اقتصاد » علاقات واستثمارات

مجلس للشراكة بين السعودية وبريطانيا وخطة تجارية بـ90 مليار دولار

في 2018/03/08

وكالات-

دشنت السعودية وبريطانيا، مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لتعزيز العلاقة الثنائية، في وقت تم الاتفاق على خطة طموحة بقيمة 65 مليار جنيه إسترليني (90.29 مليار دولار) لتعزيز روابط التجارة والاستثمار في الأعوام المقبلة.

وترأس ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، ورئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي»، الجلسة الأولى لمجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي البريطاني، وذلك بمقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» بلندن.

وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، وسبل تعزيز شراكتهما الاستراتيجية في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والصحة والثقافة والدفاع والأمن، بالإضافة إلى الفرص التي تتيحها رؤية المملكة 2030.

كما جرى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بما فيها محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، حسب وكالة الأنباء السعودية «واس».

تعزيز التعاون

وتأمل المملكة أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيرات العميقة التي تحدث، بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حسب صحيفة «الشرق الأوسط».

وقالت متحدثة باسم مكتب «ماي»، في بيان بعد الاجتماع إنه «تم الاتفاق على هدف طموح لتجارة متبادلة وفرص استثمار بحوالي 65 مليار جنيه إسترليني على مدار الأعوام المقبلة، بما في ذلك استثمار مباشر في المملكة المتحدة ومشتريات عامة سعودية جديدة من شركات في الملكة المتحدة».

وأضاف: «هذه دفعة مهمة لازدهار المملكة المتحدة ودلالة واضحة على الثقة الدولية القوية في اقتصادنا بينما نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي»، حسب «رويترز».

وتعتبر السعودية وجهة مهمة للشركات البريطانية، إذ يوجد نحو 200 مشروع مشترك تقدر قيمتها بنحو 11.5 مليار جنيه استرليني.

وتجاوزت العلاقات التجارية السعودية البريطانية في الخمس سنوات الماضية، ما قيمته 2.3 مليار مليار جنيه إسترليني، وقدر التبادل التجاري في البضائع والخدمات بحوالى 9 مليارات جنيه إسترليني عام 2016.

وكأحد أكبر 20 اقتصادا دوليا، لدى السعودية ثالث أسرع سوق في النمو للصادرات والواردات البريطانية، وبعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، ستكون هناك فرصٌ ضخمة لبريطانيا نتيجةً لرؤية 2030.

وقبل الاجتماع، عقد «بن سلمان» و«ماي»، جلسة مباحثات ثنائية، عبّرت فيه رئيسة الوزراء عن الدعم البريطاني القوي لـ«رؤية السعودية 2030»، التي اعتبرتها خطة «طموحاً لإصلاحات داخلية تهدف إلى خلق اقتصاد مزدهر ومجتمع ينبض بالحياة».

وفي إطار ترحيب رئيسة الوزراء بالإصلاحات، خصّت بالذكر تلك المتعلّقة بالنساء وتمكينهن من حضور فعاليات رياضية، ودور السينما التي أعلن عن افتتاحها قريباً، فضلاً عن رفع الحظر على القيادة ابتداء من شهر يونيو/حزيران المقبل.

واتفق الجانبان، وفق بيان مكتب رئيسة الوزراء، على عقد شراكة تعليمية جديدة، حيث سيدعم خبراء بريطانيون قطاع التعليم السعودي بتطبيق برنامج الإصلاحات الطموح، ورفع مستويات مشاركة النساء وإدماجهن.

كما ذكر البيان أن الخبراء البريطانيين سيشاركون نظراءهم السعوديين أفضل الممارسات وتوصيات للتحديث.

الأزمة اليمنية

ووفقا لبيان الحكومة البريطانية، فإن «ماي»، و«بن سلمان» اتفقا على أهمية الحل السياسي في اليمن.

واتفق الزعيمان على دخول المساعدات لليمن، وعلى أهمية الحل السياسي هناك، مضيفا: «كما اتفقا على أهمية مواجهة تدخلات إيران».

ووقع «بن سلمان»، و«ماي»، مذكرة تعاون مشترك للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وختم «بن سلمان»، يومه الأول على مائدة أمير ويلز «تشارلز»، الذي خصص له مأدبة عشاء بمناسبة زيارته للمملكة.

يشار إلى أن محتجين تجمعوا أمام مقر رئيسة الوزراء البريطانية، أثناء لقائها بولي العهد السعودي، ورفعوا لافتات تندد باستقبال من وصفوه بـ«مجرم حرب»، مطالبين بإنهاء الحرب في اليمن.

ووصل ولي العهد السعودي إلى المملكة المتحدة في زيارة رسمية، استجابة لدعوة من الحكومة البريطانية، واستهل زيارته الرسمية بلقاء «إليزابيث الثانية»، في قصر باكنغهام.

ويقول المسؤولون السعوديون، إنه لن يتم الإعلان عن أي قرار خلال زيارة «بن سلمان» هذا الأسبوع، ولكن هناك آمال متزايدة، بأنه في حالة سير الزيارة بشكل جيد فإنها ستعزز آفاق لندن، فضلا عن تعزيز العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة والسعودية.

ويشير الدبلوماسيون البريطانيون، إلى أن تجارة المملكة المتحدة مع السعودية ودول الخليج تصل إلى نحو 10% من إجمالي التعاملات التجارية، أكثر من إجمالي حجم التجارة مع الصين، ومن الممكن أن يزيد هذا الرقم بشكل كبير إذا استفادت الشركات والمشاريع البريطانية استفادة قصوى من الفوائد التي يمكن أن توفرها «رؤية 2030».