علاقات » امم متحدة

البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية (25)

في 2018/02/24

من كتاب البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية-

تؤشر الاحتجاجات المتصاعدة التي يقابل بها ولي العهد السعودي في زيارته للندن إلى نهاية شهر العسل بين المملكة المتحدة والعربية السعودية .

شهر العسل تكشف جانبا منه البرقيات المسربة للخارجية السعودية سواء ما يتعلق بمشروعية صفقات الاسلحة مع بريطانيا او حول الاتفاقيات التي تم عقدها مع السعودية كترحيل السجناء ليقضوا مدة محكوميتهم في بلدانهم وفق ما جرى مع الأمير سعود بن عبد العزيز بن ناصر والذي ارتكب جريمة قتل في لندن وتمت ادانته ولكنه نقل الى السعودية ليقضي فترة حكمه المؤبد في قصره الفاره !!

في مقابل برقيات تتعلق بمعتقلين سياسيين معتقلين مغيبين في السجون السعودية مما اثار حفيظة العديد من الحقوقيين ومنهم أحد الداعمين لمنظمة العفو الدولية «فيدريكو روس» الذي بعث برسالة يعبر فيها عن قلقه من سجن الدكتور سليمان الرشودي بالعزل الانفرادي في سجن الحاير في الرياض حيث ناشد الملك التدخل لإطلاق سراحه لأنه سجين ضمير اعتقل لممارسته حرية التعبير وطالب بتقديم ضمانات بشأن تلقي المعتقلين معاملة حسنة وعدم تعريضهم للتعذيب في السجون السعودية لكن السعودية أمنت العقوبة فواصلت سياسة القمع لمعتقلي الرأي وملاحقة السعوديين ممن يجرؤون على قول " لا " للنظام وما اكثرهم في بريطانيا التي احتضنت نحو 30 الف طالبة وطالب سعودي .

وفي فترة شهر العسل لم تغفل السعودية تحليل ورصد لما ينشر في الصحف البريطانية ، حيث خصص النظام السعودي الميزانيات الخاصة بالشعب لرصد من يعارض النظام داخل بريطانيا سواء من النواب أو المسؤولين أو الحقوقيين خاصة في ظل استمرار لندن في تسليح النظام رغم ازدياد الانتقادات للرياض بسبب جرائم الحرب في اليمن التي تتورط فيها السعودية، كما اهتمت السفارة بملاحقة المواطنين المعارضين حيث يتضح من البرقيات أن مهمة السفير السعودي في لندن تركزت في ملاحقة المعارضين وتتبع آثارهم في بريطانيا ولم تغفل سياسية شراء الذمم خاصة مع المعارضين لتسليح السعودية بسبب جرائمها في اليمن وضد المعارضين في الداخل من أبناء المناطق المهمشة ومن سجناء الرأي ، حيث سعت السفارة الى الانفتاح على اللوردات والنواب المؤثرين في القرار البريطاني .

وفي هذا الإطار ترصد برقية مرفوعة لولي العهد السعودي من الامين العام وعضو مجلس الامن الوطني بشأن رغبة اللورد تشارلز باول كبير مستشاري رئيس وزراء الحكومة البريطانية السابقة مارجريت تاتشر زيارة المملكة لتقديم الشكر إلى ولي العهد لدعمه لمتحف اشمالون وعرض سياسات حزب المحافظين البريطاني عليه حيث جرى التلويح بترجيح فوزهم بالانتخابات وتشكيل حكومة جديدة ما يعني ضرورة توثيق العلاقة مع وزراء الظل والمعارضة وهي السياسة التي لم تفلح مع حزب العمال البريطاني .

سياسية الاستمالة تبرز بشكل اوضح في برقية حول مؤسسة كويليام للابحاث والدراسات والتوصية باستمالة داعمي المؤسسة بدعوتهم لحضور المؤتمرات المتعلقة بالحوار والانشطة الثقافية الاخرى بالمملكة .

غياب الشفافية

وتكشف البرقيات انزعاج الخارجية السعودية من تقارير الخارجية البريطانية عن أوضاع حقوق الإنسان في السعودية وغياب الشفافية في المحاكمات وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مناطق معينة في المملكة تعاني من التهميش .

وقد أبلغ وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الحكومة البريطانية وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى للقضاء بهذه الأمور خلال لقائه في لندن كما تكشف ذلك احدى الوثائق ، واهتمت السفارة السعودية في لندن برصد الحملات التي تثار ضد المملكة في بريطانيا والتظاهرات التي تجري بين حين وآخر ضد السعودية والتي تصاعدت وتيرتها مؤخرا بسبب الحرب العبثية في اليمن والمناداة بوقف تسليح الجيش السعودي .

وتكشف البرقيات القنوات الخفية التي اتبعتها السعودية للتحايل على حظر تسليحها بالقنابل المحظورة، حيث تعاونت مع سفارة بريطانيا في المملكة بهدف مناقشة التدابير الأولية وإجراءات المتابعة من جانب المملكة المتحدة بخصوص قرار الولايات المتحدة رفض طلب شركة ريثيون بيع قنابل الطائرات Pave way IV إلى المملكة العربية السعودية .

وسياق ذلك نقلته برقية من سفارة بريطانيا في السعودية الى الخارجية السعودية تطلب فيها اتخاذ الترتيب العاجل لقيام السفير البريطاني توم فيليبس بمقابلة وزير الدفاع او مقابلة نائبه ، حيث يرغب السفير في مناقشة التدابير الاولية واجراءات المتابعة من جانب المملكة المتحدة بخصوص قرار الولايات المتحدة لامريكية رفض طلب شركة ريثيون بيع قنابل الطائرات pave way Iv الى السعودية .

وحرصت سفارة السعودية على الاقتراب من الجهات والشخصيات والنواب في البرلمان البريطاني التي تعارض تصدير السلاح إلى السعودية نظرا لملفها المتردي في حقوق الإنسان، ورصدت المتحدثين عن تورطها في اليمن ودعمها للقمع في البحرين .

احتجاجات ضد التسليح

وترصد برقية في هذا الامر تفاصيل جلسة مناقشة اصدرتها الحكومة البريطانية حول حقوق الانسان وتصدير الاسلحة الى الخارج وارتباط ذلك بحقوق الانسان خاصة في السعودية والبحرين ومصر وتونس وبرز بين معارضي التسليح شخص يدعى روي ليبستر رئيس فريق في منظمة تدعى saferworld التي تهتم بفرض قيود شديدة على تصدير الاسلحة الى الخارج بهدف حماية حقوق الانسان واوليفر سبراجيو مدير برنامج الامن العسكري في منظمة العفو الدولية .

حيث رصدت السفارة احتجاج ليبستر على سياسة منح رخص تصدير السلاح واستمرارها بهذا الشكل وقال ان السعودية هي مثال على ذلك بغض النظر عن الوضع فيها وقال ان السعودية متورطة في اليمن وتدعم النظام البحريني في نهجه القمعي .

واعترض ليبستر على عدم السماح لأي حركة احتجاجية في السعودية معربا عن دهشته من عدم وجود معارضة شديدة لتسليح السعودية رغم نهجها القمعي .

قصف اليمن

أما اوليفر سبراجيو من منظمة العفو الدولية فأكد معارضته لتسليح السعودية في ظل وجود دلائل على قصفها العشوائي لليمن ، وقال في جلسة نقاش نقلتها احدى البرقيات انه سبق وأثار في جلستين قصف سلاح الجو السعودي للحدود في شمال اليمن وان الحكومة البريطانية من جهتها اكدت ان تلك الهجمات الجوية متوازنة بالرغم من ان الحكومة البريطانية كانت تقول دائما انه في بعض الاحيان يصعب الوصول الى ارض المعركة ومعرفة ما يجري عليها بالضبط ، واكد اوليفر ان الخارجية الامريكية أنبت بشدة السلطات السعودية بهذا الخصوص وعرضت صورا جوية مأخوذة من الاقمار الصناعية وطلبت تفسيرات من السعوديين لقصفهم العشوائي لمناطق محددة في اليمن مما يشكل خرقا للقانون الدولي وانتقد بشدة سحب الحكومة البريطانية رخص تصدير السلاح الى دول في الشرق الاوسط مثل مصر وليبيا وتونس وعدم سحبها من السعودية بالرغم من وجود قرائن تستدعي التحقيق فيما يجري . وما زالت الاصوات تتعالى ضد السماح بتصدير الاسلحة للسعودية بعد الجرائم البشعة الناتجة عن القصف العشوائي السعودي لليمنيين ما يؤكد ان حصانة الامراء السعوديين وعربدتهم في المملكة المتحدة باتت في مهب الريح .

للاطلاع على كتاب "البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية".. اضغط هنا