ملفات » إنقلاب بن سلمان على بن نايف

مصدر سعودي يكشف تفاصيل جديدة عن عزل «بن نايف»

في 2017/07/22

رويترز-

كشف مصدر مقرب من القيادة السعودية مزيدا من التفاصيل عن كيفية عزل ولي العهد السابق الأمير «محمد بن نايف» من منصبه الشهر الماضي.

وتأتي التفاصيل الجديدة في إطار تكرار التسريبات التي ظهرت مؤخرا بصورة غير مسبوقة عن حالة «بن نايف» مما يجعل الأمر مثير للريبة حيث يعتقد البعض أنها تسريبات متعمدة لتبرير عزله.

وقال المصدر لرويترز إن إعفاء الأمير «بن نايف» من ولاية العهد يصب في مصلحة الدولة العليا نظرا لما وصفه بوضعه الصحي الذي أثر على أدائه،حيث كان يغفو في بعض المناسبات الرسمية بعد أن أصبح وليا للعهد في 2015، نظرا لإدمانه المورفين، منذ تعرض لمحاولة اغتيال من تنظيم القاعدة 2009، حيث تركت المحاولة شظية في جسده.

وأضاف المصدر أن «بن نايف» كان يحظى باحترام كبير بيننا كولي عهد ووزير للداخلية، ولكن هناك مصالح أعلى للدولة أكثر أهمية من الوضع الاجتماعي أو الحالة الاجتماعية.

ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى بن نايف للتعليق. وقالت مصادر مقربة منه إنه لن يعلق، وقد ظل في قصره بمدينة جدة منذ عزله في يونيو/حزيران الماضي. 

واعترفت المصادر بإدمان «بن نايف» المورفين، لكنها قالت إن هذا الأمر استخدم كذريعة لتسريع تصعيد محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي ليتولى العرش في المستقبل.

كما لم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل من العقاقير التي يستخدمها بن نايف لعلاج مشاكله الصحية.

وأشار المصدر لرويترز إلى أن عزل «بن نايف» كان بقرار من الملك وهيئة البيعة، التي تضم 34 عضوًا من كبار الأمراء، والتي توافق على من هم في سلسلة الخلافة وتتابع أداءهم.

ونفى المصدر بشكل قاطع أن يكون الأمير «بن نايف» ضحية لانقلاب داخل القصر من تدبير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

التنازل عن العرش غير مطروح

كما نفى بعض التقارير التي أشارت إلى استعداد الملك للتنازل عن العرش لابنه قريبًا، وربما في سبتمبر/ أيلول المقبل، وقال هذا السيناريو غير مطروح ولم يناقش أو يقدم.

وأضاف أن الأمير «بن نايف» عانى من تعاطي مسكنات قوية لسنوات منذ عهد العاهل الراحل الملك عبد الله، مشيرا إلى أن الملكين عبد الله وسلمان نصحاه مرات عديدة بالعلاج.

وأكد المصدر تقرير رويترز، الذي ذكر أنه ذهب أكثر من مرة إلى سويسرا للعلاج لكن دون فائدة، إذ كان يعود للحالة السابقة بعد فترة.

وقال المصدر إن الملك سلمان أخبره بوضوح أنه إذا عاد للإدمان سيتم عزله، وشعر الملك أن الإبقاء على «بن نايف» في منصبه سيضر المملكة.

ونفى المصدر ما تحدثت به مصادر مقربة من «بن نايف» أنه تحت الإقامة الجبرية وتم تغيير حرسه الخاص بطقم جديد.

ونشرت رويترز في وقت سابق أن الملك سلمان طلب من «بن نايف» التنحى، لأنه لم يستمع للنصيحة بأن يتلقى العلاج من إدمانه الذي يؤثر بصورة خطيرة على قراراته.

لكن هذه الرواية نفاها مسؤول سعودي كبير، في بيان تلقته «رويترز»، قائلا إن «محمد بن نايف أُعفي من منصبه لاعتبارات المصلحة الوطنية ولم يتعرض لأي ضغط أو عدم احترام»، مضيفا أن أسباب الإعفاء «سرية».

لكن التفاصيل الجديدة التي نشرتها رويترز والتطابق مع الرواية التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، بشأن الاجتماع الاستثنائي بين الملك وولي عهده، تذهب إلى التأكيد على حدوث «انقلاب قصر»، أعاد تشكيل القيادة في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

ووصف مصدر مقرب من «بن نايف»، تلك اللحظات بـ«الصدمة»، قائلا: «كانت صدمة لمحمد بن نايف. كان انقلابا. لم يكن مستعدا».

ورفض مسؤولو القصر الرد على الأسئلة المفصلة بشأن مسألة إدمان «محمد بن نايف»، لكن مصادر مطلعة أفادت بأن الملك كان عازما على تصعيد ابنه لولاية العرش واستغل مشكلة «بن نايف» مع الإدمان للإطاحة به.

ووفق مصادر سعودية وعربية، منها مصادر مقربة من «بن نايف»، فإن الأخير كانت لديه مشكلات صحية زادت بعد محاولة مهاجم من «تنظيم القاعدة» تفجير نفسه أمامه في قصره عام 2009.

وتقول المصادر، إن «هناك شظية مستقرة في جسد محمد بن نايف لم يتسن إخراجها وإنه يعتمد على عقاقير مثل المورفين لتخفيف الألم».

وعولج «بن نايف» في مستشفيات في سويسرا ثلاث مرات في السنوات القليلة الماضية، لهذا الغرض، وفق رواية المصدر.

3 قصص

وظهرت ثلاث قصص في كبرى وسائل الإعلام الغربية هي نيويورك تايمز ورويترز وول ستريت جورنال في تتابع سريع خلال 24 ساعة ركزت جميعها على سياسات العائلة المالكة السعودية. 

ويعتمد كل تقرير على مصادر سعودية تحكي وقائع ما حدث في تلك الليلة الدرامية التي خلع فيها الملك «سلمان» ابن أخيه «بن نايف» من منصب ولي العهد ووضع ابنه «محمد بن سلمان» كوريث للعرش. 

وتشير أوجه التشابه الكثيرة بين التقارير الثلاثة أنها صحيحة في حين يشير توقيت نشرها إلى أن بعض أفراد الأسرة المالكة وقادة الحكومة في الرياض قرروا أن يتم نشر التقارير على نطاق واسع.

ويعد التعاقب السريع لهذه التقارير التفصيلية عن لعبة الإطاحة بولي العهد السابق هو رغبة في تأكيد لقوة ولي العهد الجديد.

ويتضح من التقارير أن «بن نايف» لم يكن يريد - ولا يتوقع - أن يتخلى عن منصبه.

وتمت هندسة مؤامرة الخلافة من قبل «بن سلمان» نفسه وربما كان يعمل عليها منذ فترة من الوقت.

لكن «بن نايف» لم يكن يتوقع أن تتغير قواعد الخلافة فجأة؛ كما أنه لم يتوقع أن يتم إزالته في مكانه بطريقة غير مشروعة.

وخلافا لذلك، تشير التقارير إلى الثقل الطاغي الذي يتمتع به «بن سلمان» وإصراره على الصعود إلى السلطة، وهي السمات التي ظهرت لشخصيته خلال العامين الماضيين كوزير للدفاع وولي لولي العهد ورئيس مجالس اقتصادية متعددة ذات نفوذ.

كما أن إزاحة «بن نايف» تشير إلى أن «بن سلمان» يمكن يحصل قريبا على موقع والده بمجرد أن تستقر الأمور في موقعه الجديد.

 وعلى الرغم من النفي السعودي، فمن المرجح أن «بن نايف» يخضع لرقابة مشددة وتحدد إقامته داخل القصور الملكية وهو ما أكدته التقارير الصادرة مؤخرا. 

ويشير هذا التحجيم لخطوات ولي العهد السابق إلى المخاوف من وقوع انقلاب مضاد على الرغم من أن هذا الاحتمال يبقى مستبعدا استنادا إلى كون الملك وولي العهد الجديد سوف يكونان متيقظين لرصد أي ملمح من ملامح المعارضة للتغييرات الجديدة.

ولكن وضع زعيم مؤثر مثل «بن نايف» تحت الإقامة الجبرية ينم عن مخاوف بشأن شعبيته الراسخة.

وتشير التقارير أيضا أن الولايات المتحدة أبلغت بالتغييرات قبل أسبوع من وقوعها عبر مبعوث ملكي غير معروف نسبيا اسمه «تركي الشيخ».

ونفي الديوان الملكي حدوث أي اتصال مع واشنطن. لكن التقارب بين ولي العهد الشاب والملك «سلمان» وإدارة الرئيس «دونالد ترامب»، وخاصة بين «بن سلمان» ومستشار ترامب وصهره «جاريد كوشنر»، يعطي مصداقية لإمكانية إبلاغ الولايات المتحدة قبل الموعد المحدد.