دول » الامارات

هل تجلب جلسات الأمم المتحدة أطراف أزمة الخليج لطاولة الحوار؟

في 2017/09/16

يوسف حسني - الخليج أونلاين-

يشهد الأسبوع المقبل تجمعاً هو الأول للزعماء الخليجيين منذ اندلاع الأزمة بينهم في يونيو الماضي، حيث سيشارك القادة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستنعقد في مدينة نيويورك الأمريكية في التاسع عشر من الشهر الجاري، الأمر الذي يطرح تساؤلاً بشأن احتمال حدوث انفراجة ولو بسيطة خلال هذا اللقاء.

وسيشارك زعماء الدول الأطراف في الأزمة في أعمال الدورة الثانية والسبعين التي ستعقد في الفترة من 19 إلى 25 سبتمبر الجاري، بمدينة نيويورك الأمريكية، وسط تراجع فرص حل الخلاف الذي دخل شهره الرابع بشكل مستمر.

وبدأت الأزمة عندما قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر في 5 يونيو 2017، وفرضت عليها حصاراً جوياً وبرياً، بحجة دعمها للإرهاب؛ وهو ما نفته الدوحة تماماً واعتبرته محاولة للسيطرة على قرارها السياسي.

وتقود الكويت وساطة لإنهاء الأزمة التي تكاد تعصف بوحدة مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن التصدع الكبير الذي أحدثته بين الأشقاء، غير أن الجهود المبذولة في هذا الصدد، على أهميتها، قد باءت بالفشل بسبب تعنّت دول الحصار أو تخبطها، وعدم معقولية مطالبها، برأي متابعين.

ومنذ اندلاع الأزمة لم يلتق أي من القادة المنخرطين فيها وجهاً لوجه، وهو الأمر الذي ربما يحدث خرقاً في جدار الخلاف. ورغم تراجع مؤشر التفاؤل بشأن إمكانية جلوس أطراف الأزمة على طاولة واحدة خلال الوقت الراهن، إلا أن ما حدث خلال الدورة السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة بين العاهل السعودي والرئيس المصري، يجعل الأمل في هذا قائماً وإن كان صعباً.

وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد التقى الرئيس المصري عبد الفتاح على هامش اجتماعات الدورة الماضية للجمعية العامة، وأنهيا معاً خلافاً كبيراً كان قائماً بين البلدين، لتعود العلاقات على نحو أفضل ممَّا كانت عليه قبل الخلاف. لكن حدوث أمر مماثل بين الأشقاء الخليجيين، وإن كان ليس مستحيلاً، فإنه سيكون صعباً جداً بالنظر إلى الخطوات غير المسبوقة التي اتخذت من بعض الأطراف، برأي محللين.

- خلاف متصاعد

المحلل السياسي نبيل البكيري يرى أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة، لن تكون المناسبة التي يكسر فيها الأشقاء الخليجيون خلافهم، خاصة أن الأمور قد وصلت إلى مرحلة اللاعودة عند البعض، كما يقول.

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يؤكد البكيري أن "الخلافات العربية عموماً، والخليجية خصوصاً، تنتقل من الطابع السياسي إلى الطابع القبلي وربما الشخصي، ومن ثم يتمسك كل طرف بمواقفه إلى أبعد حد ممكن".

ويضيف المحلل: "قطر قدمت خطوات كثيرة نحو الحل، لكن أطرافاً أخرى لم تتجاوب مع أحاديث الحوار؛ لأن الدوحة ما تزال متمسكة بعدم مناقشة أي من الأمور التي تمس سيادتها". والتلاسن الذي وقع بين وزراء دول الأزمة، خلال الاجتماع الأخير بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، يعكس، برأي البكيري، حجم الفجوة، ويؤكد أن الجلوس على طاولة الحوار "لن يكون في الوقت الراهن على الأقل".

وعن دور الدول الكبرى في تقريب وجهات النظر، يؤكد البكيري ما سبق أن قاله في تصريح سابق لـ"الخليج أونلاين"، من أن هذه الدول الكبرى لا تسعي لتضييق رقعة الخلاف الخليجي بقدر ما تسعى لتحقيق أكبر فائدة منه، ولا سيما الإدارة الأمريكية التي تتعامل مع الأمور من منظور رجال الأعمال.

ويعتقد المحلل السياسي أن التصعيد الإعلامي المتواصل، والحروب الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتصريحات الرسمية وشبه الرسمية التي لا تتوقف عن الهجوم، "تؤكد حقيقة أن الفرقاء الخليجيين لن يجلسوا ولن يفكروا في الجلوس، ولو في غرف مغلقة أو خلف الكواليس، خلال المستقبل المنظور".

وقبيل اجتماعات الدورة الثانية والسبعين، ومع تصاعد وتيرة الخلاف، بدأ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، (الخميس 14 سبتمبر 2017) جولة خارجية، هي الأولى منذ بدء الأزمة، وتشمل تركيا وألمانيا وفرنسا.

- قطر ترحب بالحوار

وبعد اجتماعه مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أكد أمير قطر (الجمعة 15 سبتمبر 2017) موقف بلاده الداعم للحوار والجلوس على الطاولة لحل الأزمة الخليجية، المستمرة منذ أكثر من 100 يوم.

وكان أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قد زار واشنطن الأسبوع الفائت وأكد خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه "تلقى موافقة قطرية على الجلوس للحوار ومناقشة مطالب دول الحصار، بما لا يمس سيادتها".

وعقب انتهاء مباحثاته مع أمير الكويت، أجرى ترامب اتصالاً هاتفياً مع أمير قطر، بحثا خلاله آخر تطورات الأزمة، وهو الاتصال الذي أعقبه مكالمة بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والذي قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، إنه جرى خلاله التوافق على تشكيل وفدين لبحث الخلاف، قبل أن تنفي وكالة الأنباء السعودية (واس) هذا الحديث.

- مخاوف

والخميس (14 سبتبمر 2017)، أعربت تركيا والكويت عن قلقهما إزاء استمرار الأزمة الخليجية. وقال البلدان، في بيان نشرته رئاسة الوزراء التركية، إن الجانبين أعربا عن قلقهما من استمرار الخلاف الخليجي، وإن تركيا أكدت دعمها الكامل لجهود أمير الكويت لحل هذه الأزمة.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قال الخميس، إن بلاده "ستبحث الأزمة الخليجية مع جميع الأطراف في نيويورك".