اقتصاد » فساد

"برواز دبي" أكبر مبنى مسروق في التاريخ

في 2018/01/02

الغارديان البريطانية- ترجمة منال حميد -

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن مجسم "برواز دبي"، الذي تم تدشينه مطلع العام 2018 بوصفه أكبر برواز في العالم، يمكن أن يضاف له لقب أكبر مبنى مسروق عبر التاريخ.

وفجرت الصحيفة البريطانية فضيحة من العيار الثقيل؛ عندما قالت إن المبنى يعود بتصميمه إلى مصمم مكسيسي سبق له أن تقدم بهذا العمل ضمن مسابقة أقيمت في العام 2008 لتصميم هيكل يعزز الوجه الجديد لدبي، حيث فاز العمل بالمسابقة ولكن تم تنفيذ التصميم بعد دفع قيمة الجائزة، وبعد أن رفض المصمم التنازل عن حقوق الملكية الخاصة بعمله، طبقاً للقوانين، ولجأت الإمارات إلى شركة منفذة، قامت بتنفيذ التصميم دون الرجوع للمهندس صاحب العمل.

يبلغ ارتفاع "برواز دبي" 150 متراً ويقع في منتزه زعبيل بدبي، وهو مرصع بالزخارف الذهبية المتلالئة، وافتتح الاثنين بعد عمل استمر 10 سنوات كاملة، وهو واحد من الصور الظلية الأكثر سريالية التي تظهر أفق المدينة.

بدأت قصة السرقة قبل عشر سنوات؛ حيث يقول المهندس المعماري المكسيكي فرناندو دونيس إنه تقدم إلى مسابقة نظمتها شركة ثيسن غروب، بالتعاون مع جمعية المهندسين المعماريين "إيا" التابعة للأمم المتحدة، وأقيمت أيضاً بالتعاون بين دار الأوبرا في سيدني ومركز بومبيدو في باريس، وكان الهدف هو تصميم هيكل طويل ومرتفع يظهر الوجه الجديد لدبي.

ويضيف المهندس: "شاركت بالإضافة إلى 900 عمل تقدم إلى المسابقة من مختلف أنحاء العالم"، مبيناً أن البعض كان يشكك في حاجة دبي إلى مبنى شاهق جديد وهي التي تمتاز بالمباني العالية، ومن ثم كان التحدي هو كيفية قبول عمل مرتفع وقادر على إبراز معالم دبي ضمن إطار واحد.

دونيس كان يعمل وقتها لدى المعماري الهولندي الشهير ريم كولهاس في روتردام، الذي سبق له أن صمم عدداً من المشاريع الإبداعية في دبي، حيث تقدم دونيس إلى المسابقة وهو يستلهم تاريخ أستاذه في فن العمارة ريم كولهاس، ليقدم تصميماً يعتمد على الفراغ الذي من شأنه أن يشكل في داخله معالم المدينة، بحسب قوله.

المسابقة جاءت في ذروة الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم ودبي على وجه التحديد عام 2008، حيث فاز تصميم المهندس المكسيكي وحصل على مبلغ الجائزة وقيمته 100 ألف دولار.

يقول دونيس: "تم نقلي إلى دبي وهناك تناولت العشاء مع ولي العهد، وبعد ذلك بوقت قصير جاءني عقد مكتوب من بلدية دبي ينص على أن أسلم الممتلكات الفكرية للتصميم للبلدية، وعدم زيارة موقع البناء مطلقاً وعدم الترويج للمشروع على أنه من تصميمي وعملي الخاص، كما أن من حق بلدية دبي إنهاء الاتفاق في أي وقت، إلا أنني رفضت التوقيع على هذا العقد".

ويتابع: "استأجروا شركة هيدرال وهي إحدى فروع شركة أركاديس الهولندية العملاقة، وقاموا بالتنفيذ دون الرجوع لي نهائياً".

يقول أدوار كلاريس، محامي المهندس دونيس في نيويورك، إنه تم التقدم بدعوى نيابة عن المهندس إلى المحكمة الاتحادية الأمريكية العام الماضي، ولكن دون جدوى.

ويتابع: "إنه عمل من أعمال الغطرسة؛ الإمارات تدعي أنها دولة تحترم حقوق الملكية الفكرية ولكنها تنتهك ذلك بشكل صارخ. النظام القانوني في دبي يجعل من المستحيل مقاضاة البلدية ما لم تمنحك البلدية نفسها سلطة المقاضاة. إنهم يمنحون نفسهم حصانة سيادية ضد أي دعوى قضائية".

الغارديان تؤكد أنها حاولت مراراً خلال العام الماضي الاتصال ببلدية دبي حول هذا الموضوع، إلا أن البلدية رفضت التعليق، كما لم تسمح للصحيفة بزيارة الموقع.

ووفقاً للقوانين المعتمدة، فإن المسابقات التي يقرها وينظمها الاتحاد الدولي للمهندسين المحترفين تحمي الملكية الفكرية، إلا أن الاتحاد لا يتدخل قانونياً في أعقاب أي مسابقة ينظمها.