علاقات » تركي

الرياض وأكراد سوريا.. تقارب ضد تركيا أم إعمار لخراب "داعش"؟

في 2017/10/28

DW- بالعربية- إسماعيل عزام-

بين موقف رافض بشكل قطعي لأيّ تقسيم للعراق، وزيارة مفاجئة لأحد وزرائها إلى الرقة بتنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية"، تتضمن علاقة السعودية بالأكراد الكثير من الالتباس.

بين رأي يرى أن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان للرقة السورية مجرّد تجسيدٍ لرغبة الرياض في محاولة إعمار الرقة، ورأي آخر يتحدث عن تلويح سعودي بورقة الأكراد ضد أنقرة، تنبثق الكثير من الأسئلة.

قبل أيام زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الرياض حيث التقى بالملك سلمان بن عبد العزيز، الذي شدّد على دعم بلاده لـ"وحدة العراق واستقراره"، في تأكيد لموقف سعودي سابق رفض تنظيم استفتاء إقليم كردستان وطالب رئيس الإقليم مسعود بارزاني بالتراجع عن الخطوة. بيدَ أن صُور ثامر السبهان، في الرقة السورية رفقة قياديين من "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكّل المقاتلون الأكراد عصبها، فتحت النقاش حول الدور المُحتمل للسعودية في سوريا.

 

 

حسب ما نشرته وسائل إعلام سعودية، فالسبهان الذي التقى كذلك بمسؤولين أمريكيين في الرقة، يبتغي من وراء الزيارة مناقشة ما يتعلّق بإعادة إعمار المدينة، لكن مبادرة من هذا الحجم التي أتت أيامًا قليلة بعد تحرير الرقة من "داعش"، تأتي على الأرجح في سياق خلاف بين الرياض وأنقرة، ظهر جليًا في الأزمة الخليجية وفي الرفض السعودي إقامة أيّ قاعدة عسكرية تركية في منطقة الخليج وضمنها بالخصوص قطر، ممّا جعل عدة وسائل إعلام تركية تُلّمح إلى أن الرياض قد ترغب بليّ ذراع أنقرة المتوّجسة بشدة من تعاظم قوة المقاتلين الأكراد في سوريا.

جريدة "القدس العربي"، كانت قد تحدثت في افتتاحيتها ليوم 19 أكتوبر/تشرين الأول، أن المقاربة السعودية في موضوع النزاع مع النظام السوري انتقلت من "وقف المساعدات عن المعارضة السورية، إلى التماثل مع الموقف الأمريكي الذي يعتبر واجهات حزب العمال الكردستاني أداته للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» وتثبيت مصالحه في سوريا"، وهو ما يكشف، وفق الصحيفة، "عداءً مبطنا لتركيا"، سواء من السعودية أو الولايات المتحدة، وبالتالي "تستبدل الرياض الصراع مع النظام السوري بالصراع مع أنقرة والدوحة".

غير أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، رفض هذا التفسير، وكتب على صفحته في تويتر: "زيارة السبهان للرقة تأتي في إطار شراكة السعودية في الحرب على داعش، وهي الشراكة التي يحاول البعض توظيفها للإساءة للعلاقات السعودية-التركية. لنوقف هذا التخندق".

 

 

حسب ما نشرته وسائل إعلام سعودية، فالسبهان الذي التقى كذلك بمسؤولين أمريكيين في الرقة، يبتغي من وراء الزيارة مناقشة ما يتعلّق بإعادة إعمار المدينة، لكن مبادرة من هذا الحجم التي أتت أيامًا قليلة بعد تحرير الرقة من "داعش"، تأتي على الأرجح في سياق خلاف بين الرياض وأنقرة، ظهر جليًا في الأزمة الخليجية وفي الرفض السعودي إقامة أيّ قاعدة عسكرية تركية في منطقة الخليج وضمنها بالخصوص قطر، ممّا جعل عدة وسائل إعلام تركية تُلّمح إلى أن الرياض قد ترغب بليّ ذراع أنقرة المتوّجسة بشدة من تعاظم قوة المقاتلين الأكراد في سوريا.

جريدة "القدس العربي"، كانت قد تحدثت في افتتاحيتها ليوم 19 أكتوبر/تشرين الأول، أن المقاربة السعودية في موضوع النزاع مع النظام السوري انتقلت من "وقف المساعدات عن المعارضة السورية، إلى التماثل مع الموقف الأمريكي الذي يعتبر واجهات حزب العمال الكردستاني أداته للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» وتثبيت مصالحه في سوريا"، وهو ما يكشف، وفق الصحيفة، "عداءً مبطنا لتركيا"، سواء من السعودية أو الولايات المتحدة، وبالتالي "تستبدل الرياض الصراع مع النظام السوري بالصراع مع أنقرة والدوحة".

غير أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، رفض هذا التفسير، وكتب على صفحته في تويتر: "زيارة السبهان للرقة تأتي في إطار شراكة السعودية في الحرب على داعش، وهي الشراكة التي يحاول البعض توظيفها للإساءة للعلاقات السعودية-التركية. لنوقف هذا التخندق".

يرى هوشنك أوسي، الكاتب الكردي السوري، أن الخلاف السعودي-التركي موجود منذ سقوط الإخوان في مصر، وما لحق ذلك من "انقلاب السيسي وإيواء أنقرة لقيادات الإخوان"، فهذا الخلاف، وفق أوسي، يظهر أحيانا ويتوارى أحيانا أخرى رغم كمّ الزيارات بين الطرفين. ويضيف أوسي في تصريحات لـDW عربية، أن "تحجّج" السعودية بإعادة إعمار الرقة وبعدها مناطق أخرى في سوريا لا يخفي وجود حربٍ باردة بينها وبين تركيا، فأيّ تقارب سعودي مع المقاتلين الأكراد ستفهمه أنقرة على أنه "فعل عدواني ويهدّد أمنها".

بيد أن أوسي، لا يتوقع نجاح الخطوة السعودية في دفع تركيا للتراجع عن موقفها الداعم للإخوان ولقطر، فـ"النظام التركي ينتمي إلى الإخوان ولن يتخلّى عنهم"، وفي هذه الحالة، فأقلّ ما ستكسبه السعودية من إعمار سوريا هو تدفق استثماراتها وأموالها، بالإضافة إلى فتح باب جديد لإعادة ترتيب علاقاتها مع النظام السوري إن بقي ولم تتغير الرؤية الأمريكية الحالية.

لكن هل تحقق زيارة السبهان تقاربا كرديًا-سعوديًا حقيقيًا؟ يستبعد أوسي ذلك، فـ"الأكراد لمسوا خذلانا من الرياض" في مواجهة الدور الإيراني في كركوك ويذهب إلى حد وصفه بـ"الإحتلال"، ويضيف موضحا أن"السعودية رحبت بحكومة البغدادي ولم تتخذ أيّ موقف لصالح القضية الكردية، ممّا خلق خيبة أمل لدى الاكراد"، مشيرًا إلى أن الموقف السعودي في القضية، شبيه بالموقف الأمريكي، فكلاهما "تكتيكيان وليسا استراتيجيان"، إذ غضت واشنطن الطرف عمّا وقع في كركوك رغم دعمها المقاتلين الأكراد في سوريا.

غير أن السعودي، سلمان الأنصاري، رئيس منظمة سابراك الأمريكية، يرى أن تحرّك السعودية في سوريا جاء مع حليفتها الولايات المتحدة في إطار "وجود حلول واقعية للأزمة التي طالت وتضرر بسببها الملايين من الأشقاء في سوريا"، وكانت نتيجة هذا التحرك هي "دحر داعش وحماية وتأمين المناطق المحرّرة، وعدم اعطاء الفرصة لدخول أو تمدد النفوذ الايراني في هذه المناطق"، وفق قوله، لافتا أن هناك ترتيبا  لزيادة عدد المناطق الآمنه في سوريا بالتنسيق بين واشنطن وموسكو والرياض. وأطراف أخرى.

ويتابع الأنصاري لـDWعربية، أن زيارة السبهان للرقة تعكس "مدى الإصرار والحرص السعودي على قيادة عملية سلمية في سوريا تقود نحو تشكيل جديد للأزمة تضع نصب عينها مصلحة الشعب السوري أولاً وأخيراً دون الخضوع لأيّ تجاذبات إقليمية أو دولية في سوريا"، في وقت "تعاني فيه أنقرة حالة تذبذب لا يمكن بناء مواقف تجاهها، ممّا يحتم عليها مراجعة هذا الأمر"، خاصة وأنها تعلم أن "دعم جماعات متطرفة بسوريا لتحقيق مكاسب سريعة سيجعل تركيا المتضرر الرئيسي منه".

ويضيف الأنصاري أن الدور السعودي في سوريا بدا "واضحا" في محادثات الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي "أكدت على ضرورة العمل من أجل إنهاء الأزمة السورية، ووقف تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة"، متحدثا عن أن الرياض حريصة على "حماية السيادة السورية".