خاص الموقع

هل تريدون للخليج "غرناطة" جديدة؟

في 2017/09/08

أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-

تبدو السياسة السعودية مرتبكة ومشتتة وكل ارتباك او تناقض يعكس العامل المولد له ويكاد يفصح عنه؟

ففي حين أبدت بعض التقارب لحلول سلمية في اليمن نراها صعدت ضد المدنيين بغارات تزج بها في مزيد من التورط، وفي حين أبدت بعض الانفتاح الاقليمي مع العراق وبدت بعض بشائر للحوار مع طهران وخطوات تخفف التوتر مع قطر، نراها تصعد في جبهات اخرى بالعراق ويصف وزير خارجيتها اي تقارب مع طهران بالامر المضحك ويقول ان بلاده مستعدة لاستمرار الازمة مع قطر لعامين اخرين!

وفي حين كانت تتعامل مع الحجاج بنوع من التعالي والانكار لاي قصور نراها نظمت موسما اقرب للنموذجي للحج.

ترى ما هو سر ما يبدو من تغيرات تارة وتناقضات اقرب للتخبط اخرى؟

يبدو ان السعودية في حالة اقرب للصدمة من انهيار هرم لاهدافها وسياساتها التي راهنت عليها وانفقت عليها الكثير من الاثمان المادية والمعنوية.

ولعل فشلها في سوريا وفي اليمن جعل بها حالة تنازع بين القبول بالهزيمة والخروج بأقل الخسائر وحالة اخرى من افساد فرحة الاخرين والايقاع بين معسكراتهم، اما مسألة الحج فهي دليل على الرهان عليه كمخرج كبير من ازمتها الاقتصادية ووضعه كأولوية متقدمة في مشروعات سياحية للبحث عن بدائل اقتصادية بعد تداعي الاعمدة الرئيسية لاقتصادها والقائم على النفط بعد التغيرات الاستراتيجية والجيوسياسية العالمية ولاسيما الاقليمية.

والسؤال هنا، هل الرهان على الوقيعة بين المعسكرات في العراق ولبنان وقطر واليمن اسهل ام السير في الخط العربي الاسلامي المستقيم بتسوية الخلافات وتهدئة المخاوف والبحث عن مظلة اقليمية متعاونة امنيا وعسكريا واقتصاديا؟

الاجابة تكون لدى التوجه ولدى ما يرسمه النظام لنفسه من عنوان وهوية وربما يكون لدى ما يتم فرضه عليه من الخارج ومقدار مقاومته او قدرته على رفضه ان حاول.

امريكا واسرائيل يريدون للسعودية دورا وظيفيا للحرب بالوكالة وتوظيف الوهابية لخدمتهم بخطاب مهادن للخارج ومكفر للداخل اي اسد على الشعوب والدول الاسلامية وفي حروب الاستعمار نعامة.

وربما بدأت السعودية تدرك خطورة هذا الدور على شرعيتها وعلى امنها واستقرارها ورصيدها لدى الشعوب وربما تريد التملص ولا تجد سبيلا، لكن ربما ايضا اخذتها العزة بالإثم ولا تريد التملص.

الا ان الظاهر ان هناك اجنحة تريد واجنحة لا تريد وهو ما يشكل صراعا تبدو له اصداء في ارتباك للسياسات والتصريحات.

الحل الآمن للسعودية وللأمة بالتأكيد هو انخراط السعودية في امتها لان ذلك يقلب الموازين الدولية والاقليمية، ولكن الظاهر حتى الان ان المغامرة هي هواية تصل لحد الادمان وان الامور بدأت تدخل في حالة المقامرة الغير محسوبة والمدفوعة بخسارات باهظة للمقامر تدفعه للمزيد من اللعب بغية تعويض ما خسره فلا يلبث ان يدخل في دوامة المزيد من الخسائر.

ما فات المقامر هو ان اوراق اللعب تغيرت بل وطاولة القمار نفسها لم تعد هي الطاولة التي اجاد اللعب عليها سابقا!

هل من عودة ام سيمضي الخليج الى نهايات مأساوية شبيهة بسقوط غرناطة؟