ملفات » مؤتمر الشيشان: من هم أهل السنة والجماعة؟

تلبية لمؤتمر الشيشان.. «التحالف» يصادر كتب «السلفية» و«الوهابية» باليمن

في 2017/07/25

وكالات-

أمر «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية في اليمن، بمصادرة كتب السلفية والوهابية، من المحافظات اليمينة، التزاما بقررات مؤتمر «أهل السنة والجماعة» الذي عقد بالشيشان، في أغسطس/آب الماضي، ولاقي جدلا واسعا.

وبحسب تعميم صادر للأئمة والخطباء، فإنه تقرر مصادرة الكتب والمنشورات والمطويات والأشرطة لـ«ابن تنمية» و«ابن القيم» و«محمد بن عبد الوهاب» وعلماء الوهابية في السعودية.

وبحسب نص التعميم، فإنه «لوحظ أن كل مكتبات المدينة (مديرية الشهر)، تحتوى على كتب وأشرطة ومنشورات وهابية لابن باز وبن العثمين وصالح الفوزان وبن جبرين واللحيدان وأحمد المعلم وعبد الله الأهدل وغيرهم ممن ينشرون الفكر الوهابي المتشدد».

ودعا التعميم إلى عدم المصادمة مع الأهالي المتعصبين للفكر الوهابي المتشدد، و«محاولة سحب الكتب بحجة تجديد واستبدال وتطوير المكتبات».

وأضاف التعميم: «يجب إخبار الأهالي أن هذا توجه النخبة الحضرمية والأشقاء في دولة الإمارات التي تشرف على شؤون حضرموت وأن معارضة هذه الخطوة قد تعرضهم للمحاسبة والاعتقال».

وتخوض الإمارات، معركة مفتوحة مع السلفيين في جنوب اليمن، بعدما شنت قواتها وحلفاؤها المحليون في مدينتي عدن والمكلا، حملة اعتقالات واسعة، طالت قيادات بارزة في التيار السلفي، بينها شخصيات دينية مؤثرة، بذريعة مكافحة «الإرهاب».

صدر التعميم عن «عبد الإله بن دهري» مشرف التوجيه الديني بقوات النخبة الحضرمية، التي تشكلت في اليمن تحت سلطة الإمارات، التي تشير التكهنات حول دعمها لمؤتمر الشيشان وذلك لعلاقة الأمير «محمد بن زايد»، ولي عهد أبوظبي، بالرئيس الشيشاني «رمضان قاديروف»، فضلا عن قائمة المشاركين العرب الذين تصدرهم شيوخ يلقون دعما واسعا من أبوظبي.

وكان المؤتمر الذي شارك فيه عدد من دعاة الصوفية، وعدد كبير من رجال الأزهر (تبرأ بعضهم منه لاحقا)، أثار غضبا إسلاميا وسعوديا واسعا؛ بعدما شهد هجوما واسعا على «الوهابية»، وربطها بالتنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة «الدولة الإسلامية».

وأوصى المؤتمر، الذي رعاه الرئيس الشيشاني «رمضان قاديروف»، بـ«حصر أهل السنة والجماعة» في الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية، وإخراج كل من خالفهم من دائرة السنة والجماعة.

وتلقى المؤتمر ردود فعل غاضبة خلال انعقاده، لكن البيان الختامي أشعل مواقع التواصل وزاد وتيرة الانتقاد، حيث أثار البيان الختامي للمؤتمر ردود فعل غاضبة من المغردين العرب بعد أن استبعد السلفية من وصف أهل السنة.

وربط المغردون نتائج المؤتمر بملفات سياسية، معتبرين أن مقررات البيان الختامي مسيسة من قبل روسيا التي استضافت المؤتمر، فيما أعلنت مؤسسة «طابة» الصوفية ومقرها أبوظبي، ومؤسسها رجل الدين اليمني «الحبيب علي الجفري»، أنها هي التي نظمت مؤتمر «من هم أهل السنة والجماعة» الذي لم يعتبر «السلفية» و«الوهابية» من أهل السنة والجماعة.

وعقب المؤتمر، زار الرئيس الشيشاني «رمضان قاديروف» المملكة، لتقديم اعتذار بشكل رسمي عن المؤتمر، كما صرح بأن المؤتمر لم يعقد للإساءة لأحد، وبأن الجميع يقدر السعودية.

ويسعى الإماراتيون إلى اختراق التيار السلفي في اليمن المعروف بولائه التاريخي للسعودية، عبر سياسة «الاحتواء والترهيب»، نظرا للحضور القوي الذي سجله التيار إلى جانب حزب «الإصلاح» والحراك الجنوبي في تشكيلات المقاومة لتمدد الحوثيين المسلح نحو محافظات الجنوب.

واستطاعت سلطات أبوظبي بناء تحالف مع فصيل سلفي قوي، يقوده «هاني بن بريك» الذي تم إقالته من الحكومة الشرعية بعد مشاركة في المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي لانفصال الجنوب اليمني.