجلة «فوكوس» أن إعلان غياب الملك السعودي، والمشاركة الضعيفة للمملكة في هذا المحفل العالمي، يمثل ازدراء سعوديا للقمة العالمية.

وتعقد قمة «مجموعة العشرين»، في مدينة هامبورغ الألمانية يومي الجمعة والسبت القادمين، وأعلن الملك «سلمان» تغيبه وولي عهد الأمير «محمد بن سلمان» عن الحضور.

اختار الملك السعودي إرسال وزير المالية السابق «محمد الجدعان» للقمة، وهو ما أشارت إليه الصحيفة، بأن تمثيل الرياض لنفسها بهذا المحفل الدولي الكبير بشخص ليس إلا موظفا لا علاقة له بصناعة القرار، يعد استخفافا بقادة العالم المشاركين في القمة.

وكان مصدر مطلع تحدث لـ«الخليج الجديد»، أرجع سبب غياب «سلمان» إلى أن «الموقف الأوروبي وخاصة الألماني من الأزمة الخليجية، ورفض إجراءات حصار قطر أغضبت السعودية، فضلا عن غضب المملكة المتصاعد من الدعم التركي لقطر».

المصدر قال أيضا إن «سلمان يخشى من التعرض لضغوط من المستشارة الألمانية، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين».

اضطرابات داخلية

ونقلت المجلة عن الخبير بشؤون الشرق الأوسط «عبد المطلب الحسيني»، قوله إن السبب الحقيقي لعدم مشاركة ملك السعودية في قمة العشرين «يعود إلى الاضطرابات الداخلية الموجودة ببلاده، بعد تعيين نجله محمد بن سلمان وليا جديدا للعهد».

ورأى الخبير السياسي أن عدم حضور الملك وولي عهده لهامبورغ، يظهر أن «الاضطرابات الداخلية السعودية هي السبب الرئيسي لهذا الغياب، ويعكس انشغال بن سلمان بتأمين وضعه».

وكان المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، كشف في وقت سابق بتغريدة له على «تويتر»، سبب غياب الملك «سلمان» وولي عهده «بن سلمان» عن قمة العشرين، وقال: «الملك لا يمكن أن يحضر وحده بسبب وضعه العقلي الفاضح، ومحمد لا يمكن يغادر خوفا من انقلاب داخل العائلة».

الأزمة الخليجية

من جانبها، ذكرت صحيفة «زود دويتشه تساياتونغ» أن الأزمة الخليجية ستكون موضوعا للبحث على قمة مجموعة العشرين، «حيث سيلعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دورا أشبه بالمفاوض عن قطر».

وقالت الصحيفة إن دوائر صنع القرار الغربية لا تتوقع تصاعد الأزمة الراهنة لمواجهة عسكرية، لكنها باتت تستعد لاستمرار هذه الأزمة بحالتها الراهنة عدة أشهر، وترى أن استمرار هذه الحالة ستكون له تداعيات سلبية على الأوضاع بكافة دول الخليج، وعلى العلاقات الاقتصادية لهذه الدول مع ألمانيا.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت «واس» تلقى الملك «سلمان»، اتصالا هاتفيا من «ميركل»، تناولا فيه تطورات الوضع في المنطقة والعالم.

ولم تكشف الوكالة المزيد من التفاصيل.

وتأتي المباحثات الهاتفية بالتزامن مع جولة خليجية يقوم بها وزير خارجية ألمانيا «زيغمار غابرييل» استهلها أمس الأول بزيارة السعودية، قبل أن يزور أمس الإمارات ثم قطر، في إطار جولة خليجية ضمن مساعي ألمانيا لحل الأزمة.

ومن المقرر أن يصل «غابرييل» الكويت في وقت لاحق اليوم.

وأمس أكد وزير الخارجية الألماني، أن الأزمة الخليجية القائمة لن تحل إلا عن طريق الحوار، مؤكدا أنه من خلال الرد القطري هناك احتمالات للتوصل إلى حل وتسوية المسائل المعقدة، وأن ما قامت به قطر يستحق ردا نزيها.

وبدأت الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصاراً برياً وجوياً، لاتهامها بـ«دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الأخيرة.

وفي 22 يونيو/حزيران الماضي، قدمت السعودية والإمارات والبحرين، عبر الكويت، إلى قطر قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات معها، بينها إغلاق قناة «الجزيرة»، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها، قبل أن تمد المهلة لمدة 48 ساعة أخرى.

وأعلنت دول الحصار مساء أمس، تسلمها الرد القطري من الكويت، والذي لم يكشف عن مضمونه بعد.

وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه «لا يوجد حل لأي أزمة إلا من خلال طاولة المفاوضات» عبر حوار يتم على أساس المساواة بين الدول وليس التهديد.

وحول فحوى رد قطر على مطالب دول المقاطعة الذي تم تسليمه للكويت، قال إن الرد جاء في إطار المحافظة على احترام سيادة الدول وفي إطار القانون الدولي.

وجدد وصفه لتلك المطالب بأنها «غير واقعية ولا يمكن تطبيقها»، معتبرًا أنها تتضمن «انتهاك سيادة بلد والتدخل في شؤونه الداخلية».