سياسة وأمن » حروب

الإمارات تدير عدن اليمنية كـ"محمية"

في 2017/11/29

ميدل إيست إي- ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين-

سلط موقع "ميدل إيست إي" البريطاني الضوء على مدينة عدن اليمنية الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي، مؤكدة أن الإمارات، التي تشارك التحالف العربي في الحرب الجارية هناك، تدير المدينة كـ"محمية".

جولة في المدينة اليمنية الثانية لا تدع مجالاً للشك بأن الإمارات تسيطر عليها، من خلال الملصقات واللافتات وصور هي لقادة أبوظبي وأعلامها، في حين تختفي صور الزعماء اليمنيين وحتى العلم اليمني من شوارع المدينة.

معظم قوات الأمن التي تسيطر على عدن هي إما قوات إماراتية أو تابعة لها، بحسب الموقع البريطاني، فالإمارات تسيطر على ميناء عدن والمطار ومعظم نقاط التفتيش العسكرية إن لم يكن كلها، كما تتولى مهمة تشكيل قيادة القوات العسكرية المعروفة باسم "حزام الأمن"، في حين يتولى الهلال الأحمر الإماراتي مهمة إعادة تأهيل المؤسسات العامة بالمدينة.

كما أقامت الإمارات نظاماً للسجون مع ادعاءات بأن بعض تلك السجون يضم معتقلين تعسفياً تم اعتقالهم لإسكات أي صوت معارض لأبوظبي.

لا تأثير واضحاً للرئيس هادي في عدن، كما يقول الموقع البريطاني، فعلى الرغم من أن الإمارات تدعم السلطة الشرعية فإنها فعلياً "تقوم بتهميشه".

يقول عقيل اليافعي، قائد ميداني بقوة الحزام الأمني، إن الإمارات واليمنيين الجنوبيين لديهم العديد من الأهداف المشتركة والاحترام المتبادل؛ "معظم القوى الأمنية والعسكرية في الجنوب اليمني تعمل تحت قيادة الإمارات العربية المتحدة، وتعتبر نفسها قوة إماراتية مقاتلة، عندما غزا الحوثيون عدن قاموا بنهب الأسلحة من المعسكرات، ولكن بعد تحريرها قامت الإمارات بإعادة بناء تلك المعسكرات وقدمت لنا الأسلحة والمركبات العسكرية".

قوة الحزام الأمني التي تديرها الإمارات أغلقت كل مقار حزب الإصلاح اليمني (إسلامي داعم للحكومة الشرعية) في عدن، كما اعتقلت تلك القوة العديد من أعضاء الحزب، حيث اعتقل في الشهر الماضي فقط 11 من قادة الإصلاح، بينهم وكيل وزارة الدفاع محمد عبد الملك، كما اقتُحم اثنان من مكاتب الحزب وأُحرقا.

يقول اليافعي لـ"ميدل إيست إي" إن الإمارات أنشأت معسكرات تدريب عسكرية وسجوناً حول عدن، "الإمارات تشرف وتساعد على إنقاذ عدن وباقي المحافظات الجنوبية الأخرى".

عضو في حزب الإصلاح اليمني تحدث للموقع البريطاني، شريطة عدم الكشف عن اسمه، عن اعتقاده بأن الإمارات "تتصرف ضد مصالح اليمن في عدن، وتسعى إلى تقويض حكومة هادي لتحقيق أهداف سياستها الخارجية. الإمارات تدعم المليشيات ضد الحكومة والرئيس وهذا يكفي لخلق الفوضى في اليمن، اليوم هي الأقوى في عدن، ولا أحد يستطيع معارضتها".

وأضاف: "في العام 2015 رحب حزب الإصلاح بالإمارات العربية المتحدة في إطار التحالف الذي تقوده السعودية، ولكن الواضح الآن أن دولة الإمارات وجدت لها حلفاء جدداً، فهي تشرف اليوم على معسكرات وسجون عسكرية، وهذا واجب الحكومة اليمنية لا الإمارات".

ويؤكد القيادي في حزب الإصلاح أن الحوثيين لم يعد لهم وجود في عدن، ومن ثم فإن على الإمارات إما أن تحاربهم في تعز أو في الشمال أو ترحل، "ولكن لا أحد ينتقد الإمارات في عدن خشية من الانتقام، لقد انتشرت قوات الحزام الأمني في كل مكان، ويمكنهم اعتقال وسجن أي شخص".

الإمارات، بحسب القيادي الإصلاحي، قوضت حتى المقاومة الشعبية التي كانت تتألف من السلفيين والذين كانوا يقاتلون المليشيات الحوثية، "على الإمارات أن تركز على الجماعات المسلحة، فبينما القاعدة وتنظيم الدولة ما زالوا يستهدفون عدن، تنشغل الإمارات وقواتها باعتقال قادة الإصلاح واقتحام مقاره".

عمر، البالغ من العمر 37 عاماً، انتقل من تعز إلى عدن، وهناك ألقي القبض عليه مع اثنين من أصدقائه، وتحديداً في أبريل الماضي، على أيدي قوات حزام الأمن، ونقلوا إلى سجن بئر أحمد الذي تشرف عليه الإمارات.

يقول عمر لـ"ميدل إيست إي": "لقد تعرضنا للضرب من قبل القوات اليمنية دون سبب، وعندما سألت عن تهمتي قالوا إن بطاقة هويتي منتهية. كان اتهاماً سخيفاً من قبل جنود أغبياء".

ويضيف: "السجون الجديدة تديرها الإمارات، وهذه هي الحقيقة، ولا يمكن لأحد أن يعترض، لا نطالب إلا بمحاكمة عادلة، على الهيئات أن تزور هذه السجون".

فضل الربيع، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في عدن عضو المجلس الانتقالي الجنوبي، رفض تلك الاتهامات، وقال إن الجنوبيين يسعون للاستقلال، وإنهم لا يؤيدون الرئيس هادي، "كانت هناك بعض الأخطاء من قبل دولة الإمارات فهي تدير بلداً مليئاً بالنزاعات، ولكن هناك تحالف بين الجنوبيين والإمارات المسؤولة عن عدن والمقاطعات الجنوبية".