سياسة وأمن » حروب

وثائق «تاتشر»: بريطانيا استغلت غزو الكويت لتصدير الأسلحة للخليج

في 2017/08/14

وكالات-

كشفت وثائق بريطانية سرية، أن المملكة المتحدة اعتبرت غزو الرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين» للكويت عام 1990 «فرصة لا تفوت» لبيع أسلحة إلى دول الخليج، على الرغم من موقفها المعارض علنا لهذا الغزو، وحثها ليلا نهارا لإنهائه بالقوة.

وكشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، الأحد، عن وثائق رفعت عنها السرية في المحفوظات الوطنية، أن وزارة الدفاع البريطانية اعتبرت هذا الغزو «فرصة فريدة لزيادة تصدير الأسلحة إلى بلدان الشرق الأوسط».

كما كشفت الوثائق، قيام وزير المشتريات الدفاعية آنذاك «ألان كلارك»، برحلة عاجلة إلى بلدان الخليج فورا بعد الغزو، وتقديمه تقريرا إلى رئيسة الوزراء «مارغريت تاتشر».

وكتبت «الغارديان» تقول، إن «الحكومة حاولت الحصول على فائدة من الحرب التي اعتبرتها حافزا لبيع الأسلحة لدول المنطقة، واستخدمتها لتعزيز صلاتها مع حكومات هذه الدول وربطها بها بعلاقات قوية لا تزال قائمة حتى يومنا هذا».

وفي رسالة وجهها الوزير «كلارك» إلى «تاتشر» في 9 أغسطس/آب 1990، مدموغة بخاتم «سري للغاية»، اعتبر هذا الوزير أن ردة فعل الولايات المتحدة وحلفائها على غزو العراق للكويت تشكل «فرصة غير مسبوقة لمكتب تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية في وزارة الدفاع الوطني».

وأضاف: «مهما كانت السياسة التي سوف نعتمدها، فإن هذا الحدث يشكل فرصة غير مسبوقة لمكتب المبيعات والتصدير».

صفقات سلاح

كما كتب «كلارك» في رسالة أخرى إلى «تاتشر»: «أنا قدمت لائحة الخطط الحالية لمبيعات الدفاع في بداية الأزمة، والآن يجب تعزيزها وزيادة حجمها».

ووفقا لصحيفة «الغارديان»، فإن الوثائق تظهر أيضا، أن «كلارك» استغل لقاءاته مع أمير قطر ووزير دفاع البحرين، لتعزيز صادرات الأسلحة.

وأكد في تقارير أخرى، أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن هم من المشترين المحتملين جدا للأسلحة البريطانية.

وجاء في الوثائق، أن من بين المبيعات الممكنة، صفقة لدولة الإمارات العربية المتحدة تتضمن بيعها 36 طائرة هليكوبتر من طراز «بلاك هوك» و«يستلاند» بقيمة إجمالية تبلغ 325 مليون جنيه إسترليني.

وكانت عمان مهتمة بشراء مركبات عسكرية للعمليات في الصحراء من طراز«واريور» بمبلغ 55 مليون جنيه إسترليني، وأيضا في الحصول على دبابات «تشالنجر2».

كما أعربت البحرين عن رغبتها في شراء مقاتلات «هوك».

أما المملكة العربية السعودية، كانت بحسب الوثائق من المهتمين في إتمام صفقة بلغت قيمتها 200 مليون جنيه إسترليني، لشراء سبع سفن محمولة على وسادات هوائية.

ويعتقد «كلارك» أيضا، أن نقل المخابرات البريطانية لدول الخليج معلومات عن هذا الغزو قبل حصوله في عام 1990 بوقت قصير، هو أداة مفيدة لتسويق منتجات الأسلحة والمعدات العسكرية.

وأضافت الصحيفة، أن الوزير دعم بقوة خطة يقوم بموجبها مسؤولون رفيعو المستوى من المخابرات البريطانية بزيارات أسبوعية إلى دول الخليج، لنقل تقارير «سرية للغاية» إليها.

وأعرب «كلارك» عن اعتقاده بأن مثل هذه الزيارات «ستجعل ممثلي مكتب تصدير الأسلحة، يستغلون فورا الفرص التي تسنح، عندما تحين اللحظة المناسبة لهم».

وقبل 27 عاما، اتهم الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين» الكويتيين بخفض أسعار النفط بإنتاج أكثر مما يعلنون عنه، وهو ما يضر بالاقتصاد العراقي المعتمد على النفط، ، وأمر جيشه بالتوجه للحدود يوم 2 أغسطس/آب.

واستغرق الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس/ آب 1990 يومين، وانتهى باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية، بعد معارك واشتباكات في جزيرة بوبيان التي بدأ الغزو بها، وجزيرة فيلكا، والعاصمة حيث أنزلت قوات جوية وبحرية عراقية.

وشكلت القوات العراقية آنذاك حكومة صورية برئاسة العقيد «علاء حسين» تحت اسم جمهورية الكويت، ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم 9 أغسطس/ آب ضم الكويت للعراق، وإلغاء جميع السفارات الدولية بها، إلى جانب إعلان الكويت المحافظة الـ199 للعراق، وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت، ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية.

في حين تشكلت الحكومة الكويتية في المنفى، وذلك في مدينة الطائف السعودية، حيث يمكث أمير الكويت «جابر الأحمد الصباح»، وولي العهد الشيخ «سعد العبدالله الصباح»، والعديد من الوزراء وأفراد القوات المسلحة الكويتية.

واستمر الاحتلال العراقي للكويت فترة 7 شهور، وانتهى بتحرير الكويت في 26 فبراير/ شباط 1991 بعد حرب الخليج الثانية، التي قادتها الولايات المتحدة وضمت ائتلافاً دولياً شمل العديد من الدول العربية والغربية.