ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

بعد غضب شعبي.. شركة سعودية تلغي تعاقدا مع باحث يدعو للتطبيع

في 2017/11/27

الخليج الجديد-

ألغت شركة «لومار» السعودية، المتخصصة في صاعة الملابس، تعاقدها مع باحث سعودي سيدعو للتطبيع مع (إسرائيل)، إثر غضب شعبي من إعلان الشركة عن اختياره «سفيرا للسلام».

وكانت حالة من الغضب، انتابت ناشطين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إثر إعلانها التعاقد مع الباحث في الحضارات العربية القديمة «لؤي شريف»، الذي سبق له إظهاره التأييد والترويج للسياحة السعودية في (إسرائيل)، والتي دعا لها كتّاب ومشاهير سعوديون.

وتحت وسمي «مقاطعة لومار» و«لؤي الشريف»، شن مغردون هجوما على الشركة السعودية، داعين إلى مقاطعتها، ومعتبرين ظهور «الشريف» وهو يرتدي ملابس الشركة، تطبيعا مع (إسرائيل).

 

 

وسبق أن تعاقدت شركة «لومار» السعودية، مع «الشريف» ليكون سفيراً لها، وظهر وهو يلبس ثوباً مكتوباً عليه بحروف، اختلف النشطاء عن كونها «عبرية» أم «سيرانية».

إلا أن الهجوم، دفعها لإلغاء التعاقد مع «الشريف»، وإلغاء الحفل الذي كان مقررا فيه إطلاق التشكيلة الجديدة للشركة، بحضور «الشريف».

وشدت الشركة السعودية، على أن اللغة التي تم استخدامها هي اللغة السيرانية، وليست العبرية، لافتة أن هذه الحروف أحد العناصر الإبداعية للمجموعة الجديدة.

 

 

و«لومار»، شركة سعودية تهتم بتصنيع الزي السعودي بطريقة إبداعية ترضي مختلف الأذواق ورغباتهم.

وتقدم منتجاتها بمبادئ وقيم، أساسها الدين والعرف والثقافة، بحسب ما أوضحته على «تويتر».

وكان «الشريف»، قد شارك في الترويج للسياحة إلى (إسرائيل)، وسط حالة من الغضب والجدل والدهشة تصدرت «تويتر»، بعد دعوات صادرة من قِبل صحفيين وإعلاميين من السعودية للسياحة في (تل أبيب)، سبقها اتهام للفلسطينيين بالتخلي عن القدس والقضية الفلسطينية.

وقال «الشريف» على حسابه بـ«تويتر»، مؤيداً السفر للسياحة في (إسرائيل): «سأسافر أسبوعياً من جدة إلى أورشاليم، مدينة نبي الله الملك داود عليه السلام ملك (إسرائيل)، ثم أذهب لأريحا التي فتحها يوشع وهزم الجبّارين، ثم إلى شكيم (التي سماها الرومان نابلس)، حيث قابل يعقوب راحيل وتزوجا وأنجبا يوسف وبنيامين، ثم لبيت لحم مسقط رأس المسيح»، ما أثار غضب متابعيه.

وبعد قرار إلغاء التعاقد معه، عاد «الشريف»، ليستعين بأدعية وأحاديث نبوية، واصفا ما حصل له بأن «أمر المؤمن كله خير».

وتواصل السعودية من خلال تحركات واتصالات ولقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، تهيئة الشارع السعودي لتقبل التوجه الجديد نحو التطبيع.

وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع «إسرائيل»، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنا كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول الأمير «محمد بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

وشهدت الفترة الأخيرة، تقاربا اقتصاديا غير رسمي بين الرياض وتل أبيب؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون «إسرائيل»، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.

وفي ذات السياق، يتحدث محللون ومسؤولون إسرائيليون عن تنسيق وتقدم في العلاقات بين دول عربية و(إسرائيل)، ويتوقعون أن يظهر بعضها، لا سيما مع السعودية، بشكل مضطرد إلى العلن، على قاعدة أن ما يجمع الطرفين هو العداء المشترك لإيران.

ومؤخرا، توقع المحلل الاقتصادي السعودي «حمزة السالم» أن تصبح (إسرائيل) الوجهة السياحية الأولى للسعوديين، حال أقيمت علاقة رسمية بين الحكومتين.

وقال في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «(إسرائيل) من أجمل بلاد الله خلقة وتطورا، وجمعت بين روح جمال الشرق والغرب والحضارات القديمة والحديثة»، مضيفا: «ومتى تسالمنا مع (إسرائيل)، انحرقت ورقة اللعب بها، فالحكومة لن تقبل بالتحريض عليها».

وكانت وكالات أنباء ووسائل إعلام ذكرت أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» قد زار (إسرائيل) سرا في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو خبر سارعت وزارة الخارجية السعودية إلى نفيه.