ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

بسبب "الأوبرا".. مباركة "إسرائيلية" للسعودية تثير غضب مواطنين

في 2018/02/23

الخليج أونلاين-

سجلت السعودية خطوة جديدة ضمن سلسلة التغيير نحو الانفتاح التي تشهدها بدعم من ولي العهد محمد بن سلمان، فقد فوجئ السعوديون الخميس 22 فبراير الجاري، بتخصيص الحكومة مبلغ 64 مليار دولار لمشاريع الترفيه التي تشمل بناء دار أوبرا، وسط مباركة "إسرائيلية" عاجلة.

السعوديون سرعان ما أبدوا اعتراضهم على هذه الخطوة؛ معتبرين أن الترفيه أمر ثانوي يفترض تحقيقه بعد توفير متطلبات المواطنين الرئيسية، مثل السكن وفرص العمل.

وجاء اعتراض السعوديين عبر وسم دُشن على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" حمل عنوان "#دار_الأوبرا_السعودية".

المثير للانتباه أنه في حين أعلنت نسبة كبيرة من السعوديين رفضها لهذه المشاريع، بارك حساب "إسرائيل بالعربي" الناطق باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، هذه الخطوة.

وقال: "الف مبروك على افتتاح #دار_الأوبرا_السعودية معقل هام للثقافة والموسيقى التي طالما قيل عنها انها غذاء الروح".

عدد من السعوديين اعتبروا مجرد مباركة "إسرائيل" هذه الخطوة إشارة إلى المسير في الطريق الخطأ.

حساب سعودي يرى أن ما قيل في "رؤية 2030" أكبر ممَّا تستحق، مشيراً إلى أنها تبذير للأموال على "التوافه" بحسب قوله.

مواطنون سعوديون عبروا عن آرائهم مستغربين اتخاذ مثل هذه الخطوة في الوقت الذي يعاني عدد كبير منهم من مشاكل، رأوا أن من الأجدر بحكومة بلادهم الالتفات لها والقضاء عليها، قبل التوجه نحو إنشاء مشاريع ترفيه بمليارات الدولارات.

أما صاحب الحساب السعودي الشهير "نايفكو"، والذي يتابعه قرابة نصف مليون شخص، فقال ساخراً إنه يخشى أن يتم إجبار الناس على حضور حفلات الأوبرا.

وكانت هيئة الترفيه الحكومية السعودية أعلنت بدء بناء دار للأوبرا، هي الأولى في تاريخ المملكة منذ تأسيسها قبل نحو 80 عاماً.

وكشفت الهيئة السعودية في مؤتمر صحفي لها للإعلان عن برامجها في 2018، الخميس 22 فبراير الجاري، عن استثمار مبلغ 64 مليار دولار في الترفيه خلال السنوات العشر المقبلة، وهو ضعف المبلغ الذي توقعته وسائل الإعلام السعودية قبل نحو أسبوعين.

هذا المبلغ أثار حفيظة المواطنين السعوديين وقد ذكروه في ردودهم عبر وسم "#دار_الاوبرا_السعوديه"، مذكرين بأن هناك مشاريع هي أولى من الترفيه، مثل البنى التحتية والإسكان.

محمد اليحيا ذكر أن هناك مشاريع للترفيه كالحدائق والمتنزهات، ومشاريع ترفيهية تتلاءم وطبيعة المجتمع ولن يعترض عليها أحد، بحسب رأيه، ملمحاً إلى وجود أمر مخفي وراء مثل هذه المشاريع.

وكان أحمد عقيل الخطيب، رئيس هيئة الترفيه، قال في مؤتمر صحفي للإعلان عن مشاريع الترفيه، وبينها دار الأوبرا: "نسعى إلى أن يأتي السائح الخليجي لحضور الفعاليات السعودية، بعد أن كان السائح السعودي هو من يذهب إليهم".

وكشفت الهيئة عن إقامة 5 آلاف فعالية متنوعة في 2018، بين فنية وثقافية وموسيقية وفعاليات التعليم بالترفيه، وعدد من المهرجانات المختلفة للعائلات والشباب والأطفال.

وأكدت الهيئة العامة للترفيه أنها أخذت بالحسبان، عندما وضعت روزنامة الفعاليات الدولية والمحلية للعام 2018، عدداً من المعايير التي تضمن التنوع والجودة لتناسب اهتمامات جميع شرائح المجتمع وفئاته.

وتشهد السعودية حالة انفتاح واسعة لم تكن معروفة في المملكة من قبل، وتعرضت لفتاوى تحريم من رأس السلطة الدينية في البلاد، أهمها الانفتاح على المرأة والسماح لها بالعديد من الممارسات التي كانت محظورة عليها و"محرمة".

يضاف إلى ذلك إعداد خطط لإقامة مهرجانات وحفلات موسيقية، كان من المستحيل إقامتها في السعودية، فضلاً عن تحجيم صلاحيات الشرطة الدينية، مع إصدار أوامر ملكية خاصة بأماكن سياحية وترفيهية واقتصادية مثل "نيوم" ومشروع البحر الأحمر، حتى إن خالفت النظام العام المتبع في المملكة.