ملفات » الطريف إلى العرش

الصحف الألمانية تهاجم السعودية وتصف «بن سلمان» بـ«الصقر غير الصبور»

في 2017/11/18

وكالات-

هاجمت الصحف الألمانية، الصادرة السبت، السعودية، معتبرة أن «حزب الله» يملك أسلحة ولا يمكن التغلب عليه عمليا في لبنان، واصفة ولي العهد «محمد بن سلمان» بأنه «صقر غير صبور» يسعى إلى تصعيد الخلاف داخل لبنان عبر استدعاء «خادم» المملكة «سعد الحريري».

وقالت صحيفة «تاغس تسايتونغ»، الصادرة في برلين، إن ولي العهد السعودي بسياسته الخارجية يفجر «الخطر» في المنطقة.

وأوضحت أن «محمد بن سلمان» يتواجد في وضع مريح ما يشكل فرصة للأحداث أن تتحسن في السعودية بدء من الاقتصاد وحتى التعليم، فهو يملك الفرصة، كما يبدو وأيضا السلطة للتأثير على بلده كما فعل قبلها مؤسس الدولة الملك «عبدالعزيز بن سعود».

وأضافت «هذا يعني أنه في حال لم تتفجر الأوضاع في المنطقة، فإن محمد بن سلمان يتطلع ليكون بطلا حربيا كبيرا ويميل في ذلك إلى الإفراط غير المتناهي في تقييم الذات والاعتداد بنفسه، فهو الذي فجر كوزير دفاع شاب الحرب في اليمن، وهذا التحرك المسلح ما زال مستمرا منذ أكثر من سنتين، وتسبب في أزمة إنسانية ولم يصب هدفه».

وتابعت «الواقع يبين أن الحوثين المتحالفين مع إيران ما يزالون في السلطة في صنعاء المجاورة وأطلقوا حديثا بشكل استفزازي صاروخا باتجاه السعوديين، وهذا محرج لمحمد بن سلمان ولم يكن الوضع أفضل في عزلة البلد الخليجي الصغير قطر التي يتهمها بن سلمان بربط علاقة ودية مع طهران، وفجأة تم قطع العلاقات وإغلاق الحدود، وحتى الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي كانت مجبرة على فعل الشيء نفسه، وماذا كانت النتيجة؟ لا شيء، قطر لم ترضخ، ونفس التفكير ينطبق أيضا على التدخل الأخير في لبنان المضطرب».

واعتبرت أن «الرياض استدعت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لإجباره على الاستقالة وإطلاق اتهامات قوية في اتجاه حزب الله الموالي لإيران، والآن ما الذي سيحصل؟ حزب الله يملك أسلحة ولا يمكن التغلب عليه عمليا في لبنان».

أما صحيفة، «فرانكفورتر ألغماينه» فقد قامت بتحليل خلفيات الأزمة، قائلة «يدور الأمر في الصميم حول الصراع على السلطة بين السعودية وعدوها اللدود إيران الذي يظهر أيضا في لبنان، وعلى هذا النحو استدعت المملكة خادمها الحريري بهدف لجم حزب الله الشيعي الذي تحركه الجمهورية الإسلامية، لكن سعد الحريري لم يحرز سوى نجاحا ضعيفا، بالنهاية تم تفسير ذلك بأنه استقال بملئ إرادته أو أنه كان يتطلع لفترة إقامة طويلة في العربية السعودية».

وأشارت الصحيفة إلى أن «محمد بن سلمان» المعروف «كصقر غير صبور» يسعى إلى تصعيد الخلاف داخل لبنان، كما يردد بالإجماع دبلوماسيون غربيون، واللبنانيون يخشون أن بلدهم الذي كان طويلا فقط طاولة القمار للصراعات على السلطة في المنطقة أن يتحول مجددا إلى أرض معركة.

وأضافت «الحريري ينفي أن تكون فترة إقامته في السعودية ليست عن طيب خاطر، ولم يتمكن من إلغاء هذا الشك أثناء ظهوره العلني».

وأعلنت السعودية، استدعاء سفيرها في ألمانيا للتشاور، بالإضافة إلى تسليم سفير ألمانيا لدى المملكة، مذكرة احتجاج على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الألماني «سيغمار غابرييل» خلال لقائه نظيره اللبناني، التي وصفها مصدر في وزارة الخارجية السعودية بـ«المشينة وغير المبررة».

وكان «غابرييل»، انتقد بشدة التصرفات السعودية مع «الحريري»، ووصفها بأنها «ليست معتادة».

وقال خلال لقائه، مع نظيره اللبناني «جبران باسيل» في برلين، في إشارة إلى القيادة السعودية «إن هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا بأن روح المغامرة التي تتسع هناك (بالمملكة) منذ عدة أشهر، لن تكون مقبولة ولن نسكت عنها».

وردا على هذه التصريحات، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، عدم صحة تلك التصريحات، قائلا إن «تلك التصريحات تثير استغراب واستهجان السعودية»، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس».

وأضاف: «تعتبر المملكة أن مثل هذه التصريحات العشوائية المبنية على معلومات مغلوطة لا تدعم الاستقرار في المنطقة، وأنها لا تمثل موقف الحكومة الألمانية الصديقة، التي تعدها حكومة المملكة شريكاً موثوقاً في الحرب على الإرهاب والتطرف، وفي السعي لتأمين الأمن والاستقرار في المنطقة».

ومنذ إعلان استقالته المفاجئة من الرياض، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، طُرحت أسئلة كثيرة حول حرية «الحريري» في الحركة وما إذا كان قد أجبر على الاستقالة من قبل السلطات السعودية من عدمه.

وقال الرئيس اللبناني «ميشال عون»، الخميس، في تغريدة على «تويتر»: «أنتظر عودة الرئيس الحريري من باريس لنقرر الخطوة التالية بموضوع الحكومة».

وتحولت المطالب بعودة «الحريري» إلى بيروت لتقديم استقالته، من مطلب لبناني، إلى رغبة دولية، وسبق أن حذر وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، من استخدام لبنان كساحة لصراعات بالوكالة.