ملفات » نيوم السعودية

مشروع «نيوم» يتطلب التعاون بين السعودية و(إسرائيل)

في 2017/10/27

بلومبيرغ-

قالت صحيفة «بلومبيرغ» الأمريكية، إن مشروع «نيوم» السعودي، الذي يسعى إلى إنشاء مدينة ريادية غرب المملكة بتكلفة 500 مليار دولار، سيتطلب بالضرورة تعاوناً مع (إسرائيل).

ونقلت الصحيفة، عن رئيس مركز «حاييم هرتزوغ» لدراسات الشرق الأوسط والدراسات الدبلوماسية، «يورام ميتال»، قوله إن «هناك معطيات مختلفة تجعل مشاركة (إسرائيل) في المشروع أكيدة».

وتضمن اتفاقية السلام بين (إسرائيل) ومصر عام 1979، للأولى، الوصول إلى مضيق «تيران» في البحر الأحمر، الذي من المفترض أن الجسر سيعبر منه. 

وصار التخطيط للجسر الذي يبلغ طوله 10 كيلومترات ممكنا، بعد موافقة مصر، العام الماضي، على إقرار السيادة السعودية على جزيرتي «تيران وصنافير».

وأظهر الموقع الرسمي للمشروع، خارطة المنطقة التي سيتم عليها المشروع، والتي ضمت جزيرتي «تيران وصنافير».

ويجري المشروع على أراض من المملكة والأردن ومصر، بمساحة 26 ألفا و500 كيلو متر مربع.

وتشير تقارير متداولة إلى أن المشروع يضم الجزيرتين، الأمر الذي يبرر ضرورة التنسيق بين الرياض وتل أبيب.

ولم يردّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، على طلب التعليق على المشروع الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، الثلاثاء الماضي، في مؤتمر أعمال دولي في الرياض.

وكان وزير الخزانة الأمريكي، «ستيفن منوشين»، قد حضر مؤتمر الرياض، ومن المفترض أن يصل الخميس إلى تل أبيب، لإجراء عدة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين.

وقال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، «سيمون هندرسون»، إن الضمانة المصرية لمرور السفن الإسرائيلية طوال أربعة عقود، وبدون أي قيود، قد يضع تعقيدات أمام السعودية، حسب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، إذا لم توافق (إسرائيل) على بناء الجسر.

وأكد «سيمون»، أن هناك تشاورات مباشرة بين السعودية و(إسرائيل)، أو غير مباشرة، من خلال الولايات المتحدة.

ويقول رجال أعمال إسرائيليون إن العلاقات مع السعودية تتطور، خاصة فى مجالات الأمن الإلكتروني، والبنية التحتية والمياه.

وحسب موظفين ومحامين ومسؤولين حكوميين إسرائيليين، فإن كثيرا من الشركات، من بينها شركة «إلبيت سيستمز» (شركة إسرائيلية خاصة للمعدات الدفاعية والاستخبارية)، تتعامل مع السعودية من خلال الشركات الأمريكية والغربية، وفق الصحيفة.

وقي وقت سابق، صرح وزير الاتصالات في حكومة «نتنياهو»، «أيوب قرا»، مؤخرا، بأن «هناك عددا كبيرا من الدول العربية تربطها علاقات بـ(إسرائيل) بشكل أو بآخر، تبدأ من مصر والأردن (المرتبطتين بمعاهدتي سلام مع الدولة العبرية)، وتشمل السعودية ودول الخليج وشمال أفريقيا، وقسما من العراق (يقصد إقليم كردستان).. وتشترك هذه الدول مع (إسرائيل) في الخشية من إيران».

واعتبر «قرا» أن «أغلب دول الخليج مهيئة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة مع (إسرائيل)؛ لأنها تشعر أنها مهددة من إيران وليس من (إسرائيل)».

لكنه أوضح أن «العلاقات بين الائتلاف السعودي السني و(إسرائيل) تحت الرادار، وليست علنية؛ بسبب ثقافة شرق أوسطية حساسة في هذا الموضوع».

وكانت الشهور الأخيرة شهدت انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «المحرمات»، قبل وصول «بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.